تجربتي لعامين مع سحر الامتنان

تجربتي مع الامتنان تجربة لها أثر عظيم في رحلتي للسلام الداخلي، بدأت أتبني صفة الامتنان منذ عامين، بالمداومة على الامتنان تغير تقديري لما أملك وأثر في جودة حياتي وحسن علاقتي بنفسي وبالله وبالآخرين، ولذلك أريد أن أشارككم تجربتي الخاصة ونتعرف معنى الامتنان وكيف تنميه لديك؟ وكيف يجعلك أسعد ومطمئنًا أكثر؟ كما أثر بي.

بداية الرحلة

بدأت التجربة بمشاهدة فيديو على اليوتيوب بعنوان الأمتنان سبب سعادتي بقناة رباب أل هنيدي الرائعة، والتي أصبحت من القنوات الملهمة بالنسبة لي، البداية بعد أن شاهدت الفيديو سجلت ملاحظاتي وتحمست للكتابة، وشعرت بشعور لم أجربه من قبل مع أول صفحة، ولقد كتبت لعامين وأعترف أنه توقف لأيام وأعود، وفي أوقات أتوقف شهر وأعود ولتفهم سبب إصراري على جعله عاده أستمر في القراءة.

الامتنان

ما الامتنان؟

هو مقدرتي أن أكون شاكرة وأُظهر الفضل للإنسان وللأشياء، وامتنان لله رب العالمين والشكر على أي شيء يحدث لي.

كيف أنمي صفة الامتنان؟

ذكرت رباب أنه يوجد طريقتين:

الأولي: تخيل الفقد

أن تتخيل أن شيئًا تملكه فقدته وتحاول استشعار كيف ستشعر وقتها؟ اسأل نفسك ماذا إذا استيقظت ووجدت نفسي بدون ذلك الشيء؟ كيف سيؤثر هذا عليّ؟ مثل (العمل، الدراسة، شخص ما). نحن نعرف أن كثيرًا منا يشعر بقيمة الشيء بعد فقده وبتخيلك ذلك تستشعر قيمته فتزيد شعورك تجاه بالامتنان والرضا عنه فتحافظ عليه.

الثانية: الكتابة

الامتنان بأن تبحث عن نعمه وتذكر أسباب امتنانك بالكتابة، وكلما زادت الأسباب للشكر زاد الأثر النفسي الإيجابي.

تجربتي الخاصة مع الامتنان كتابيًّا

أحضرت دفترًا مميزًا وخصصته للامتنان. استمريت في محاولة جعل الكتابة عادة صباحية يومية.

وتطور التركيز على الامتنان عندما أجد نفسي أيامًا أمتن وأحتار عمّا أكتب فقررت أن أركز في تفاصيل يومي لأجد ما أمتن لله عليه في اليوم التالي، مرة تلو الأخرى وجدت قائمه طويلة أشكر عليها.

أثر الامتنان بحياتي

• أصبحت أقرب لله بكثرة الشكر ولدي شعور بالرضا العميق.
• تواجدت الوفرة، فكثرة الشكر تزيد النعم (ولئن شكرتم لأزيدنكم).
• أصبحت أقدر قيمة اللحظة الجميلة والابتسامة وأقدر على اصطيادها وأمتن عليها.
• اختلف مفهوم أنّ اليوم مرّ بخير أصبح قمة النعمة، وأقدر قيمة اليوم الجديد.
• زاد تقديري لما أملك فأستمتع به أكثر. فحفظت نفسي من أن أشعر بقيمة النعم بعد زوالها.
• تطورت جودة علاقاتي: حيث وجدت نفسي أشعر بالامتنان تجاه الأشخاص أكثر وأشعر بالمعروف الذي يقدمونه مَهْما كان بسيطًا، وأعبر عن امتناني، وذلك أثر بشكل إيجابي على جودة علاقاتي.
• جعلني أشعر بسكينه ورضًا.
• ساعدني على التكيف في أي ظروف حيث تدربت عيني على اصطياد الإيجابي.
• وجدت عيني ووعيي يجد النعم في كل شيء.

مثال على الامتنان كتابيًّا

داخل كل نعمة نعم أكثر: لو شكرت الله على صحتي والأسباب:

1.  لأنها تحميني من الشعور بالألم الجسدي والنفسي.
2. لأنها تحميني من ألم الاحتياج الدائم لأحد حيث أقوم باحتياجاتي لنفسي بالطريقة التي ترضيني.
3. لا أكون عبئًا على أحد.

تذكر إن شكرت على الصحة فهي شيء عامّ لأن الصحة بها نعم كثيرة وتفاصيل أصغر.

وقائمة للامتنان جربها:

اذكر من (٣) لـ (٥) أسباب لشكرك وامتنانك على:

• عقلي السليم .
• أخلاقي الطيبة.
• سريري الدافئ في الشتاء.
• لدي عائلة ولست في ملجأ.
• صحتي وكامل عافيتي.
• أصحابي طيبين.
•  لدي هاتف به إنترنت.
• الكهرباء في منزلنا.
• لدينا مياه نظيفة ولا نشقي لتعبئته من صنبور عمومي.
• بلدي ليست بحرب.
• متعلم واكتفيت شر الجهل.
• بيتي به خصوصية ولا أسكن مع شركاء للسكن أو في الشارع.

الامتنان جعلني أشعر بروحانيات جعلتني أنظر وأتأمل في ديني وكيف حثنا على الامتنان والشكر لما نحن فيه من فضل.

دين الإسلام والامتنان

• منذ لحظه الاستيقاظ نقول الحمد لله الذي أحيانا بعد مماتنا.
• في أذكار الصباح والمساء تجد الكثير من أدعية الشكر على جوانب مختلفة تذكرنا بالنعم دائما.
• في كل ركعة نقول: الحمد لله رب العالمين، وسمع الله لمن حمده، أيْ: ٣٤مرة يوميًّا في الصلاة فقط.
• أذكار الطعام فبعد إنهاء الأكل نقول: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.

وبعد أن تأملت كَمّ الشكر المطلوب منا في اليوم، أَلَا يُشعرنا بقيمة الشكر والامتنان للّه في نفوسنا، فلا يحثنا الله على شيء إلا للخير.

وبعد أن مرَّت أول سنة وانتهي الدفتر في آخر ورقة نظرت نظرة سريعة على الـ(٣٦٠) صفحة المليئة بالنعم شعرت كم أنا في زحام من النعم، كم أنا غنيّة، كيف لي أن لا أكون سعيدة وراضيه؟! الآن أبدأ تجربتك الخاصة واستمتع بالتغير كما استمتعت بالتجربة.

إليك أيضًا:

• شعور الامتنان: ماهيته، وكيف نحيا بقلبٍ ممتن
• قوة الامتنان
• 7 مواقف تجعل الشكر والتعبير عن الامتنان فيها حياتك أفضل