كيف نرد المجاملات بأفضل طريقة
إنك كنت فقط لا تجيد الرد على المجاملات، فذلك أمر سهل، يمكنك تعلمه والاعتياد عليه بتدريب وزيادة الثقة في نفسك
add تابِعني remove_red_eye 61,969
في الصباح تذهب إلى عملك متأنقًا، يراك زميلك الجديد فيخبرك مجاملًا: ما هذه الملابس الرائعة! يبدو أنك فقدت بعض الوزن، فتشعر أنك لا تعرف ما هو الرد المناسب الذي يتوجب عليك أن تقوله لصديقك، قد ترد قائلًا: شكرًا، باقتضاب شديد، وقد لا ترد أصلًا وتكتفي بابتسامة، تحصل على ترقية في العمل فتنهال عليك عبارات الشكر والثناء، فتبدأ في الانتقاص من نفسك بشكل مبالغ فيه، قد تعزو النتائج التي وصلت إليها للعمل الجيد، لمديرك، لزملائك، ولكنك تبتعد كل البعد عن نفسك، وكأنك تحاول طرد تهمة عالقةً بك.
وكذلك أنتِ في دوامك، أو في الجامعة، أو حتى في صالون التجميل، تخبرك صديقتك أنك صرتِ أجمل وأفضل، وأنكِ أنحف بكثير مما تبدين عليه عادةً، قد تخبرك بانبهارها الشديد لمقالك الأخير، أو لمشروعك الأخير، أو حتى تثني على طريقتك في تربية الأطفال فتضطربين وتشعرين، بأنكِ لا تجيدين الرد، ولست قادرة على قول أي شيء، أو حتى تشعرين بأن كل ما تقوله لك هو ضرب من ضروب المبالغة، فتخبريها أن كل هذا كثير عليك، وأنكِ لا تستحقين هذا الثناء، وأن كل ذلك ليس إلا مبالغة لأنها تحبك.
ربما تظنون أن الناس يشفقون عليكم أو يخدعونكم، ولكنكم أبدًا لا ترون أنفسكم مستحقين لتلك المجاملة، وقد لا يحدث إلا أن يكون الأمر عاديًّا وأنكم لا تملكون بديهة الردود، وقوة الذهن المستعد لإعطاء الردود المناسبة، فيلتبس عليكم الأمر، بين شكرًا، وآسف، وربنا يخليك.
متلازمة المحتال
هذا المصطلح يستخدم لوصف المشاعر الشديدة التي تشكك في ذاتك، للحد الذي يجعلك ترى نفسك غير كافٍ لفعل أي شيء، وأي شيء تقوم بفعله ليس إلا احتيالًا، ودائمًا تخاف من أن ينكشف ذلك الاحتيال إلى الناس الذين يعرفونك، ويتأكدون من أنك لست قادرًا على عمل أي شيء، كل المكانات التي تصل إليها تصبح مبتذلة، كل كلمات الثناء تشعر وكأنها خنجر ينفذ إلى قلبك مباشرةً، لأنك لست حقيقيًّا، وكل ما تعيش فيه لا يتعدى كذبة سخيفة. اعترف الكثير من المشاهير والسياسيين أنهم عانوا منها، من هؤلاء المشاهير على سبيل المثال، إيما واتسون، ميشيل أوباما، وكيت وينسلت. إنها لا تفرق بين شخص يعمل في شركة عادية، وسياسي يمتلك زمام أمور دولته، إنها قادرة على زعزعة استقراراك النفسي، والذهاب بك إلى الاكتئاب.
ظهر هذا المصطلح في عام 1978م عن طريق دراسة أجرتها بولين روز كلانس، وسوزان ايمز من جامعة ولاية جورجيا، كانت الدراسة بعنوان “متلازمة المحتال في النساء ذوات الإنجاز العالي، الديناميات والتدخل العلاجي” ولوحظ أن النساء على الرغم من منجزاتهن العالية فإنهن في الواقع يعتقدن بأنهن لسن ذكيات بما فيه الكفاية، مما يترتب عليه شعورهن بأنهن محتالات، على عكس الرجال الذين تصيبهم تلك الظاهرة بوتيرة أقل، ولكن بعد ذلك أظهرت بعض الأبحاث أن تلك المتلازمة قد تصيب الرجال بشكل أكثر كثافة من النساء.
أعراض تلك الظاهرة
إنها ليست اضطرابًا نفسيًّا معترفًا به حتى الحين، ولكن أهم ما يميز المصاب هو تدني احترامه لذاته مع المستويات العالية من القلق والتوتر، ويتم علاجها باللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي إذا تم اكتشافها.
علاقتها بالمجاملة؟
لأنها تسبب ذلك الشعور بتدني احترام الذات، فإنها ستؤثر بالطبع في طريقتنا لقبول المجاملة وردها، فحينما نتلقى مجاملة من أحدهم، أو تهنئة أو ثناء، إما سنبدأ في الانتقاص من أنفسنا بشدة والنيل منها بضراوة، وكأن تلك المجاملات شيء سيعلق بثيابنا، فنحاول أن نبعده بعيدًا عنا، وإما أننا سنرد بالشكر المقتضب، وبظل إحساس الذنب ينال منا، حتى نصاب بالقلق والاكتئاب، لذلك إن كنت تشعر بأنك عاجز عن رد المجاملات لأنك تشعر من داخلك أنك لا تستحقها، فاطلب المساعدة، حتى لا تنال منك تلك المتلازمة السيئة، وحتى تشعر بإنجازاتك وعظمتها، ولا تقلل من شأنك أبدًا.
لكنني لا أجيد الرد
إنك كنت فقط لا تجيد الرد على المجاملات، فذلك أمر سهل، يمكنك تعلمه والاعتياد عليه، وإليك تلك الخطوات التي قد تساعدك، في الرد على من يمطرونك بالمجاملات:
لا تعقد الأمور
قد تشعر أنك تحتاج إلى قول الكثير من الأشياء دفعةً واحدة، حال ما يفاجئك أحد بمجاملة، لكن في الحقيقة أنت لا تحتاج سوى البساطة، كلمة شكرًا ستكون كافية جدًا في الكثير من الأحيان، ولكن لا تجعلها شكرًا جافة، دائمًا استعن بالابتسامة، لأنها القادرة على فتح الأبواب المغلقة، وبسط المحبة لك في نفوس الآخرين، لذلك ابتسم وقل “شكرًا”.
إن كنت ما زلت تعاني من قول شكرًا المتبوعة بلكِنْ، ثم التقليل من ذاتك، حاول قدر الإمكان الإمساك بلسانك، قل شكرًا فقط وقاوم الرغبة في قول أيّ شيء آخر.
أشرك الآخرين معك في الأمر
إن تضمن إنجازك الذي تستحق الثناء عليه آخرين، مثلًا حينما تقوم بالتخطيط جيدًا لأحد المشروعات، وساعدك فريق لإتمام تلك المهمة، لا تتردد أبدًا في إشراكهم في ذلك الثناء، لأنهم يستحقون ذلك، لقد شاركوك في العمل، لنقل دائمًا احرص على التوسط، أعط نفسك حقها كما تعطي الآخرين حقوقهم، إن ذلك الأمر يجعلك كبيرًا في أعين الجميع وكذلك كبيرًا في عين نفسك. من تلك العبارات “أشكرك، ولكنني أود أن أخبرك أنني وفريقي اشتركنا في هذا العمل الرائع”.
لا ترد المجاملة له
إن كان أحدهم يخبرك مثلًا أن عملك رائع، لا تعيد توجيه تلك المجاملة إليه لأنه قد يظن أنك تغار منه أو أنك تحاول التفوق عليه، أو أنك تضعه أمام عينيك بينما تمضي في طريقك، حاول دائمًا أن لا تزيد على شكرًا، ثم قدم الثناء له مرةً أخرى حينما يفعل ما يستحق أن ينال الثناء عليه. يمكنك أن ترد المجاملة بالثناء عليه أيضًا لكن ليس مقابل الانتقاص من نفسك، بل اشكره وأخبره أنه يفعل ذلك الأمر بشكل جيد.
لا تحاول أن تجعله يكرر المجاملة أو يوضحها
حينما يثني عليك أحدهم أو يجاملك فإنه من الأفضل أن لا تطلب منه تكرار المجاملة لأن ذلك قد يعني أنك مغرور في وجهة نظره، كذلك لا تسأل عن التفاصيل، ولا تحاول أن تستجوبه أو تجعله يقول أكثر مما قاله، اكتفِ بما قاله الشخص لك ولا تحاول أن تستدرجه ليخبرك المزيد من التفاصيل، وكذلك لا تسأله عن السبب لأن ذلك لن يظهرك بأكثر من مظهر الشخص المغرور، وبالطبع جميعنا نكره المغرورين، لذلك لا تحاول أن تفعل ذلك مع أحد، خاصة إن كنتم لا تعرفون بعضكم من قبل، لأن الانطباعات الأولى خطيرة.
أخيرًا، اجعل الأمور سهلة يا عزيزي، قُل الكثير من الكلمات الجميلة والصادقة والمحفزة كل يوم لن يجعلك بهلوانًا، لكنه سيجعلك شخصًا إيجابيًّا يحبه الجميع، استقبل الثناء بصدر رحب، وأطلقه أنت أيضًا، حاول دائمًا أن تكون شعلة نشطة، وإن لم تكن مستعدًا لقول الكلمات الجيدة، فأرجوك لا تكن مستعدًا، لإطلاق الكلمات السيئة، فالكلمة ليست أحرفًا وحسب، إنما هي جبال من الهموم تلقيه فوق كتف صاحبها، أو فراشات تحمل السعادة إليه وإلى يومه.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,969
لا تتمكن من الرد على المجاملات وتشعر بأنك لا تستحق تلك المجاملة أصلًا، إليك الحل
link https://ziid.net/?p=76534