في حياتك 6 أمور هي “الأهم”، ركّز عليها (خلاصة كتاب “مميز بالأصفر”)

عندما تذاكر غالبًا تستخدم “قلم تمييز أصفر” تحدد المهم الذي عليك التركيز عليه حتى تتذكره نفس الشيء حياتك، مثل هذه المادة التي تتعلمها وقررت ما المهم. في حياتك ليس هنالك متسع لكل شيء وأنت في حياة مؤقته فما هو الأهم؟ وما الذي عليك أن تتوجه له وتعمل عليه؟ هذا ما يقصده كتاب “مميز بالأصفر” وتأتي أهمية هذا الكتاب لنوع المرحلة المعاصرة التي نعيشها، من انفجار معرفي والإنترنت وما يضخ فيه من محتوى، بالإضافة إلى شبكات التواصل الاجتماعي، كل ذلك يجعلك بحاجة ماسة إلى التركيز من هذا التشتت حتى تعيش بحكمة وتختار بذكاء ما سينفعك حقًّا..

كتب الكتاب “إتش جاكسون الابن” ومعه “روتشيل بنينجتون” ويُحدِّدَا لك الأهم الذي عليك أن تلتفت له وتتذكره وتختاره في (6) أمور من حياتك وهي التالي:

1- كن محسنًا

الإحسان للآخرين أمر نسمعه منذ الطفولة وكمسلمين نتعلم هذا في دروس الدين، كما جاء في النص النبوي عنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (وخَالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ) والكتاب يدعوك لتطبيق هذا من خلال أفكار متنوعة ستجلب لك السعادة منها:

•  معاملتك للآخر بالطريقة التي تحب أن تعامل بها، أيضًا هنالك تصرفات مفاجئة مثل: أن تخبر أصدقائك عن مدى امتنانك لهم.
•  فعل الأعمال الطيبة لأناس لن يعرفوا ما فعلته أن تكون “فاعل خير”.
•  مساعدة من يطلب منك المساعدة لأن الله هو من سخرك له حاول بقدر استطاعتك، ولا تتركه بلا أيّ محاولة منك.
•  الأعمال التطوعية والمبادرة من خلال أمور بسيطة مثل: إطعام جائع، توزيع الماء على المارة، تسديد دين لفقير، توزيع مظلة لمن تحت المطر أو الشمس الحارقة، تسمع للآخر بتجاوز سيارتك في زحمة المرور.. وغيرها. “حياتك مرة واحدة ، اعمل أيّ خير تستطيع فعله لأي مخلوق”.
• الكلمة الطيبة، الابتسامة، تشجيع مّن بحاجة للتشجيع لو حتى بالإشارة “رفع إبهامك للأعلى” فهنالك إحسان معنوي لا يتطلب منك شيئًا ماديًّا، أيضًا في حديثك عن الآخرين ليكن بالخير الذي فيهم “قل خيرًا أو اصمت”. “عند سماعك لصوت الإسعاف أو مشاهدة سيارة نقل الموتى ادْعُ لمن فيها”.

يدعوك الكتاب للأخوة بحيث تتخيل هذه الصورة: (الناس في الأرض يقفون على شكل دائرة تمسك الأيدي بأيدٍ أخرى، وما يقدمه الشخص لمن بجواره سيعود له).

2- كن كريمًا

السخاء صفة نبيلة ومن الجميل أن تجعل أطفالك يرونك حتى يقلدوك، فالأفعال تأثيرها أكبر من الأقوال، وهنالك أفكار للأفعال الكريمة يوجهك لها الكتاب فافعل ما تستطيع فعله منها:

•  يوميًّا، اجعل لك واجبًا تطوعيًّا لا تنم قبل أن تؤديه.
•  شارك في الأنشطة المقامة التي في الحيّ في مدرسة أبنائك كمساعدة منك سواء كان بشكل مباشر أو حتى عن طريق الإنترنت، خاصةً في هذه الفترة التي تمرّ على العالم من حجر منزلي أو ما يتطلب من إجراءات الاحترازات.
•  اختر مؤسسة خيرية بالقرب منك، وساندها بوقتك ومالك.
•  تبرع بدمك، وبملابسك التي لم تعد ترتديها، شارك بمعرفتك، وفكر ما الذي يمكن أن تفعله من أجل الآخرين؟
•  تطوع لتعلم الأطفال القيم، فالطفل يتأثر بالمعلم وينقش في داخله كل ما تعلمه منك.
•  ادفع مصاريف لطفل فقير حتى يتعلم بعض المهارات. “كلما أعطيت المزيد، امتلكت المزيد”.

3- كن مستمتعًا

•  في الحياة أمور كثيرة لا تنتبه لها بسبب المشاغل والتشتت يدعوك الكتاب للتوقف قليلاً فأنت بحاجة لتستمتع بالمتع البسيطة الموجودة في يومك العادي مثل: شروق وغروب الشمس، مشاهدة النجوم في السماء، رائحة الخبز، رؤية الطيور، الدعاء، سماع تغريد العصافير، اهتمامك بقطة.. وغيرها.
•  استخدم مواهبك وهواياتك استكشف وتذكر ربما في الماضي شاركت في الإذاعة المدرسية كان صوتك في ترتيل القرآن جميلًا أو كانت لك محاولات في الكتابة أو الرسم.. والكثير من الهوايات المختلفة.
•  شاهد أحد برامج الأطفال، واستمتع بركوب الأرجوحة أو شاهد الأطفال في متجر للحيوانات الأليفة.
•  تذكر نعم الله وكن ممتن.
•  تفنن في برك لأمك مثلًا: “عطر سجادتها، اشتر لها كتابًا ستستمتع به مكسرات تحبها..”.
•  تعلم حرفة “اصنع بيدك شيء جميل”.

4- كن موجهًا لذهنك

اختيارك للتوجه الذهني الذي تتبناه مهم جدًّا من أجل نموك وما ستواجه أثناء ذلك من تحديات لذلك وجه نفسك نحو الإيجابية والبهجة وتذكر بأنّ التعاسة وقتًا ضائعًا فلا تجعلها تأخذ من وقتك الكثير، فوض أمورك إلى الله واسعد وامتن بما لديك “فما تراه يعكس تفكيرك وتفكيرك يعكس اختيارك لما تريد أن تراه” يوجهك الكتاب لهذا التوجه الذهني من خلال افكار أبرزها:

• ابحث عن الإيجابيات في كل أزمة ومشكلة تمر بها، واعتبرها دروسًا تساعدك على النمو الشخصي.
• القلق لن يغير شيئًا، ولن تجني منه إلا المرض؛ لذلك انظر للجانب المشرق من كل شيء.
• كن منتبهًا من مزاج الآخرين وتأثير ذلك عليك فلا تسمح بالتأثير السلبي.
• اشتغل على تحسين نفسك ولا تنشغل بانتقاد غيرك.
• اقتنع بما تملك وارْضَ، فالغنى ليس في الامتلاك إنما في الرضا وراحة البال. “سعادتك وشقاؤك يعتمد على التوجه الذهني وليس على الظروف.. فالحياة 10% حدث يقع و90% استجابتك للحدث”.

5- كن صالحًا في زواجك

في رباط المودة والرحمة هنالك أمور بسيطة ينصحك بها الكتاب حتى تنعم بالسعادة وهي:

•  قبل الزواج حسن الاختيار للزوج\ـة وبعد الزواج هنالك الكثير من الوسائل البسيطة التي تحسن العلاقة فالحب يحتاج لرعاية كالنبتة ويحتاج لصفات تتبناها مثل: الصفح، التنازل، التضحية، واحترام الآخر واحترام خصوصيته، اللطف والكلام الجميل.. وغيرها.
•  اجعل هنالك وقتًا مخصصًا لزوجتك.
•  امدح زوجتك ونفس الشيء بالنسبة للزوجة “تذكر بأن الزواج يشبه صندوقًا فارغًا ستضع فيه أكثر مما تأخذ منه”.

6- كن صالحًا في دورك الأبوي

وهنا يقصد دور الوالدين في حياة أبنائهما ومدى تأثيرهما عليهم، ومن جانب آخر ابنك هو قطعة من قلبك تحوم خارج جسد للأبد، يقدم الكتاب نصائح لك لتقوم بها اتجاه أبنائك منها:

•  امدحهم وامنحهم أفضل ما تستطيع.
•  اجعل لهم وقتًا، وتذكر بأنّ هذا الوقت ليس ضائعًا بل هو ضرورة.
•  أخبرهم بحبك لهم، اقرأ لهم، وأنصت لهم، وشاركهم الأنشطة.
•  علمهم الإيمان بالله “فلولا المربي ما عرفت ربي”.
•  إذا أخطأت في حق طفلك اعتذر له.
•  ضعْ حدًّا لوقت ومضمون ما يشاهده فالطفل يحب من يرعاه.

وفي النهاية الكتاب يركز على سلوكك مع الآخر، وعمل الخير، وعلى ما ستوجه ذهنك عليه مع الرضا، والاستمتاع بأبسط الأشياء وهذا هو الأهم “مميز بالأصفر” يسلط الضوء عل دقائق الأمور ولكن إذا قمت بها فهي عظيمة.

إليك أيضًا

• جبر الخواطر: أعظم عبادة تملك بها السعادة
• مفهوم البساطة وتطبيقه في مواجهة الصعاب
• هل الكرم من أسباب الشعور بالسعادة؟