[سلسلة] من تجربتي الذاتية: اصنع التغيير في حياتك بـ 10 خطوات فقط
التغيير هو الشيء الثابت الوحيد في حياتنا؛ لذا تعلم فن التغيير لتصل بحياتك لوجهة أفضل
التغيير هو الشيء الثابت الوحيد في حياتنا؛ لذا تعلم فن التغيير لتصل بحياتك لوجهة أفضل
add تابِعني remove_red_eye 32,636
منذ سنوات لم أتخيل أني بحاجة للتغير، كنت عاشقة للسير مع التيار؛ لكن بالنسبة لشخصية عانت من نكسات وإخفاقات كشخصيتي كان يتوجب علي سلك دروب مختلفة للنجاة في تلك الحياة، ولهذا السبب تعلمت كيف يكون التغيير والبدء من جديد؛ فتلك اللحظات التي أجبرتني على تغيير مسار حياتي وأحلامي جعلتني أتقبل فكرة أن الحياة لا تسير أبدًا على خط مستقيم؛ فكلما تغيرت البيئة من حولي واختفت الملامح التي اعتدت عليها في صغري بعد زحف البشر للمكان الخالي الذي شهد أجمل احتفالاتنا بالعيد كلما شعرت بأن التغيير لن يطال بيئتي فحسب بل سيطالبني بالتكيف معه؛ لذا دعوني أسرد لكم أهم الخطوات التي اتبعتها أثناء تغيير حياتي وتحويل مساري من شغفي بالطب والأبحاث العلمية لشغفي بعالم الكتابة والصحافة.
قبل أن تسلك درب التغيير عليك أولا أن تثق في نفسك ولا تتزعزع، وثق أن تغيير دربك لا يعني بالضرورة استسلامك للأمر الواقع أو هروبك من التحدي لكن عليك أن تفرق بين اللحظات التي يجب أن تتراجع فيها وبين لحظات الإصرار والتصميم علي هدفك، طبعًا أغلبكم يعلم أني حولت حلمي الذي صاحبني قبل دخولي المرحلة الابتدائية، وهو أن أصبح طبيبة أو باحثة علمية لاختراع أدوية وحقن ذاتية التخدير كي لا يتألم الأطفال؛ لأني وقتها كنت أتألم من سماع صراخ الأطفال وبكائهم أثناء سحب العينات من أيديهم الصغيرة أكثر من شعوري بالألم بسبب وريدي الذي أنهكوه وحولوه لكل ألوان الطيف.
لكن بعد كل هذا لم أحصل على درجات تؤهلني لكلية الطب وشاء القدر أن أصبح صحافية، والآن أتدرون لماذا نجحت في مجال الصحافة رغم صدمتي في توديع حلم طفولتي؛ لأني ببساطة أقنعت نفسي أني قادرة على النجاح في أي مجال، ولم أندب حظي وأجلس بجوار أطلال حلمي أبكي على اللبن المسكوب؛ لهذا السبب استطعت تغيير حياتي بعد أن وثقت في نفسي وفي قدرتي على النجاح.
أول خطوة في التغيير هي أن تعرف نفسك جيدًا، أتذكر أني أخبرت والدتي بعد قبولي في كلية الآداب أني سألتحق بقسم الإعلام أو قسم اللغات الشرقية، وحتى هذا اللحظة لا أستطيع نسيان الجملة التي قلتها لأمي بعد قبولي في قسم الإعلام، وهي: “متخافيش حلمي زي ما هو بس بدل ما أعالج الناس بالمشرط هستخدم القلم لعلاجهم بالضبط زي المشرط، قلمي هيكون مشرطي”، وقد كان وحولت طريقي الجديد لصالحي بعدما فهمت المغزى من عشقي للطب، وهو مساعدة البشر على التعافي بلا وجع.
أخبرتكم في مقالة تبديل العادات أن أي شيء جديد يحتاج أن نمارسه لمدة (3) أسابيع كي نعتاد عليه؛ كذلك التغيير عليك أن تعتاد على حياتك الجديدة بكل سلوكياتها التي طرأت عليك حتى يتدفق التغيير لكل جوانب حياتك ويصبح روتينك اليومي.
كل شيء في بدايته صعب، خاصة تغيير حياتك بحياة جديدة؛ لأن التغيير هو عبارة عن الخروج من منطقة الراحة comfort zone من أجل الدخول لحياة جديدة-مختلفة تمامًا عما اعتدنا عليه- للتكيف بشكل أفضل مع تطورات العصر؛ لذا عليك دومًا تحفيز نفسك وتشجيعها حتى تتأقلم تمامًا مع عاداتك الجديدة وتتخطى فترة الانسحاب من حياتك القديمة بنجاح.
هل تريد أن تُغير حياتك حقًّا؟؟ إذن عليك بإضافة لمسات التغيير على جوانب حياتك، أتذكر أن بداية انتظامي في الصلاة كان في أول المرحلة الإعدادية، وقتها بدأت أدخل عادة التصدق لحياتي المالية، والصوم عن الطعام والكلام لحياتي الصحية، والبعد عن النميمة في حياتي الاجتماعية، وبالمثل حينما بدأت في احتراف الترجمة بدأت أحفظ مصطلحات جديدة واستخدمها لعمل خطة مالية ولفهم التحاليل الطبية، وهكذا.
إذا ذهبت يومًا في طريق لا تنظر أبدًا لما تركته خلفك؛ لأن التردد سيعيق تفكيرك وسيشتت انتباهك، وقتها لسان حالك سيقول المثل المصري: “لا طُلت بلح الشام، ولا عنب اليمن”، بمعني أنك ستظل في نقطة لا تستطيع فيها المضي قدمًا نحو التغيير ولا التراجع لما كنت عليه من قبل.
أي تغيير سيواجه رياح معارضة ممن حولك؛ لكن عليك أن تقف ثابتًا ولا تسمح لأحد بزعزعة ثقتك في نفسك، في إحدى محاضرات د/ سوزان القليني وقفت أسألها عن شيء في المحاضرة؛ لكنها قاطعتني بحزم وقالت: “أنتِ إعلامية لازم صوتك يبقي واضح وقوي”، ومن وقتها وأنا أتحدث بثقة وحضور بسبب هذا الموقف فحسب، وقبل أن أبدأ في شرح أي محاضرة أقف أمام لوحتي البيضاء “البورد” وأبدأ في شرح نقاط المحاضرة لبلورتي الصغيرة قبل شرحها أمام الجمهور المُتلقي.
أكبر خطوة لتعزيز الثقة في النفس والقيام بعملية تغيير ناجحة هي تنمية وعيك الذاتي وحصولك على خلفية معرفية متنوعة في كل المجالات؛ فالثقافة هي المفتاح السحري للكاريزما، وطالما وجدت الكاريزما ستستطيع شق طريقك نحو التغيير بلا تردد أو خوف.
من ضمن أقوال جدتي -رحمها الله- والدة أمي، التي أتذكرها جيدًا هي مقولة: “أن قلت متخافش، وأن خفت متقولش”، كانت تقصد بتلك العبارة أن تقف خلف كلامك للنهاية ولا تخف وأن تتحمل المسئولية؛ فإذا لم تفعل لا تدعي الشجاعة وتتفوه بكلمات لن تستطيع تحمل وطأتها لاحقًا، والتغيير يتطلب ذلك أيضًا فإذا لم تستطع تحمل العقبات التي ستواجهك في الرحلة فلا تُحمل نفسك عناء البداية.
لا تندم أبدًا علي قرار التغيير ولا تقل كلمة “لو”؛ لأن المقارنة ليست في صالحك؛ فالحياة القديمة مهما كانت ناجحة ومثالية لن تصل أبدًا لجودة حياتك الجديدة التي تشبعت بالخبرات والنضج الفكري والعاطفي.
إليك عزيزي القارئ أهم نصيحة قبل أن تشرع في تغيير حياتك، وهي آلا تلتمس التغيير من أحد سواك، ولا تتخذ قرار التغيير لمجرد شعورك بالملل من روتين حياتك؛ فالتغيير الفعال هو من يهدف لتحسين نوعية حياتك ومساعدتك علي تحقيق أهدافك الإستراتيجية بعقلية أفضل من عقليتك القديمة.
add تابِعني remove_red_eye 32,636
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
بالخطوات .. كيف تحدث تغيير في حياتك
link https://ziid.net/?p=77827