كيف تكف عن الاهتمام بنظرة الآخرين لك؟

جميعنا نتوق إلى القَبول لأننا كائنات اجتماعية، نشعر بالحاجة إلى الاستماع إلى الآخرين ومعرفة رأيهم ونظرتهم هنا. نشعر بالخوف من فقدان مكانتنا داخل هذه الدائرة الاجتماعية إذا لم نفعل ما هو متوقع منا، إن الاهتمام بما يعتقده الآخرون عنا ليس نابعًا من داخلنا وإنما هو شيء نتعلمه من صغرنا.

أليس من الغريب كيف نشأنا ونحن نؤمن بآراء الآخرين عنا بدلاً من فعل ما نريد فعله؟ نحن نمتنع عن طرح الأسئلة في الأماكن العامة؛ لأننا نعتقد أن الناس بدورهم قد يرتابون منا، نفشل في التعبير عن رأينا لأننا نعتقد أنه قد لا يكون شيئًا يرغب الناس في سماعه. وعندما يختار نفس الأشخاص التعليق على مظاهرنا أو أفكارنا، نبدأ في تحديد الأشياء الخاطئة بداخلنا، ونتأثر كثيرًا برأيهم كأنه صواب مطلق.

الحقيقة أن الناس سيقولون رأيهم، حتى لو فعلت ما يعتقدون أنه صحيح. سيتم الحكم عليك لعدم امتثالك لما يتوقعه الناس منك وستجد نفسك تحاول إرضاء الآخرين لتسهل لنفسك التعامل معهم. لكن هل هذا شيء تريد أن تفعله فعلًا؟ هل أنت على استعداد للتخلي عن أحلامك وخططك فقط لأنك تخشى نقد الآخرين؟ قد تفعل هذا كثيرًا بالفعل حتى تدرك أنك لا تفعل شيئًا جيدًا لنفسك عندما تسمح للآخرين التحكم في حياتك.

السماح للآخرين بإبداء رأي عنك مقبول فقط حتى يبدأ في التأثير على ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك. عندما تمنع نفسك من فعل شيء لأنك تخشى أن يتم رفضك، فأنت ببساطة تحرم نفسك من السعادة وتحقيق الذات. من أجل أن تكون سعيدًا ومكتفيًا بحياتك ولتحقق إمكاناتك الكاملة، من المهم أن تتخلى عن ما يعتقده الآخرون عنك.

فيما يلي بعض الطرق المفيدة التي يمكن أن تساعدك على التوقف عن الاهتمام بما يعتقده الآخرون:

1. تجنب الأشخاص الذين يستمرون في إصدار الأحكام عليك

إذا كنت تفكر كثيرًا في آراء الآخرين عنك، فمن المحتمل جدًا أنك وضعت هؤلاء الأشخاص في مكانة عالية  وهذا هو سبب اعتقادك أن ما يعتقدونه صحيح. تحتاج إلى تجنب الأشخاص الذين يجعلونك تشعر بالضآلة تجاه نفسك وبالتالي التأثير على حياتك بطريقة سلبية.

في حين أنه من الجيد مراعاة وجهات نظر الآخرين، تأكد من أنك لا تمنحهم الحق في اتخاذ القرار في الأمور المتعلقة بحياتك، اختر بحكمة من حولك وتأكد من أن تفاعلاتك معهم تؤثر على حياتك بطريقة إيجابية.

2. توقف عن تمجيد المثالية

توقف عن التعامل مع “الكمال” على أنها وسام شرف تحتاج للفوز به لإرضاء الآخرين. غالبًا ما يجعلك السعي إلى الكمال أن تضع لنفسك أهدافًا غير واقعية وإذا لم تتحقق، يمكن أن تجعلك تشعر بالقلق والاكتئاب. اغتنم كل يوم كفرصة لتكون أفضل من الأمس بدلًا من السعي لتحقيق الكمال. كلما حاولت إرضاء الآخرين بمحاولاتك أن تكون مثاليًا في كل شيء تفعله، كلما زاد إرهاقك لنفسك.

3. قرر ما هو الأفضل لك

قبل أن تفكر  فيما يعتقده المجتمع، قرر ما هو الأفضل لك. سيساعدك هذا على أن تكون واضحًا في أسبابك عندما تعطي الأولوية لأحلامك وأهدافك على آراء الآخرين. أخبر نفسك أنك وحدك وليس الآخرون هم من سيتحملون وطأة ما تقرره بنفسك. بمجرد أن تتعلم كيفية وضع رفاهيتك فوق الآخرين ستجد نفسك تصل إلى مستوى جديد من الثقة سيشعر الآخرون بالحسد تجاهه. ذكر نفسك أن كونك من أولوياتك ليس فعلًا أنانيًا بل فعل حب للذات أنت في أمس الحاجة إليه.

4. توقف عن كونك مُرضيًا للناس

في محاولة لكسب الآخرين ستنسى نفسك وتقوم بأفعال لا تشبهك، سيجعلك هذا تحتفظ بمن حولك ولكن لن تكون سعيدًا بينهم؛ لأنك بعيد عن نفسك. تجنب أولئك الذين يترددون في رؤية حقيقتك، وكن فقط حول أولئك الذين لا تحتاج إلى إرضائهم.

5. ليس لديك سيطرة على آراء الآخرين عنك

هناك أشياء خارجة عن إرادتك وهناك أشياء تحت سيطرتك. يجب أن تدرك أن ما يعتقده الآخرون عنك يأتي في الفئة السابقة وبغض النظر عما تفعله، لا يمكنك تلبية توقعات الجميع. في محاولتك لإرضاء بعض الناس، ستخيب آمال الآخرين بالتأكيد. فلماذا لا تركز على الأشياء التي تحت سيطرتك  القرارات المتعلقة بك، ورفاهيتك، وصحتك، وحياتك المهنية.

6. قم بإشراك فقط أولئك الذين تكون آراؤهم مهمة حقًّا

اختر مَن يكون لهم رأي في حياتك، سواء من أصدقائك أو عائلتك، قم بتضمين فقط الأشخاص الذين يهتمون بك حقًّا وهم على استعداد لقبولك بغض النظر عن الطريقة التي ستسير بها الأمور. اعلم أن المهم فقط هو الذي يستحق التركيز عليه والاستماع إليه.

أخيرًا

لا تجعل نفسك مدفونًا في حالة من الندم من خلال الاستماع للآخرين والتخلي عما تعتقد أنه مناسب لك. ثق بنفسك وجهز عقلك لقبول ما يحدث إذا كنت تتبع عقلك. اعلم دائمًا أن حياتك هي أن تعيش وأن الشخص الوحيد الذي تتحمل المسؤولية تجاهه هو “أنت”.

إليك أيضًا:

• ٧ مؤشرات تقودك لمعرفة بماذا يفكر الآخرون من خلال  لغة العيون
• (7) أشياء تذكرهم حين يصدر الناس أحكامهم عليك
• كيف نتغلب على التفكير المفرط والإرهاق الفكري؟