ستة دروس تعلمتها من أخطائي «تجربة شخصية»
الاعتراف بالخطأ فضيلة هكذا تعلمت حين كنت صغيرة وها أنا اعترف بأخطائي متمنية أن أُلهم الصواب فيما تبقى من حياتي
add تابِعني remove_red_eye 102,609
في رحلة حياتي كانت لدي أخطاء تعلمت منها الكثير، وأود أن أدون ما تعلمته من أخطائي فهنالك من يستفيد ويتعلم من أخطاء غيره بحيث لا يقع فيها فمن أجل هذا أكتب الستة الدروس التي تعلمتها من أخطائي وهي ما يلي:
1- احذر متابعة المسلسلات الهابطة
أكثر ناس سعادة هم المبتعدون عن المسلسلات ذات الطابع السلبي، خاصةً تلك المسلسلات التي تبث الحزن والهم والعنف وهي الأخطر، أتذكر حين كنت أشاهد مسلسلًا وجاءت أختي مسرعة لتدركني بسبب «صوت صراخ الممثلة في مشهد عنف» والحق أن أغلب المسلسلات أصبحت تعتمد عرض حياة البائسين بلا هدف حقيقي.. وهنالك مسلسلات تعتمد طابع القصص العاطفية المحبطة، وكل يوم حلقة لقصة حب فشلت في تحقيق الارتباط! بعد فترة من متابعة هذه المسلسلات وجدت تأثيرًا سلبيًّا على شخصيتي فبدأت محاولات التخلص من هذا الخطأ الذي ارتكبته في حق نفسي.
2- الأغاني الحزينة .. تحزنك
تخيل ما الذي سيحدث لك بعد أن تستمع لهذه الأغنية والمغني بصوت مليء بالعَبرة والدموع يشدو: (كتاب حياتي يا عين ما شفت زيه كتاب.. الفرح في سطرين والباقي كله عذاب) بل وهنالك مغنيون عرفوا واشتهروا بالأغاني الحزينة.. وقد تكون بمزاج رائق ولكن مجرد أن تستمع لهذا الحزن ستشعر بأن حياتك كلها عذاب. المشاعر معدية فعلًا من خلال الاستماع للحزن ستبدأ تعيشه وهذا ما حدث معي حزن لا يعرف أسبابه.
3- لا تتابع الأخبار
كنت أحرص على متابعة النشرات الإخبارية وكذلك الأخبار في وسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة تحليلات المتخصصين وللأسف ليس فيها ما يسر أبدًا خصوصًا في الوطن العربي وفي أثناء مطالعتي وجدت مقولة لأحد الصالحين يقول: «السياسة تسرق وقتك…» أي من خلال متابعتك يضيع وقتك حينها قررت أن أبدأ في مقاطعة النشرات وكل ما يخص الأخبار وهذا ما ينصح به أيضًا بعض الأطباء النفسانيين، ومن باب الفكاهة قدمت الدراما السعودية عملًا للممثل محمد العلي -رحمه الله- يظهر فيه سعيدًا وخالي البال وفي صحة وعافية فنصحه أحدهم بمشاهدة الأخبار، وبعد أن بدأ بمتابعة نشرات الأخبار أصيب بمرض الضغط العصبي والسكر وتحول حاله.
4- لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا
كنت حينها طالبة في الثانوية وكنت قد رسبت في مادة وحين جاء موعد الدور الثاني وهي اختبارات إعادة لمن رسبت في العام الدراسي لم أهتم بالأمر كثيرًا فقد كنت قررت إعادة السنة لصعوبة المادة بالنسبة لي، بالإضافة إلى أني احتاج للمزيد من العلامات حتى أنجح، فلم أكترث بالاختبار والأمر الذي يسره الله من دون أن نعلم حينها هي «إكرامية ملكية» للطلبة عبارة خمسة درجات لكل المواد، وكان خطئي حينها عدم الاستعداد ولم يكن لدي أي توقع لتدخل خارجي سوف تنقذ الطلبة في اختبارات الدور الثاني فلم أستفد من هذه المكرمة.
5- المركز الأول وإلا فلا
النزعة الكمالية وتحقيق الشيء 100% من الأمور التي جعلتني أسوف وأتأخر في إنجازاتي وكنت حينها لا أعلم بوجود هذه الصفة في شخصيتي.. فمثلا حين أريد أن أتعلم مهارة أبحث عن الرواد لأتعلم منهم وإن صعب الأمر أتركه ولا أرضى بجزء منه وكان هذا خطأ سبب لي التأخر وعدم النمو ومثال آخر حين عرض علي التدريس لم أقبل لأني غير كاملة ولم أتعلم كل شيء، كذلك لم أتقن المادة فكيف أعلمها .. وهكذا.
حتى في الطعام والشراب حين أردت التوقف عن المشروبات الغازية أخذ الأمر مدة ثلاثة سنوات، وهذا بسبب أني لا أريد بديلًا بنصف الضرر ، فقد كان بديلي عصير ليمون بدون سكر! ربما لو قبلت وضع ملعقة سكر لكنت استطعت في مدة أقل، ومن ثم أتخلص من هذه الملعقة والتي هي أخف ضررًا من مشروب فيه اثنا عشر ملعقة سكر في عبوة وناهيك عن باقي المواد غير الصحية.
6- لا تهرب من الطريق الطويل
أحيانًا لا يكون ما تريده صعب المنال ولكن يحتاج إلى وقت وصبر .. كنت أسمع السماء خلقت في ستة أيام بالرغم من قدرة الله على جعل الشيء «كن فيكون» وهذه من القوانين الكونية التي نتعلم منها ولكن ربما حياة سريعة بكل ما فيها من وجود الأغنية السريعة التي تبدأ كلماتها من الثواني الأولى بعكس أغاني أم كلثوم في السابق، ومطاعم الوجبات السريعة التي تقدم لك طلبك المُعد قبل وصولك أحيانًا، وإنترنت يقدم كل شيء بنقرة وقوقل الذي لا يتأخر عليك في الإجابة على أي استفسار هذه السهولة في الوصول لكل شيء خلق في عدم القدرة على الصبر.
فحين أردت حفظ القرآن الكريم التحقت بدورة «كيف تحفظ القرآن في شهرين» وحين أردت تعلم اللغة الإنجليزية كنت متمسكة بكتاب تعلم اللغة في أسبوع، وحين التحقت بالدورات في معاهد اللغات لم أتحمل فكرة أن الأمر يستغرق مدة طويلة، وحتى في دراسة الماجستير كنت أبحث عن أقل مدة دراسية ووجدت ذلك في بريطانيا.. وهكذا في كل أمر وقد سبق وأن فتحت باب السيارة وخرجت هاربة من طريق طويل مزدحم بجاكرتا. «لا تتخل عن حلم بسبب الوقت الذي يحتاجه ليتحقق.. فالوقت سيمضي على أية حال»
وأخيرًا «من الذي لم يخطئ قط» هذه بعض أخطائي أحاول أن أصلح ما استطعت والجدير بالذكر بأن أخبركم أن الكتب والقراءة كانت مرشدة لي تساعدني في ملاحظة أخطائي، وكذلك الناصحون من المقربين.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,609
تعلمت من أخطائي .. تجربة ملهمة
link https://ziid.net/?p=94481