“سرعة الثقة” كتاب يجعلك تحطم الشك.. تحطيماً
منح الثقة لا يحتاج إلى وقت ويمكن تعلمها وتعليمها، ومخاطر عدم الثقة أكبر من الثقة، حاول دائمًا أن تتكلم وتتصرف بثقة وتوازن
add تابِعني remove_red_eye 102,609
الثقة أساس كل علاقة وتواصل. ويوضح كتاب “سرعة الثقة .. الشيء الذي يغير كل شيء” لستيفن كوفي أهمية الثقة في أكثر من جانب من جوانب الحياة، منها الاقتصادي والاجتماعي والأسري، وأيضاً من الناحية الزوجية وفي الصداقات. حيث أن الثقة كفيلة بأن تحقق نجاح غير مسبوق، ففي الجانب التجاري عائد الثقة هو ازدياد السرعة وقلة التكلفة. فلا سرعة تعادل سرعة الثقة، كذلك انخفاض الثقة يبطئ كل شيء، كل قرار وكل اتصال وكل علاقة.
كيف تمنح الثقة بذكاء
هنالك مثل يقول: “من الخطأ أن يثق المرء بكل البشر، ومن الخطأ أيضاً ألا يثق بأحد”. فعندما تتعامل مع الثقة يبدو لك بأن هناك نهايتين متطرفتين -إفراط وتفريط– والثقة الذكية في الوسط وهي المنطقة الذكية من حسن التقدير الواقعة بين الارتياب والثقة العمياء. اجعل لديك استعدادًا على تصديق أن الناس يستحقون الثقة.
وحتى تتجنب الانخداع أو الثقة العمياء من جهة والشك من جهةٍ أخرى. عليك بإدارة المخاطر بحكمة، ومد جسور الثقة بطريقةٍ تساعد على تجنب الضرائب والخسائر. فمد جسور الثقة الذكية يقوم على عاملين الميل نحو الثقة والتحليل فالميل نحو الثقة مسألة قلبية أما التحليل فهو مسألة عقلية في الأساس، فهو يمثل القدرة على التحليل والتقييم، والتنظير، والتفكير في الآثار الضمنية والاحتمالات والوصول إلى قرارات وحلول منطقية. بحيث لا تكون ساذجاً فتصبح صيداً سهلاً لعمليات الاحتيال.
للثقة أربعة أشكال:
- الثقة الذكية: وهي حسن التقدير، يكون فيه ميل كبير وارتفاع مستوى التحليل.
- الثقة العمياء: وهي السذاجة، وميل كبير وانخفاض في مستوى التحليل.
- عدم الثقة: والتردد يكون الميل قليل وانخفاض في مستوى التحليل.
- الارتياب والشك: يكون ميل قليل وارتفاع في مستوى التحليل.
الثقة تخرج أفضل ما في الناس
كما أن الجرعة المفرطة من الثقة في بعض الأوقات قد تحبطك إلا أنها أكثر حكمة على المدى الطويل من التسليم بأن الآخرين لا يتحلون بالصدق. اعمل على مد جسور الثقة بدلاً من حجبها. وهذا ما فعلته شركة الخطوط الجوية” جيت بلو” المشهورة بجودة الخدمة وهي لا تمتلك مركزاً للحجز فبدلاً من ذلك عملت على أن يعمل الموظفون من منازلهم وكان أغلب موظفي الحجز من الأمهات اللواتي يردن تحقيق التوازن بين العمل والأسرة.
ويرتبط بهم مديرو الشركة من خلال أجهزة حاسوبية، ويثقون بأنهن سيتواجدن على مكاتبهن في الوقت المفترض بالرغم من شركة أقل ثقة ستخشى أنهن ربما يتركن مكاتبهن من أجل رعاية الأطفال أو القيام بأمورٍ أخرى.. ولكن إدارة الشركة كانت تعامل موظفيها بالطريقة التي يريدونهم أن يعاملوا بها عملائهم.
يقول ريتشارد برانسون: يجب أن تزيد ثقة الشركات في عمل موظفيها من المنزل، فإن المواصلات تقتل كثيراً من الوقت والطاقة التي يمكن الاستفادة منها في الإبداع. عليك أن تعرف بأن الثقة تمكنك من إنشاء رافعة مدهشة لسرعة الإنجاز بتكلفةٍ أقل، وكذلك ستلهم من منحتهم الثقة وتطلق قدراتهم. تأمل ما تشعر به عندما يقول لك شخص ما: ”يمكنك القيام بهذا ! .. أنا أؤمن بك.. إنني أثق فيك”.
أزمة ثقة
يذكر “كوفي” بأن العلاقات تبنى وتدعم بالثقة، والعلاقات السيئة هي التي نجد فيها فقدان الثقة. أيضاً في جانب الثقة بالنفس كثيراً ما نلزم أنفسنا في أمورٍ لا نقوم بها وهذا يجعلنا نفقد الثقة بأنفسنا وإذا لم نثق في أنفسنا فسيكون من الصعب الثقة في الآخرين، وأسرع طريقة لاستعادة الثقة هو أن نلتزم بالالتزامات حتى البسيطة تجاه أنفسنا والآخرين.
كماء جاء في النص النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان).
انخفاض الثقة هو أكبر خسارة في الحياة
الثقة عامل اقتصادي قوي
يذكر “كوفي” في كتابه بأن الثقة تؤثر على السرعة والتكلفة، فإذا فقدت الثقة تنخفض السرعة وترتفع التكلفة. وإذا كانت الثقة مرتفعة سرعة مرتفعة وتكلفة منخفضة. وهذا مثال على نطاقٍ بسيط فقد قام “جيم” وهو بائع في مدينة نيويورك لديه محل لبيع الفطائر المحلاة والقهوة للعابرين حين ذهابهم إلى مكاتبهم أو يخرجون منها، ولكن “جيم” وجد أن هنالك صفوف طويلة من الزبائن المنتظرين.
ولاحظ بأن هذا يجعلهم ينصرفون عن الشراء منه والذهاب إلى غيره، وبعد ملاحظة عرف بأن السبب هو توفير “الفكة” للزبائن هو الذي يؤخر عملية البيع كونه العامل الوحيد، فقرر قرارًا جريئًا وهو وضع سلة صغيرة بجواره تحمل فئة الدولار والعملات المعدنية الصغيرة واثقاً بأن الزبائن سيأخذون بأمانة والمفاجئ بأنه وجد الزبائن يأخذون بأمانةٍ فعلاً غير أن البعض كان يترك لـ”جيم ” الباقي، وبهذا استطاع أن يعمل بسرعةٍ أكبر وأحب الزبائن محله كونه أعطاهم الثقة واستأمنهم فكانت السرعة مرتفعة والتكلفة منخفضة بسبب الثقة.
ضريبة عدم الثقة
يذكر قائلاً: “نحن ندفع ضريبة عدم الثقة دون أن نشعر. ففي المؤسسات إذا ارتفع مستوى الثقة يرتفع مستوى الأداء في الشركات، فإذا أتيت إلى مكانٍ منعدم الثقة فيه، فمن الممكن أن يستقطع منك 30% لشيءٍ لم تفعله. وكذلك في العلاقات وفي الحياة الشخصية تُحسن الثقة المرتفعة إلى حدٍ بعيد نشاطك وإبداعك ومشاعرك والبهجة مع أسرتك والمجتمع الذي أنت فيه”.
خمسة مستويات لبناء الثقة
- الثقة بالذات: وهي في المصداقية .من خلال وضع الأهداف وتحقيقها والوفاء بالالتزامات. وذلك من خلال تحمل مسئولية النتائج وليس الأفعال فقط وهذا يجعلك تفكر بإبداع، فإذا لم تحقيق النتيجة ستفكر بطريقةٍ أخرى لأنك مسؤول عن النتيجة وليس الفعل. مثال على ذلك: الفعل – لقد اتصلت بالعميل، النتيجة– لقد أتممت البيع.
- ثقة العلاقة: وهي في السلوك. والتي تقوم على 13 سلوكاً وجده “كوفي” عند القائدة الواثقين. ويمكن تطبيقها من جانبٍ مهني أو شخصي على مستوى الأسرة. منها: تحدث بصراحة مستخدماً لغة بسيطة، أظهر الاحترام، تحر الشفافية، وصحّح الوضع عندما تخطئ واعتذر.
- الثقة المؤسسية: وهي في التوافق. الوسائل التي تمكن القادة من توليد الثقة. من جانبٍ مهني وعائلي أيضاً حيث ترتفع الثقة عندما يكون هنالك توافق وإخلاص وتنفيذ على مستوى أفضل، والتعاون والنمو.
- ثقة السوق: وهي في السمعة. من خلال المستوى الذي يدرك فيه كل الناس بوضوح تأثير الثقة والمبدأ الذي يكمن وراء هذا المستوى هو السمعة. بحيث تعمل على إقامة جسور الثقة مع الجهات المعنية الخارجية وينصب تركيزك على بناء السمعة أو العلامة التجارية التي تلهم الثقة في السوق.
- الثقة المجتمعية: وهي في المساهمة. أي تتعلق بإيجاد قيمة للآخرين وللمجتمع بصفةٍ عامة. والمبدأ الذي يتضمنه هذا المستوى هو المشاركة. فمن خلال المشاركة نلغي ضرائب التشكك وقلة الثقة في مجتمعنا.
من مؤشرات غياب الثقة في المؤسسة
الصراع الصريح، مغالاة في التلسط، الدعاوي القضائية، السلوك الإجرامي، التخريب، إهدار وقت كبير في الدفاع عن المناصب والقرارات، أجندات خفية. تسلسل هرمي لا داعي له، سخط بعض الموظفين والمساهمين.
من مؤشرات غياب الثقة في العلاقات الشخصية
علاقات تتسم بالخلل، مواجهات غاضبة وساخنة، موقف دفاعي، إساة المعاملة سواء لفظياً أو معنوياً أو بدنياً. تواصل حذر، سلوك عدائي تليه أوقات قصيرة من الندم، مخاوف وشكوك دائمة، تذكر الأخطاء واستخدامها أسلحة. تفاعلات خالية من البهجة، جمع الأدلة على أخطاء الطرف الآخر ونقاط ضعفه. تفاعلات تتسم بالتوتر، إهدار الطاقة في الحفاظ على العلاقات بدل من تنميتها.
وفي النهاية يؤكد “كوفي” بأنه من الممكن استعادة الثقة وليس بناءها فقط. شارحاً أساليب لبناء الثقة من خلال “انظر- تكلم – تصرف” ومفسراً سبب عدم ثقتك في شخصٍ ما من دون سبب. وفي الكتاب أيضاً الكثير من قصصه الشخصية وقصص الآخرين من خلال عمله وخدمته المجتمعية لأكثر من عشرين سنة.
add تابِعني remove_red_eye 102,609
مقال يناقش موضوع الثقة وأهم الموضوعات التي ترتبط بالثقة وطريقة تحققها
link https://ziid.net/?p=42214