تربية الأبناء بين العدل والمساواة
التربية مهمة معقدة وصعبة لاختلاف شخصيات الأبناء والآباء والعائلة فكيف نربي الأبناء بطريقة عادلة ومتساوية دون أن نظلمهم
التربية مهمة معقدة وصعبة لاختلاف شخصيات الأبناء والآباء والعائلة فكيف نربي الأبناء بطريقة عادلة ومتساوية دون أن نظلمهم
add تابِعني remove_red_eye 68,885
جذور التربية مُرّة و لكن ثمارها حلوة .. أرسطو.
حينما يتربى أحد أفراد الأسرة بطريقة مختلفة عن البقية في العائلة، تنشأ الضغائن والأحقاد دون مبررات بين الأخوة وتختلف المعاملة بينهم بسبب فرق المعاملة التي لا علاقة للفرد المتلقي فيها، ويكون السبب أحيانًا الظروف التي رافقت ولادة هذا الطفل أو صنعته، لهذا تربية طفل مختلف أمر صعب للغاية لمن لايعرف الأمر خاصة إذا لم يكن الطفل الوحيد بالعائلة.
عزيزي القارئ قبل أن تقرأ هذا المقال عُد مجددًا لحكمة أرسطو في بداية هذا المقال لأنك ستلاحظ أنها صحيحة ١٠٠٪ وسأثبت لك ذلك في هذه السطور القادمه. لكن قبل ذلك سأسألك بعض الأسئلة التي لن تجد إجابتها إلا بعد أن تنتهي من قراءة المقال:
يعيدني هذا إلى بداية المقال وما ذكرته سابقًا، وهو أن الظروف التي رافقت ولادة هذا الطفل أو صنعته قد تكون السبب لماذا ستعرف في نهاية هذه السطور عزيزي القارئ.
(المساواة من صنع الله، والتمييز من صنع البشر)
مثال:
آدم لديه خمسة أطفال أربعة أولاد وفتاة، حواء هي الطفلة الوحيدة لآدم وكانت تعامل معاملة مختلفة عن إخوانها الذكور، حاتم شاب متدين وخلوق، مهند مدلّل ولا يستمع لوالديه، بينما الابن الأوسط سالم كان يعمل بالتدريس وكان منفتحًا على الأفكار الأخرى ويتقبل التغيير، الابن الثاني أدهم كان متميزًا عن أقرانه ويعمل في تخصص نادر وصعب بالرغم من كونه معاقًا، بينما الابن الثالث عصام كان يعمل في صناعة الترفيه والموسيقى متحديًا كل القيود الاجتماعية.
ليس الأب والأم وإنما الظروف، فآدم مدير مدرسة ربى ابنه حاتم على التعاليم الدينية والأخلاق وحينما رزق بأدهم غير عمله وركز على تطوير قدرات ابنه المعاق، بعدها رزق بعصام الذي كان يشعر بأنه مهمل نوعًا ما من عائلته والاهتمام فقط بأدهم فتمرد ليظهر استياءه من الوضع، أما الابن الرابع سالم تربى بطريقة مختلفة فهو يشاهد التأثير الذي تركه والداه على إخوته بسبب اختلاف الظروف التي تسببت في ذلك.
أما حواء فتربت على التربية الإسلامية مثل أخيها حاتم والفرق بين الذكر والأنثى، لكن مهند لا يتمرد كأخيه عصام، حاول والداه إغراقه بالدلال فأفسداه، هذا مثال على أن التربية بين الأبناء لا تختلف فقط في العوائل المختلفة بل إنها قد تصل إلى حد ألا تكون عادلة بالنسبة للأسرة والإخوة في العائلة الواحدة.
نعتقد دائما أننا عادلون في معاملتنا لأبنائنا ومنصفون فيما بينهم لكن الحقيقة مختلفة، فالآباء والأمهات دائمًا يكون لديهم طفل مفضل لا تسري عليه جميع قوانين المساواة والعدل قد يكون طفلًا مريضًا أو ابنًا عانت العائلة كثيرًا لإنجابه أو غير ذلك؛ لهذا بدون قصد تقع الأسرة في نفس الخطأ تفضيل أحد الأبناء على الآخر والمبالغة في تربيته إما بالاهتمام الزائد أو الحرص المبالغ فيه على صحته وسلامته.
من الضروري أن يشعر الأبناء بأن هناك وقتًا مخصصًا لكل فرد منهم تُحترم فيه خصوصيّاتهم. كما يجب على الوالدين معرفة نفسية الأبناء وما يحتاجون إليه، وذلك من خلال إظهار المحبة لجميع الأبناء، دون التمييز بينهم حين يعبّروا عن مشاعرهم وحاجاتهم.
تقليل الاهتمام بالطفل الصغير أمام أخيه الذي يكبره مباشرة، وذلك حتى لا يُفسّر الأمر بأنه نوع من التمييز بينه وبين إخوته، معاتبة طفلك المشاغب على انفراد، ولا تقوم بتجريحه أمام إخوته عند قيامه بخطأ ما، إعطاء البنت حقّها في الدفاع عن نفسها أمام أخيها، وإظهار قدراتها وتشجيعها وعدم إهمالها، وعدم المقارنة بين الأبناء من حيث الذكاء أو القوة أو الجمال أو غير ذلك.
عاتب الله الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- عندما أعرض عن الصحابي الكفيف وظل رسول الله الكريم -عليه الصلاة والسلام- يداعبه طيلة عمره كلما رآه قائلا (أهلا بمن عاتبني فيه ربي).
التربية مهمة معقدة وصعبة لاختلاف شخصيات الأبناء والآباء والعائلة، وقد تؤثر عليها الظروف أو التجارب وحتى العلاقات الاجتماعية ولكنها تبدأ دائما من نفس المكان محيط الأسرة. فما يتعلمه الأبناء بالصغر يكبر معهم طوال حياتهم وقد يتوارثه الأبناء في تعاملاتهم مع أبنائهم. الإرث الذي تورثه لعائلتك هو تربيتك الصالحة لهم لأنها ستحدد اختياراتهم بالحياة وتمهد لهم الطريق دائمًا، لهذا مهما كان غرس جذور التربية صعب في الأبناء فهي تزداد حلاوة مع الوقت حينما نقطف ثمارها ونرى الأثر الذي تركته تربيتنا على الأبناء والأحفاد.
add تابِعني remove_red_eye 68,885
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
مقال هام لكل أب وأم يريدان المساواة بين الأبناء دون ظلم
link https://ziid.net/?p=67064