اليوم العالمي للمرأة
أن بعض الانظمة القانونية عجزت مضامنينها على مواكبة روح العصر ومستجداته ومتابعة قوالب المشاكل المستحدثة، خاصة مشاكل المرأة
add تابِعني remove_red_eye 759
تحية لكل من أنجزتْ أو نوَتْ الإنجاز وتعثر عليها إكماله. تحية لمن حُرِمْنَ من الابتسامة في مناطق النزاعات والحروب ولمن أُتْخِمْنَ بالفقد والثّكل والتَّرمُّل وتجاهل الحكومات المرير، وللقابضات على جمر الوجود في عالم قاسٍ يدّعى الرأفة. ولكل مَن تُغالِب نشيج دموعها وتشكي حالها لآخرين لا تعرفهم وقد رافقتها الهموم حتى الوسادة وما من رفيق.
لهنَّ في اليوم العالمي للمرأة كل المؤازرة والتعاضد، والأمنيات بأن يصبح العالم أكثر رحمة وأن تكون العلاقات الأسرية أجمل، وأن تكون الأخبار أقل ألمًا، وأن يَكُنّ واعيات بحقيقة أن الاستماع لحَدْسِهنّ كثيرًا ما يصنع النور ذلك الذي لن ينتظر أكثر.
ماذا تحتاج المرأة في عالمنا العربي؟
إجمالا معظم الأنظمة القانونية في أغلب دولنا العربية تحتاج إلى مراجعات فهي إن حددت طرق التقاضي ووسائله وإجراءاته لكنها لم تستطع تحقيق وتنفيذ العدالة التي تطمح لها نسبة كبيرة من النساء، فالكثير من قصص الظلم تعيش معنا رغم أن هذه الأنظمة المدنية ذات دساتير تكفل حماية الحقوق ومؤسسات المجتمع المدني التي تساهم في تنفيذه، ولكن عيب الصياغات القانونية وعجزها عن استيعاب وتضمين كل المشاكل المستحدثة وعجز التنفيذ يؤثر على تحقيق العدالة. كما أن بعض الأنظمة عجزت عن تأهيل الكادر العدلي فأبعدته عن مواكبة روح العصر ومستجداته ومتابعة القوالب التي يتم بها استيعاب المشاكل الجديدة وحلها.
5 سيدات أثّرن في نظرة العالم للمرأة
الوعي الذي نحتاجه في اليوم العالمي للمرأة
كثيرون لا يعلمون أن السعادة التي يمكن أن تقدمها امرأة تُحَسّ بالعدل لا يمكن قياس مناخها، ولا اتساع نطاقها وأن الوعي فقط هو الذي يمكنه إيجاد أداة هذا القياس. وأيضا لا يعلمون أن العدل الذي تنتظره هذه المرأة يشابه ذلك الذي تُحدثه سحابة ممطرة في مِساحة أنبتت مختلف الأنواع من النباتات بذات المطر، كما أنهم لا يعلمون أن الحقوق لا تُعطى ولكن تُؤخذ، ولا يتم ذلك دون وعي.
ولذلك على المرأة أن تَعِيَ مَن هي؟ ولماذا وجدت في هذه الدنيا؟ وما دورها؟ ومن يحفظ لها القيام به كاملا؟ ولمن تقدم هذا الدور؟ ما هي حقوقها التي يجب أن تتمتع بها؟ وما هي واجباتها تجاه من حولها؟
ما كل هذا العناء يا بنيتي؟ معاناة المرأة الصعيدية
كيف تؤخذ الحقوق؟
لا تحتاج أن نوغر صدر المرأة ضد الرجل حتى تأخذ حقوقها. نحن فقط نطلبُ وَعْيها لما يجب أن يكون عليه حالها. وما تحتاجه من مناخ سليم لتكوين أسرة سليمة.
أنا لا أشجع الحركات النسوية المتطرفة التي تدعو بقوة المرأة بعيدًا عن الرجل ولكن أقول بأن الرجل يزيدها قوة، ولكنه ليس أي رجل بل هو ذلك الذي يمكنه منحها كامل حقوقها دون تعنت أو مساومة بدءًا من الاحترام والتقدير، والحب، والمودة، ثم تأتي النفقة والمسكن، وحضانة الأولاد دون كَيْد أو منّة. ومن المؤكد أن الرجل الذي يَعِي دوره يمنحها ما تستحق دون مطالبة ولا ينقص منها شيئًا ولكن الرجال قليل.
لم نتطرق دائما لحقوق المرأة؟
لن أكتب عن المرأة التي حرمت من التعليم؛ لأن من حرمها التعليم فقد حرمها من كل حق، وترجع كل حقوقها بداهة بإيفاء هذا الحق. ولكني هنا أتحدث عن استثناءٍ إذا صح- اعتباره- أحيانا تكون المرأة قوية بوَعْيها وتدرك حقوقها وتقوم بكل واجباتها كزوجة، ومربية، وامرأة مؤثرة في المجتمع حولها ولكن يوجد نوع من الرجال مرضى النفوس يستخدم مكره ليحرمها كل ذلك.
الجميع سيسأل كيف يستطيع ذلك مع امرأة قوية. وأقول لأنها قوية وتمتلك أنموذجًا أُسريًّا متكاملًا تريد تحقيقه فهو سيستخدم عاطفتها تجاه أبنائها وولاءها؛ لالتزامها وإيمانها بنجاح فكرتها في بناء أسرة سليمة رافدة لمجتمع سليم، سيستخدم كل ذلك في حرمانها بعض حقوقها، مثل حقها في العمل وحقها في التعبير عن رأيها برفض أي سلوك تراه غير سليم، أو أيّ حق آخر يتعارض مع رغباته التي لا تحمل من المنطق والمعقول سوى أنه يريد هذا الشيء أو ذاك.
ولماذا؟
ربما لأنه يغار من نجاحها، أو لأنه يريد أن يزيحها عن درب نزواته حتى لا تقف حجر عثرة في سبيل ممارسته لها، أو لأنه فقط يريد الاستمتاع بإذلالها لتكون خانعة له فيقوم بِلَيّ ذراعها واستغلال عاطفتها تجاه أطفالها كما سبق وأشرنا.
إلى أي درجة نحتاج هذا الوعي
الوعي نحتاجه لنعرف كيف نتعامل مع من يخدعون ويكذبون على القانون باستغلال ثغرات هنا وهناك، فهم تَرَبَّوْا على عدم الوفاء والخيانة ما أمكنهم ذلك، أو مع من اعتمد على عُرفٍ اجتماعي قديم مفاده تبعيّة المرأة للرجل وإن جَهِل حقوقها أو كان ممن يكذبون كلما سنحت الفرصة. نحتاج الوعي تجاه الخونة ومدعي الأخلاق حتى لا يسلبونا لا حقوقنا ولا لحظة إيماننا بأنفسنا أو بقيمنا.
add تابِعني remove_red_eye 759
مقال هام يدعم المرأة في يومها العالمي
link https://ziid.net/?p=49985