[سلسلة] من تجربتي الذاتية: كيف تتخلص من المشاعر السلبية؟
المشاعر السلبية هي أول مسبب للاكتئاب والجدار الذي يحجب السعادة .. تخلصوا من الطاقة السلبية و ابدءوا حياة جديدة.
add تابِعني remove_red_eye 29,562
أتعلمون ما هو الشيء المشترك بين بني البشر؟ هو المشاعر الإنسانية فسواء اختلفت دياناتنا أو جنسياتنا أو لغاتنا أو حتى لون بشرتنا؛ لكن ما يجعلنا قادرين على العيش سويًّا هو قدرتنا على فهم مشاعر الآخرين، ومن هذا المنطلق أعتقد أن تجربتي في تخطي المشاعر السلبية قد تفيد -ولو بقدر بسيط- أيّ شخص يمر بأوقات عصيبة. قبل أن نبدأ في طرح الموضوع الرئيس للمقالة ينبغي علي أولًا أن أوضح كيف تدرك أنك على مشارف التعرض لهجوم من المشاعر والطاقة السلبية.
- أولاً: ستشعر بلامبالاة وأن الحياة بالنسبة لك “زي عدمها”.
- ثانيًا: عدم الرغبة في القيام بأي نشاط، حتى الأشياء التي تستمتع بها فجأة قد تصبح مملة و غير مجدية.
- ثالثًا: ستلجأ للعزلة، وتكره التحدث مع الآخرين حتى أحبائك.
- رابعًا: قد تعلن التمرد وتبدأ في عادات سيئة، كالسهر طوال الليل، التغيب عن العمل، ومع الأسف أغلب الشباب يلجئون لأشياء مدمرة لصحتهم هربًا من عالم الواقع.
- خامسًا: سيلاحظ من حولك تغيرًا ملحوظًا في حالتك الصحية والنفسية، قد تفقد الوزن مثلًا، أو قد تتحول لشخص عصبي وعنيف.. إلخ.
كيف تخطيت المشاعر السلبية؟
1-كتابة المذكرات
طبعًا ستتعجبون من أول طريقة؛ لكن الكتابة وإفراغ الشحنة السلبية على الورق كانت ولا تزال بالنسبة لي من أفضل طرق التخلص من المشاعر السلبية؛ ستقولون لماذا نكتب ونضيع الوقت في حين أن هناك أشخاصًا حولنا مستعدون لسماعنا؟ سأجيبكم بمنتهى الصراحة، أنا عن نفسي لا أستطيع أن أشرح مشاعري السلبية تجاه شخص ما أو موضوع ما لأي شخص؛ لأنه مهما شرحت لن يستطيع من يسمعني أن يشعر بنفس مشاعري ويخفف من وطأتها.
ولنكن واقعيين ونعترف أننا لن نتحدث بصراحة مع هذا الشخص بنسبة (100%) ولن نفصح بحرية عما يجول في خاطرنا، أنا عن نفسي لا أستطيع أن أفضفض مع والدتي بشأن كل الأشياء التي تقلقني ،على الرغم من كونها حافظة أسراري؛ فسواء اعترفنا بذلك أو أنكرناه لا نستطيع أن نخفي أن بداخل كُلٍّ منا كلامًا ومشاعر لا نستطيع مشاركتهم مع أحد، وهذا لا علاقة له بالثقة أبدًا، كل ما في الأمر أن الإنسان يجب أن يخبّئ جزءًا من شخصيته لنفسه كي يستطيع أن يحيا بصحة نفسية متوازنة.
لهذا نصيحتي الأولى لك عزيزي القارئ هي أن تبدأ في التحدث مع نفسك على الورق، وفيما بعد أفعل ما شئت بهذا الورق إما أن تحرقه أو أن تحتفظ به، أنا عن نفسي مازلت محتفظة بدفاتر مذكراتي، ومن حين لآخر أذهب لقراءتها، والغريبة أن كل صفحة فيها تشعرني بالسعادة، بل أحيانا تشعرني بأني أشاهد حلقات متسلسلة من دراما كوميدية تراجيدية رومانسية؛ لأن مع الوقت المشاعر السلبية التي أصابتنا في الماضي تصبح بشكل أو بآخر تاريخًا، وما أجمل أن تعيش في الحاضر ومعك صفحات من تاريخك.
2-الرياضة
لن آتي لفائدة الرياضة من ناحية الصحة البدنية أبدًا؛ لكن هل تعلمون أن المشي وحده قادر على تفريغ أي طاقة سلبية مهما كانت، منذ سنوات كنت أعمل في شركة تبعد عن منزلي مسافة “محطة واحدة” وطبعًا أنا كنت من هواة الذهاب لمنزلى مباشرة بعد العمل؛ لهذا كنت أفضل العودة من خلال وسائل المواصلات المختلفة؛ لكن صديقتي كانت تعشق المشي، لهذا كنت أذهب لبيتي على الأقدام أحيانًا، وقتها كنت أشعر كما لو أني ألقيت أعباء العمل ومشاكله على كل رصيف وكل محلّ مررنا به.
ممارسة أي نشاط حركي
وهنا سأتحدث عن نوعين مختلفين، أولهم من يمارسون أيّ عمل حركي أو لديهم موهبة حركية، والنوع الثاني من لا يمارسون أيّ نشاط حركي علي الإطلاق، وأنا شخصيًّا من هذا النوع.
أما بالنسبة لمن يمارسون عملًا حركيًّا فيجب عليهم الاستمرار في هذا العمل حتى إذا كانوا في حالة نفسية سيئة، بالنسبة لأمي وأختي فهم يستغلون حالتهم النفسية المتذبذبة في غسيل الأطباق وتغيير ديكور البيت بأكمله؛ لأن الأنشطة الحركية تعتبر أفضل علاج لتشتيت الانتباه؛ كذلك من يملكون موهبة حركية كالسباحة مثلًا أو من يعشقون لعب كرة القدم، هؤلاء من أكثر الناس حظًا، لأنهم نادرًا ما يصابون بالاكتئاب بسبب ممارستهم المستمرة لمواهبهم تلك.
النوع الآخر وهم مع الأسف أكثر عرضة للمشاعر السلبية نظرًا لأنهم أغلب الوقت جالسون -دون حراك- على مكتب أمام شاشات أجهزتهم الإلكترونية، هنا تخيلوا ماذا نفعل إذا لم تسنح لنا الفرصة للمشي أو حتى ممارسة الرياضة؟ أنا عن نفسي لدي طرقي الخاصة، بما أني تركت ملاحقة أخبار الحوادث في أقسام الشرطة والنيابة، وأصبحت حياتي عبارة عن “مكتب ومج نسكافية”.
أولًا تعلم شيئًا جديدًا، مثلًا تعلم أساسيات عزف البيانو أو تعلم لغة جديدة؛ لكن أتدرون ما أفضل طريقة أستخدمها للتخلص من الطاقة والمشاعر السلبية، البنات وحدهن من يفقهن تلك الطريقة، بالفعل استنتاجكم في محله، يكفي فقط أن تسمعوا موسيقي منعشة وتدندنوا معها، طبعًا في مصر نحن نملك خيارات عديدة، على سبيل المثال أغنية “أما براوة” أو “بشرة خير” للفنان الجميل حسين الجسمي، تلك الأجواء تربط اللاوعي لدينا بذكريات الأفراح وليالي الحنة في مصر، وطبعًا لن ننكر أن الرقص من أكثر العادات التي تساعد في تحسين الصحة النفسية، ونستطيع أن نعتبرها من أفضل أنواع الرياضة لأنها تحرك كل عضلات الجسم، أو هكذا قرأت المعلومة.
3-الرسم والتلوين والقراءة
بعد الجامعة اختفت فجأة الحياة الممتعة التي اعتدت عليها لمدة أربعة سنوات، حيث تركت عملي في شركة التجميل السويدية بسبب مشروع التخرج، وانتهت الأمور في مصر بعد تخرجي بالمرحلة الانتقالية؛ لهذا لم أجد عملًا مناسبًا وسط تلك الأجواء الغامضة سوى الانتقال لعالم آخر مع الكتب، أما بالنسبة لحالة الاكتئاب التي أصابتني لاحقًا؛ فعلاجها كان عبارة عن مجموعة ألوان وكراسة رسم.
وعلى الرغم من موهبة والدتي العبقرية في الرسم التشكيلي والتصميم إلا أني لم آخذ من جيناتها شيئًا، لكن طرق الاستشفاء بالرسم والتلوين أزالت الغبار عن موهبتي في تصميم الأزياء، وجعلتني أبتكر صيحات موضة تنتمي إلي فقط، وانغمست في هذا الطريق لدرجة أني تمنيت أن أحظى بموهبة الرسم كمن أنعم الله عليهم بهبة رسم ملامح من يشتاقون إليهم، وقتها اكتشفت أن من السهل استبدال المشاعر السلبية بطاقة إيجابية فقط إذا وجدنا ذاتنا الحقيقية.
4-التحدث مع الشروق والغروب
وهذه هي الطريقة البديلة لأولئك الذين لا يفضلون التحدث عن مشاعرهم في المذكرات، وقتها كل ما سيفعلونه هو مراقبة شروق الشمس أو غروبها والتحدث معها، أنا عن نفسي أعشق التحدث مع القمر، رؤيته في طور البدر كفيلة بتشجيعي على سرد حكاياتي له بصوت عال والبكاء معه على ما حدث لي طيلة فترة غيابه عني.
5- الصلاة وقراءة القرآن
هدفي من كتابة تلك الطريقة في الختام هو جعلكم تتذكرونها جيدًا؛ فالبشر يتذكرون البدايات والنهايات جيدًا، طبعًا أغلبنا على علم بتلك الطريقة (أَلَا بِذْكِرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ)، من سنوات تعرضت لسوء فهم آخر من قبل دكتور حديث التخرج، اشتبه في إصابتي بمرض خطير، طبعًا أنا حالتي النفسية كانت كما لو أني فقدت عزيزًا عليّ، لم أفعل شيئًا حينها سوى تفويض أمري كله لله، وبدأت أصلي وأدعو الله لشفائي، ولأول مرة في حياتي أعترف بذلك، فبعدما أثبتت دكتورة مخضرمة أن التشخيص خطأ، وقتها خطر على بالي على الفور أن الشفاء تم -بإرادة الله- في تلك الأيام القليلة التي سبقت لقائي مع الدكتورة، أنا يقيني في الله أكبر من ثقتي في البشر أجمعين؛ لهذا أستطيع التكيف مع كل نوائب الحياة.
ختامي معك قارئي العزيز سيكون عن “قرارك” فحياتك بما فيها صحتك النفسية هي عبارة عن قرار، وأنت وحدك القادر على التحكم في تعاستك وسعادتك؛ فإذا اخترت التعاسة فلا يستطيع أحد إنقاذك من براثنها، أما إذا اخترت السعادة فلن يستطيع أحد انتزاعها منك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,562
مقال يساعدك للتخلص من المشاعر السلبية بطرق إيجابية
link https://ziid.net/?p=66468