تجربتي مع الثانوية العامة والحياة بعد التخرج
الجامعة لا توفر لك سوى مفاتيح للمجال الذي تحبه وتوجد أبواب أخرى لتعيش بها ما تحب، وربما أفضل مما تتوقع.
add تابِعني remove_red_eye 38,177
هل مستقبلك ينتهي عند نقطة معينة لم تنجح بها؟ يعاني الطلاب في مصر كمًّا كبير من الضغط النفسي بسبب الثانوية العامة، ضغط الأهل والمجتمع والأفكار الضاغِطة مثل أنك لن تصل لشيء في المستقبل ما لم يكن مجموع درجاتك يؤهلك لكليات القمة كما يسمونها (الطب والهندسة، والصيدلة والعلوم وما الي ذلك) فكرة أخرى أنك لن تجد وقتًا لأي شيء سوى المذاكرة لتحصيل الدرجات النهائية، مذاكرة بلا توقف، فلا مجال للخطأ، تلك الأفكار السامة وغيرها تُزرع في عقول الطلاب منذ اللحظة الأولى في الثانوية، وكل أساليب التحفيز السلبية، مررت بنفس التجربة وبعد تخرجي من الجامعة لديّ الكثير لأُخبرك به، فكم بدت الحياة مختلفة عما سمعته.
الخروج من العتمة
لقد مررت بنفس الصدمة عندما لم يؤهلني مجموعي الكلي وتنسيقي لكلية علمية، كان صدى الأفكار السلبية وَفْهم أنها زرعت بعقلي يحتاج مجهودًا، كان يجب احتواها كي لا تكون عائقًا، وكان منع نفسي من سماع الكلمات السلبية ممن حولي يحتاج تذكير نفسي، وأقول: لا تنصتي لهم هم لا يرون الخير الذي قسمه الله لي في طريقي الجديد، وكل ذلك يلزم مراقبة ذاتية قوية، وبالتدريج وصلت لمستوى أفضل في تبديل السلبي بالإيجابي، و لمساعدة نفسي أكثر بحثت عن قصص النجاح لأشخاص نجحوا في مجالات مختلفة عن مجالات دراستهم بالجامعة، ووجدت كم هم سُعداء! كانت قصصهم تُلهمني، وجدت أن اليأس والخوف كغمامة تحجب النور، وعليّ التحرك ودعم نفسي.
التقبل مفتاح البداية
وبعد تفكير ومحاولة استيعاب الموقف ذكرت نفسي بحكمة الله؛ فلا يحدث شيء سوى لسبب وحكمة، وكان ذلك بداية تقبل الأمر الواقع، وقتها تحرك داخلي حافز للبحث عن المميزات التي يوفرها لي تخصصي في الجامعة كان علمًا جديدًا كليًّا، فاستمريت بدافع، الفكرة ساعدت في إيجاد خبرات جديدة، فبحثت عن كيفية استغلال فترت الجامعة أفضل استغلال، فحضرت دورات في التنمية الذاتية التي دعمت الفكر الإيجابي في داخلي، وجعلتني أنظر للأمور من رؤية أشمل.
والأهم أنني أيقنت أن الحلول بداخلي نقلت وعيي لمستوى أفضل والوعي الأفضل يعني فرصًا أكبر، وتعلمت اللغة الإنجليزية، عقلية الاكتشاف سمحت لي بالاستمتاع، والقيام بكل الطرق التي تجعلني شخصًا أفضل، التقبل سمح لي بأفضل البدائل والحلول للوصول لمكان مميز، وبمرور الوقت وتنقلي بين المساقات التعليمية على شبكة الإنترنت، والتدريب على يد مدربين في التطوير الذاتي لتطوير فكري ووعيي تعلمت الكثير وهو ما ستقرأه الآن.
أُحدثك من المستقبل، كيلا تتعلم بالطريقة الصعبة:
- عقلية الحل أساسية إذا كنت تريد النجاح، فالبدائل والحلول للوصول إلى الهدف ممكنة دائمًا، ولكن لمن يبحث الفرص.
- حلمك قد لا يكون حلمك، ربما هو رغبة عائلتك أو المجتمع غُرست بعقلك دون وعي منك، فتأكد أن حلمك يناسبك وينبع من أعماقك ويتبع شغفك.
- إيمانك بأن كل ما يحدث لك خير سيفتح أبواب لا تتخيلها، فقط خذ بالأسباب، وتوكل.
- خوفك وقلقك مشاعر طبيعية كل ما عليك هو تهدئة نفسك، وتحرك لاكتشاف مخاوفك بالتجربة والنظر لها عن قرب، وستتفاجأ أنها ليست كما تبدو مخيفة من بعيد.
- توجد قوتك في القدرة على الالتزام على خطة واضحة ووضع خطط بديلة.
- المرونة وأنك تتقبل التغير في المجال الذي تسعى له، وتؤمن بوجود أبواب نجاح غير تقليدية نضج.
- التعليم لن ينتهي إذا كنت تريد مستقبلًا مميزًا، ستتعلم لغة، تتعلم المهارات الناعمة (مهارات التواصل مهارات الاقناع والتفاوض وغيرها) أو تتعلم أي مجال جديد.
- عقلية واجب المرحلة: حيث ترى ما هو مطلوب في تلك المرحلة من حياتك؛ تحتاج عملًا مرموقًا يحتاج دورات تدريبية والتي تحتاج المال، وهنا القرار لك إما أن تتجمد وترفض العمل المؤقت لجلب المال وتجلس تشتكي أو تتحرك وتخبر نفسك أنها فترة وخلال تلك الفترة تبحث عن الخطة المناسبة، تلك العقلية إذا لم تتبناها أنت أكثر عرضة لتكون عالقا في حياتك، والدخول في دائرة مفرغة لا تنتهي.
- الجامعة لا توفر لك سوى مفاتيح للمجال الذي تحبه وتوجد أبواب أخرى لتعيش بها ما تحب، وربما أفضل مما تتوقع.
- ركز على طريقة تفكيرك وتوقعاتك فهي مسؤولة عن شكل حياتك، كل البرمجيات القديمة تقرر من ستكون.
- صدق من تحب أن تكون حياتك مثلهم، فالبيئة تؤثر على عقلك.
- نظرة الناس لك مذبذبة طبقًا لأهوائهم، فلا تجعل تقيمهم لك هدفًا فتضل لأهوائهم لرضا الله فقط.
البحث عن الشغف سعادة لا تنتهي بدايته بمعرفة نفسك أكثر، بالتعلم أكثر في الوعي الذاتي.
وفي النهاية.. كونك تسعى لهدف شيء جميل، لكن اليأس محطم لك، فكونك تقول إما أن أصل لحلمي أو لا شيء سيقضي عليك. ساعد نفسك أنك تتقبل أيّ وضع، وهو تصريح لعقل أن يبدأ يبحث حوله ويرى الفرص، سوف تجد أسبابًا وأبوابًا وتجد معنى للحياة، وأثرًا طيبًا تضعه في نفوس الغير، إنها سعادة لا توصف، وبوعيك أنك من يقرر شكل حياتك لا الظروف هي بداية مجدك الشخصي فأبشر.
ماذا قال كتّابنا الآخرون حول الموضوع؟
add تابِعني remove_red_eye 38,177
تجربة ملهمة حول اجتياز المرحلة الثانوية وإيجاد الطريق الأفضل بعد التخرج
link https://ziid.net/?p=76312