هل الخوف من التغيير أمر طبيعي؟
لا تكن عنيدًا وترفض التخلي وتكمل المقاومة، لأنك سترى الوقت يمر بسرعة وسيتدفق نهر حياتك بلا طائل وستظل تؤجل الفرص التي ستطورك
add تابِعني remove_red_eye 784
نعرف جميعًا أن الحياة التي نعيشها ما هي إلا متغيرات، وما لا نحبه في هذه المرحلة هو ما يحدثه هذا التغيير من اضطرابات. يمكن للتغير أن يعزّز مهارات التأقلم لدينا ويرعبنا في الوقت ذاته، سواء كان ذلك مخططًا له أو بغير سابق إنذار. عندما نسيطر على الخوف من التغير ستصبح لدينا فرص عدة للتطور والنمو وأيضًا إدراك إمكانياتنا الكاملة.
هل من الطبيعي الخوف من أي تغيير مهمّ يطرأ على حياتنا، كالانفصال أو الانتقال أو تغيير الوظيفة؟ كيف بإمكاننا السيطرة على هذا الخوف؟ وهل يستطيع الجميع التأقلم مع التغيير؟ سنحاول في مقالنا هذا أن نجيب على هذه التساؤلات.
الخوف من التغيير أمر طبيعي
عوضًا عن التحدث عن الخوف من التغيير، أفضل أن أتحدث عن مقاومة هذا التغيير لأن الخوف ما هو إلا أحد أوجه المقاومة، فنحن نقاوم عندما نرفض ما يحصل في داخلنا أو ما يحدث حولنا، عندما نحارب أنفسنا أو الآخرين وعندما ننكر ما هو موجود. بالتأكيد أن مقاومة التغيير هي أمر طبيعي لا مناص منه ومن السنن الكونية أيضًا. هو إستراتيجية البقاء لكن ما يؤذينا ويزعجنا هو مقاومتنا له طوال الوقت وجعله من نمط الحياة اليومية.
من المفهوم الخوف من التغيير والمقاومة، خاصة خلال المرحلة الأولى، ما نسميه التمزق ما هو أكثر أو أقل صعوبة هنا هو قبول أن ما عرفناه في الماضي لن يكون هنا، ولن يعود. هذه هي المرحلة التي سوف نحزن فيها، حيث يجب أن نتركها. هذا هو التحدي الأكبر.
على سبيل المثال، التغيير القسري في مكان العمل سوف يجبرنا على الحزن بوسائل العمل المعتادة، قدوم مولود جديد سيجبرنا على إصلاح علاقتنا مع الشريك، الانفصال أو الموت سيجبرنا على بدء حياتنا بشكل مختلف.
إذن كيف نسيطر على الخوف من التغيير؟
- أولًا: من خلال إفساح مكان للمشاعر التي تصاحب التغيير الذي نمر به. لا يوجد شخص يحب أن يكون قلقًا مهددًا أو أن يشعر بخيبة أمل أو بالغضب أو أن يشعر أنه غير كفء أو محبط أو مذنب. مع ذلك، ليس من المستغرب أن يجعلنا التغيير الكبير في حياتنا نلاحظ انخفاضًا في تقدير الذات.
- ثانيًا: يجب معرفة أن خوفنا من التغيير غالبًا ما يتناسب لما يجب أن نتركه وراءنا.
- ثالثًا: ليس من العار البحث عن شخص لديه القدرة على مساعدتنا، بل إنه أمر مفيدٌ جدًّا. ربما يكون شخصًا نثق به ويكون مستعدًا لسماعنا، أو مهني قادر على الحفاظ على مسافة معينة لدعمنا.
من المهم تعلم التوازن والنسبية من خلال تركيزنا على ما لم يتغير. نحن الشخص ذاته الذي واجه تغيرات فيما سبق. وإذا نجحنا في التعامل معها سوف تكون لدينا المقدرة على فعل ذلك من جديد.
هل يستطيع الجميع التأقلم مع التغيير؟
الإجابة هي نعم ولا. نعم لأن الإنسان هو بطل التأقلم على التغيير، يكبر وينمو ويتطور ويتخذ خيارات في الحياة. ولكن في مسار الطريق، فإنه غالبًا يتبنى بعض الأفكار السلبية التي لا تساعده على الإطلاق والتي تعزز عجزه وتجعل التكيف أكثر صعوبة، سواء كانت أفكارًا عن نفسه أو عن قدراته. مثل أن يقول:
- لماذا لا يحدث هذا الأمر إلا معي أنا؟
- ليس لدي خيار آخر، ليست لدي القدرة على فعل أي شيء، ليس هناك ما أفعله.
- كأنني عدت إلى نقطة الصفر.
- أنا كبير السن كي أتغير، اعتدت على ذلك.
- أنا لا أستحق أيّ شيء.
تقود هذه المعتقدات المرء الى أن يلعب دور الضحية. من المعروف أنّ أحد أكبر مصادر التوتر، هو فقدان السيطرة عليه، نعلم أنّ هنالك الكثير من المواقف التي لا يمكننا السيطرة عليها، لكن لدينا جميعًا القدرة على طريقة إدراكنا لها.
أظهرت دراسات علم النفس أنّ الأفراد الذين لديهم القناعة بقدراتهم على التأقلم مع المتغيرات والسيطرة على حياتهم ينجحون في حل المشكلات، ويشعرون بنسبة قليلة من التوتر مقارنة بالآخرين، ينتكسون عادة بشكل أقل، وهم أكثر فعالية في التصدي للتحديات من أولئك الذين يشعرون بأن القدر هو الذي يتحكم بهم أكثر، والذين لا يعتقدون أنهم يستطيعون تغيير مسار الأحداث.
ما المخاطر التي يجب تجنبها؟
العناد ورفض التخلي
لا تكن عنيدًا وترفض التخلي وتكمل المقاومة، لأنك سترى الوقت يمر بسرعة وسيتدفق نهر حياتك بلا طائل وستظل تؤجل الفرص التي ستطورك لاحقا والتي ستخلق لك حياة مختلفة.
العودة الى الماضي
يبحث البشر بشكل طبيعي عن إجابات من خلال سلوكياتهم القديمة. قد تنجح أحيانًا وقد تفشل. لأن الواقع الجديد يتطلب إيجاد حلول جديدة وتطوير سلوكيات جديدة. إنه أمر مؤكد أنّ الحياة لن تكون كما كانت من قبل لكنها ستتغير استنادًا على السلوك الحالي. فمع تقدمك في السن، يجب أن تتخذ قرار التعلم، عليك أن تقرأ وتجرب وتتدرب وتبحث عن دعم خارجي، وما إلى ذلك. كل هذا سيسمح لك بابتكار شيء جديد.
اقفز للأمام بدون تفكير
الشخص الذي تعرض للانفصال ويباشر على الفور في علاقة جديدة دون تفكير، سوف يستمر السيناريو نفسه بالحدوث. لذلك تحتاج أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير فيما تريده حقًّا، أيّ نوع من العلاقات تريد، وأيّ نوع من الأشخاص تريد أن تكون معه.
لا تعتني بنفسك أو براحتك النفسية
يجب الاعتناء بالنفس والجسد في جميع الأوقات، حتى أكثر في حالة التغيير. تعلم كيف تخلق حالات ذهنية إيجابية، تعلم كيف تحمي صحتك.
هل بعض المحادثات السلبية تصل إلينا أكثر من اللازم؟ هل لدى بعض الناس موهبة التقليل من ثقتنا أو تقديرنا لذاتنا؟ هل يزعجنا الاستماع إلى وسائط معينة؟ يجب ندرك هذا ونتعلم جيدًا كيف نحيط أنفسنا بالإيجابية وبالأشخاص الإيجابيين. ولا بأس أن تسأل نفسك: ماذا أريد؟ كيف سأتغير؟
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 784
كيف بإمكاننا السيطرة على هذا الخوف؟ هل يستطيع الجميع التأقلم مع التغيير؟ أسئلة يجيبها هذا المقال
link https://ziid.net/?p=87042