تفاءلْ وعِشْ كالملوك
إن الحياة جميلة ما دامت مع الله، التفاؤل يضيء لك أنوار الحياة المبهجة ويبعد عنك شبح الكآبة والظلمة والحزن
add تابِعني remove_red_eye 2,030
في خضّم الحياة، يعيش شبابنا بين طموحٍ صعب الوصول وبين أملٍ يفرض نفسه بإطلالة مشرقة، يرى فيها الشاب الذي ذاكر وتعلم على مرّ السنوات الكثيرة ظلال المستقبل الفسيح الذي يفعمه الشوق والرغبة في غدٍ أفضل يحقق فيه طموحاته التي طالما حلم بها وعاش داخلها طوال السنوات الماضية، ولكن ما حوله من أزمات قاسية وتغيرات في محيط البلاد يدفع الشاب إلى حلقة مفرغة، فتراه يعيش في عالم افتراضي.
فقد ذاكر وتعلم واجتهد لسنوات كثيرة، وذاق خلالها الأمرَّيْن من سهر وتعب وترقّب لنتيجة الامتحانات وغير ذلك، فيجلس أمام الإنترنت يبحث عن فرصة عمل ويذهب هنا وهناك حتى يحقق أحلامه ويعمل في مجاله الذي تخصص فيه، ولكنه لا يجد إلا العمل الرثّ والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ويظل يبحث ويتردد على وظائف هشة لا تليق به وبما درسه، حتى إنْ عَمِلَ فهو يعمل في غير تخصصه، ويظل يكابد الحياة حتى يتزوج وها قد تعدى عمره ربع قرن ليضيع نصف عمره في لا شيء سوى إعداد لعمل لن يعمل فيه وفي تخصص لن يقربه، وبعد ذلك يظل يعاني من الحياة ومُرّها ما بين زواج وشراء سكن وتربية أولاد وغير ذلك من تعب وكدٍّ ومعاناة، فأنا أخاطب من يعيش معي في هذا الواقع المؤلم وأقول له:
إن الحياة كلها تعب ومعاناة، فنحن على الأرض ولسنا في الجنة لنعيش في نعيم وسعادة وفرح وسرور، فأينما كنت ستلاقي المشاكل التي تناسب ما أنت فيه من ترفٍ أو قترٍ، أو بسط أو قبضٍ، فاعلم أن أصحاب المال ومن يملكون منه الكثير يعيشون في مشاكل على قدر ما هم فيه، فتراهم يَشْكُون من أمراض نفسية أو مشاكل عائلية أو عاطفية، فها هي السويد لا يوجد بها أيّ فقير، ومتوسط دخل الفرد الشهري هناك يكفي أحدنا طوال العام ويزيد، ومع ذلك فأعلى نسبة انتحار موجودة عندهم، فتفاءلْ وعِشْ كالملوك ولا تحزن، وهيا انفض عن جبينك غبار الهم والتفكير في غدٍ، فمستقبلك بيد الله سبحانه وتعالى وقد كتب لك رزقك وما ستفعله في كل حياتك، فلِمَ الحزن ولم القلق؟
أيها الشاب الذي يحمل هم غدٍ ويحزن على حاله وما وصل إليه من عقبات وتحديات، تفاءل وثِقْ في ربك وجدِّد إيمانك بالقَدَر، فمن آمن بالقَدَر علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فكل شيء بيد الله وقد اختار لك الله الخير والأمر الحسن، وهو وحده سبحانه الذي يعلم ما يضرك وما ينفعك.
- 10 عادات سيئة ينبغي أن تتخلص منها لتعيش حياة سعيدة
- 77 عادة تضمن لك حياة سعيدة
- سرّ التخطيط: 5 عوامل رئيسية تضمن لك تخطيطًا ناجحًا
هيا تحرك وامضِ بلا توقف أو كسل أو يأس، وأنتج لأولاد بلدك في مجالك ما ينفعهم واخدمهم أو ارتقِ بحالك وحال بلدك من خلال عملك الدائم المكلل بعرق جبينك، وعطر أنفاسك المتوهجة لتخرج للناس أطيب الثمار وأفضل الأشياء وتسهيل الخدمات وغير ذلك من عمل، وحتى نصل لتفاؤل محمود وملحوظ وابتسامة على الشفاه، وعيش رغم تواضعه إلا إنه كعيش الملوك في انسياب ملحوظ وعيش مجيد، علينا بعدة أشياء ألا وهي:
أولًا: عليك أيها الشاب والفتاة بالصلاة والتقرب لربك وقراءة كتاب الله كل يوم حتى يمتلأ قلبك بالراحة والسكينة وعدم اليأس والقنوط، فمن وطَّد علاقته بربه سبحانه وتعالى لم يقنط أبدًا من رحمته ولن يحدث له أي مرض نفسي مثل الاكتئاب أو غير ذلك من الأمراض التي تقتل بعض الذين استهوتهم الشياطين فجعلتهم يهيمون على وجوههم حيارى وصدورهم مفعمة بالحزن والهم والسخط على كل شيء، حتى إنهم ليسخطون على ربهم سبحانه وتعالى، فأفضل مقوِّم وعلاج وطريق هو جنب الله الكريم المتعال.
ثانيًا: هيا اعمل أي شيء طالما سيكون عملك يفيد الناس وينفعهم ولا يضرك أو يخجلك، حتى لو عملت في جمع القمامة وتنظيف الشوارع والهيئات، فمع مرور الوقت ستجمع بعض المال الذي سيعينك على اتخاذ خطوة في مشوار حياتك، فلا تستقل بما تأخذه، فلو صبرت عدة سنوات ستتزوج وتسكن في شقة حتى ولو بالإيجار، ثم مع مرور الزمن ستشكل عُشة حياتك كما كنت تريد.
ثالثًا: لا تتعلق بفتاة أو لا تتعلقي بشاب أثناء الدراسة، فأنتما ما زلتما تأخذان مصروفكما من آبائكما، فكيف تعيشان في قصة حب وتعلق بتلابيب الحب حتى إذا فقدتما ما ترومان إليه وقعتما في المحذور من زواج عرفي أو قتل أو انتحار أو مرض نفسي أو غير ذلك، فالصبر الصبر، والعمل العمل، ولا تقلِّدان ما في الأفلام من مآسي الناس ومن خديعة التجارب الفاشلة، والتي لم يجنِ أصحابها سوى الفضائح والعار والسجن والقتل.
رابعًا: هيا انظرا أيها الشاب وأيتها الفتاة إلى ما عليه أسرتكما، فأمامكما ذلكم الأب الذي يكد ويتعب وهو الآن في سن متأخرة من عمره، ويحتاج لمن يساعده ويقف بجانبه في تربية مَن هُم تحت ولايته من بنات يحتجن لتجهيز عرسهن، وأولاد في مراحل تعليمية مختلفة، ونفقات شتى ما بين دواء وغذاء ومدفوعات وطلبات وطعام وكساء وشراب وطوارئ كثيرة، وأنتما تعيشان هكذا بلا ضابط لسلوككما.
فهيا عش حياتك كما هي واخرج واعمل وابتسم وامرح وعش كما تعيش الملوك، بل أنت أفضل من الملوك لأنك تنام خالِيَ البال، ولا تفكر في شيء سوى نفسك فقط، فمع الله تكون السعادة، ويكون العيش حلو المذاق بجانب صديق يعرف ربه ورفيق يدلك على أفضل طريق ولا يشجعك على ما يضرك، فهيا عش كالملوك.
add تابِعني remove_red_eye 2,030
مقال ملهم حول أهمية التفاؤل في حياة الإنسان
link https://ziid.net/?p=59649