تعرف على وسائل تأخذك إلى “التفكير النقدي” من وجهة نظر “شانر”
أنت تفكر حين تريد الإجابة عن سؤال أو تحل مشكلة أو حتى تتخذ قرارا والتفكير النقدي يساعدك في الوصول إلى ذلك بشكل منطقي أقرب للصواب
add تابِعني remove_red_eye 102,717
هنالك فرق بين شرود الذهن والتفكير، ويأتي التفكير النقدي كأحد أنواع التفكير وقد كُتبت العديد من المؤلفات حوله، وللمبتدئ هنالك كتاب يُعد مدخلًا إلى التفكير النقدي وهو “الطريق إلى التفكير المنطقي” للكاتب وليم شانر مدير معاهد البحث العلمي بـ باوكلاهوما في أمريكا. وقد كتب الكتاب بهدف معرفة التفكير المنطقي والتدرب عليه بخطة مثمرة بحيث يساعدك على معرفة متى تفكر؟ وكيف تفكر؟ ولماذا؟ وما الأساليب التي تتبعها لتفكر بنتائج كبيرة وجهد أقل، ويرى “شانر” بأن التفكير المنطقي هو علم التفكير الواضح وحتى نصل لهذا التفكير هنالك وسائل وصفات..
من وسائل الوصول للتفكير النقدي
أولًا: تحديد الألفاظ
ويقصد بذلك أن تحدد الفاظك، وتحدد مدلولاتها بحيث يكون هنالك تحديد للعبارات والمواضيع أو القضايا، فينتج عن هذا التحديد قدرة من تحدثه على التفريق بين الألفاظ المشتركة وبين المعنى إذا ما كان لغويًّا أو اصطلاحيًّا وكذلك التفريق بين المعنى المجازي أو المعنى الحقيقي للكلمات التي تستخدمها حتى وإن كان المعنى مفهومًا من خلال السياق يذكر “شانر” بأن للكلمات قوة قد تتسبب في سوء التأويل أو اضطراب في التفكير، والحل في التوضيح الذي هو أحد أهم معايير وخصائص من يريد أن يتحلى بمهارة التفكير النقدي، وحتى تتمكن من ممارسة هذه الدقة في استخدامك للكلمات والألفاظ اسأل نفسك عن المقصود منها. “تحول المعنى يؤدي إلى خطأ في التفكير”
ثلاثة أنواع للألفاظ
1- الألفاظ المشتركة: هي التي تدل على أكثر من معنى وقد لا تنتبه لتغير المعنى.
2- الألفاظ المبهمة: أي الصفات غير المحددة مثل: طويل ولكنك لا تعرف مدى الطول أو الثقل وهكذا، وهنالك ألفاظ تجمع بين الألفاظ المشتركة والمبهمة، وحتى يسهل فهمها يذكر “شانر” مثال: كلمة الذكاء، فذكي تأتي بمعنى سريع الفهم وكذلك لها معنى آخر ساطع الرائحة، أيضًا هذه الكلمة مبهمة لأنك لا تستطيع أن تحدد مقدار سرعة فهمه وكذلك لا تستطيع أن تحدد مقدار الرائحة التي تجعل الشيء ذكيًّا أو يأخذ اللفظ على معنى ثابت، كأن يقال: ذكي أو غير ذكي، بالرغم من أن هنالك ذكيًّا بدرجة متوسطة وغيرها من الدرجات في مستويات الذكاء.
3- الألفاظ الانفعالية: هي التي تتضمن مشاعر سارة أو غير سارة فقد ترتبط الألفاظ لديك بتجربة سابقة إذا ذكر اسم جهاز مثل: “مسجل أشرطة الكاسيت” ستجد من عاصر هذه المرحلة يحمل مشاعر مع هذه العبارة. ومن جانب آخر هنالك ألفاظ توحي بالرضا والإطراء كقولك: قسم السيدات وكذلك هنالك كلمات تعطي إيحاء بعدم الرضا، والذم كقولك للشخص النحيل هزيل في حين ممكن استبدالها برشيق تجميل ألفاظها أمر رائع إلا أنه قد يقف عقبة أمام ممارستك للتفكير النقدي فالألفاظ الانفعالية تحدد تفكيرك كما أنها ممكن أن تستخدم للتضليل.
مثال من الواقع لحالة لم تتجاوز المشاعر التي في اللفظ: كرست وسائل الإعلام جهودها في إظهار صورة المحافظ على أنه رجعي بأكثر من وسيلة إذا كنت تنظر للمحافظ على أنه رجعي؟
فهذا سيمنعك من أن تأخذ برأيه أو حتى تنظر فيه وسوف تنكره بلا تفكير في هذه الحالة أنت أبعد ما يكون عن التفكير النقدي كما يرى “شانر”. والألفاظ بشكل عام مهمة؛ لأنها ترتبط بعلاقتها بالأشياء والأحداث وبأنها قد تفسد عليك تفكيرك فيصبح تفكيرك غير منطقي. “الألفاظ ليست كل شيء في التفكير النقدي، هي اللبنات الأولى في تكوين القضية أو الحكم”
ثانيًا: التعميمات والنظريات
النظريات والتعميمات نوعان من أساليب التفكير، والتفكير النقدي لا يقتصر عليهما، فالتعميمات: هي عبارة تطلقها فيها حكم ما على جميع الأفراد. والنظريات: هي النتيجة التي تربط مجموعة من الحقائق لأشياء مختلفة وتفسرها وتضعها في إطار واحد.
فوائد النظريات: بإمكانك أن تستخدمها في حياتك اليومية فالنظريات هي التي تساعدك على حل المشكلات، واتخاذ القرارات، على سبيل المثال: إذا فحصت ميولك ودرجاتك في المواد الدراسية المختلفة فأنت في طريقك إلى تكوين نظريات عن نوع العمل الذي تصلح له، وهكذا. وبعض النظريات ممكن أن تعتبر حقائق كونها سليمة ويمكن اختبارها والبرهنة عليها.
الطريقة التي تضع بها القضايا للوصول إلى النتائج
يوضح ذلك “شانر” في شرحه للحقائق وكيفية الوصول لها. بدايةً ما يجعلك تصدق وتعتقد أن شيئًا ما حقيقة هو لأنه الحقيقة أو لأنك تعتقد بأنه الحقيقة، ولكن بما أنك تريد أن تصل إلى التفكير النقدي ستبدأ تفكر وتبحث عن إجابات أخرى وستسأل نفسك: كيف توصلت إلى هذه النتيجة “في أمر كان”؟ وفي هذا يذكر بأنك تحصل على الحقائق من خلال أمور لاحظتها بنفسك على سبيل المثال: الأشياء التي لاحظتها في الماضي هي لديك حقائق “لسعة الإبريق في الطفولة، مشاهدتك لحالة وفاة.. وغيرها”، وما تدركه حواسك علمًا بأن الحواس قد تخدعك مثلما يحدث في صالات السينما المجسمة.
والحقائق تعتبر ما وصلت لها عن طريق حواسك أو حدثت في الماضي أو الحاضر، ويؤكد “شانر” قائلًا: “بأنه من الطبيعي أن تعتبر هذه حقائق؛ لأنك إذا كنت تشك في الأمور باستمرار لن تصل لشيء.. أيضًا هنالك حقائق اعتمدتها بدون حواسك، مثل: قبولك لما يقوله العلماء على أنه حقيقة، والحقائق الموجودة في الكتب، وغيره، وهذا ليس خطأ فالحضارة كثير منها اعتمدت على تعلم الحقائق من الآخرين من دون ملاحظة ذاتية ولكن كن على وعي بأن لا تُسلم بسهولة فهنالك الحقيقة والرأي”. “الرأي تخمين ولكن لا يعني أن الآراء لا قيمة لها، وفي نفس الوقت هنالك من يريد أن يخدعك لتعتبر رأيه حقيقة!” لذلك أنت تحتاج عندما تفكر إلى جمع الحقائق والربط بينها للوصول إلى النتيجة، وبذلك تحصل على أدلة تثبت صحة وجهة نظرك أو تنفيها.
مثال: شخص رسب في امتحان اللغة الانجليزية ما السبب؟ إذا كانت إجابته: “الامتحان صعب” إذن كيف اجتاز 90% من الطلبة الامتحان؟ و ما لذي يستطيع أن يفعله اتجاه هذه المادة؟ “التفكير.%0A&&url=https://ziid.net/?p=80298&via=ziidnet"> السليم يستخدم أساليب هي نفسها أساليب البحث العلمي السليم”.
وفي النهاية التفكير النقدي مهم في حياتك الخاصة والعامة لأكثر من سبب فهو يجعلك مواطنًا صالحًا، ويساعدك على أن تقوم بمقامك ومهامك بحكمة، ويجعل تفكيرك في مسار منظم يعمل بفائدة كما أنه يسهل عليك حياتك.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,717
مقال مثيرة حول التفكير النقدي لدى شانر
link https://ziid.net/?p=80298