قانون باروتو سينقذك من ركام المهام ويساعدك في فعل الشيء الصحيح
تقول النظرية بأن نجاحك في أكثر أمور حياتك يكون بالتركيز على أشياء قليلة، وفي هذا المقال أبسط لكم الفكرة
add تابِعني remove_red_eye 11,047
ماذا لو حاول أحد ما أن يعطي نسبة ما لحياته؛ تقديرا معينا؛ قيمة مطلقة تستند إلى حكم محدد: تأثير؛ أو نجاح ؛أو ألم؛ أو حتى وجود؟لا شك أن هذا هو ما يمضي الإنسان الفترة بين ولادته و وفاته في محاولة فهمه؛ و التقدير الأبسط هو أننا نصرف الأوقات الكثيرة في العمليات الحيوية:( كالنوم و الأكل و الحاجة)؛ هل أُبالغ إذا قلت أنها تستولي على 80 بالمئة من أعمارنا؟
لتبقي لنا عمليا ربما 20 بالمئة فقط نتساءل عما نفعله فيها وما يمكننا أن نقدمه لأنفسنا أو غيرنا و هل هي نوعية كفاية لتجعلنا مميَّزين؟ فالواضح أن 80 بالمئة من البشر أيضا لا يمكن وصفهم ب”المميزين”؛ و لكن هل تساءلنا يوما لماذا لا نجد أنفسنا ضمن العشرين بالمئة الذين هم النخبة البشرية؟ أنت على الأرجح لا تستغل إلا 20 بالمئة من مواردك :إمكانياتك و طاقاتك و أوقاتك و علاقاتك و مواهبك و فرصك ؛هل تلاحظ تكرارا نمطيا للنسبة 20/80؟
مرحبا بك في “قاعدة باروتو”
“باروتو” هو اقتصادي إيطالي؛ في دراسة له أثبت أن 80% من الأراضي في إيطاليا يملكها فقط 20% من الإيطاليين؛ ثم اكتشف لاحقا أن كل النشاط الاقتصادي تقريبا كان خاضعا لهذا المبدأ حيث أن 80% من ثروة إيطاليا يسيطر عليها 20% فقط من الإيطاليين؛ و بذلك يقسِّم باروتو الأشخاص في المجتمع إلى فئتين: مجموعة عليا تتمتعَّ بالمال و النفوذ؛ قليلة العدد قوية الصفة يسميها: “القليل الحيوي” و تمثل نسبة 20% من المجموع ؛و البقية يجتمعون في النوعية الثانية السفلية بواقع 80% من الناس و يطلق عليها: “الكثير التافه” .
تطبَّق “قاعدة باروتو” على أي موقف تقريبا :
- بدءا من التَّوزيع الاقتصادي للدَّخل العالمي ؛حيث و حسب إحصائيات الأمم المتحدة فإنَّ: 20% من سكان العالم الأغنياء يستحوذون على أكثر من 80% من دخل العالم.
- و 80% من الضَّرائب في الولايات المتحدة الأمريكية تدفعها إحدى الطبقات ذات الدخل العالي التي تشكل نسبة 20% فقط من مجموع الوعاء الكلي للجباية.
- في أنظمة الحواسيب و حسب الشركات المصنِّعة فان إصلاح 20% من إجمالي العيوب المبلَّغ عنها ساهم في القضاء على 80% من الأخطاء و التعطُّلات و كان كفيلا بحل الكمّ الأكبر و النسبة الأعلى من المشاكل.
- و في قطاعات الصحة و السلامة المهنية نجد أنَّ 80% من الحوادث و الإصابات المختلفة سببها فقط 20% من المخاطر التِّي إذا تم َّدراستها و التركيز على مواجهتها بشكل فعَّال ستساهم بدورها في تفعيل الأمان الصحي و تدعيم اقتصاديات التامين و الأدوية بنسبة 80% أيضا.
- و على الصَّعيد الحقوقي فإن 80% من أفعال الجرائم و عمليَّات الإعتداء بمختلف أشكالها يرتكبها عموما 20% من الجناة ؛ و النِّسبة المتبقية من المدانين هم مخلَّفات حوادث قانونية عرضية الظروف و الوقائع.
بل تستمر الإسقاطات هنا في أشكال لا نهائية من الوضعيات و الحالات؛ و تنسحب على الحياة الفردية بامتياز فقانون باروتو يفترض أنَّك لو أدرجتَ قائمة مهام من عشرة عناصر فأنت على الأرجح ستجد نفسك بطريقة ما محتجزا في اثنتين من المهام أكثر من المهام الثمانية الأخرى مجتمعةً: إمَّا من خلال الأهمية أو الوقت المكرس أو التَّركيز أو الفعالية الحقيقة.
يتجلى ذلك تقريبا في كل التَّفاصيل اليومية:
- فأنت غالبا ترتدي 20% من مجموع ملابسك معظم وقتك 80% ربما؛ إمَّا لتفضيلك لها و نوعيتها؛ أو لملاءمتها العمل أو حتى لمجرَّد تحقُّق الراحة فيها.
- و ربما تتواجد في 20% من مساحة بيتك غالبية يومك بنسبة ثمانين بالمئة؛ المطبخ لبعض للسيدات مثلا و غرفة الجلوس للبقية .
- و لعلَّ مشاويرك و احتياجاتك الحقيقي منها و الضروري قد لا يمثل إلا نسبة 20% مما تقوم به فعلا و تبذل فيه جهدا و تخصص له وقتا .
الاستفادة من مبدأ باروتو
مبدأ باروتو يفيد في مساعدتك على تحديد الأولوية و يمنحك القدرة على تقدير ما هو مهمٌّ حقًّا؛ ففي حين كنتُ أقوم بتنظيف الحمام عشر مرات في اليوم اكتشفتُ وفق المبدأ أنني لو قمت بالعملية لمرتين فقط فان النتيجة ستكون متقاربة جدًّا من حيث النظافة التِّي أرجوها؛ و عندما كنت اخصِّص حرفيًّا عشر ساعات يوميًّا للعمل المنزلي مع ما يرافق ذلك من إرهاق و توتُّر و غياب اجتماعي فإنِّي أعلم الآن أن َّساعتين هما رقم مناسب جدا من الوقت يمكن تخصيصه بذكاء و فعالية من أجل التفرُّغ لوظائف حيويَّة أخرى هي أكثر أهمية كما أنَّ التَّقارب في النتيجة من حيث الأداء مُرضٍ و ذو جدوى حقيقية.
إذا القاعدة تقول أن بذل 20% من المجهود كاف لتحقيق 80% من النتائج
“مبدأ باروتو” يلقي الضَّوء على عنصر رئيسيي متعلِّق بالقيمة؛ فإنَّ الخسارة في الواقع هي أن تترك ال20% الأعلى حيوية و الأكثر أهمية و تشتغل بالثمانين بالمئة التافهة؛ ينساق ذلك على النوعيات و الأوقات فعمليًّا اليوم _و هو الوحدة التي نعيشها حقا من أعمارنا_ ليس فيه إلَّا ساعات معدودة :الدقَّائق فيها قليلة جدا .
add تابِعني remove_red_eye 11,047
تعرف على مبدأ باروتو و استفد من قاعدة 20/80 للحصول على فائدة حقيقية من كل موقف في حياتك
link https://ziid.net/?p=42187