كيف تقاوم شعورك بالفشل
لم تفشل ما دمت تحاول وتقاوم، الفشل هو حينما تصل إلى مرحلة اليأس، لا تدع نفسك فريسة سهلة للفشل وتحدى كل شيء لتصل للنجاح
add تابِعني remove_red_eye 61,981
قالت: أشعر بالفشل أشعر أنني واقعة في الفشل ولا يمكنني القيام، أنا أشعر بالإحباط لا يمكنني القيام بشيء. الشعور بالفشل بدون مبرر حالي، بدون سبب يقتضي شعورك بالفشل، قد تكون جالسًا في بيتك وبلا استئذان يهاجمك ذلك الشعور، ربما يهاجمك وأنت تتصفح موقع “الفيسبوك” وتجد نجاحات الآخرين تزين صفحاتهم، أو ربما تشعر بالفشل حينما تعد وتحصي الأشياء التي لم تفعلها بعد، مثل الكثير من الكتب التي لن تتمكن من قراءتها أو الكثير من الأفلام التي لن تتمكن من مشاهدتها، أو الأماكن التي لن تراها.
ربما تشعر بالفشل لأنك ترى أن هناك حياة أخرى فاتتك، حياة مهما قمت بعمل لن تحصل عليها، ولن تصل إليها. وبالطبع لا يأتي الفشل منفردًا أبدًا، بل يأتي إليك وهو يجرجر شعور الإحباط، فتشعر أنك غير قادر على فعل شيء، أو القيام بشيء وتظل في دائرة الفشل التي تشعر بها لا تبرحها، تشعر بالفشل ثم الإحباط، يجعلك الإحباط غير قادر على القيام بعملك، مما يعمق شعورك بالفشل أكثر، وهكذا إلى ما لا نهاية.
حينما أخبرتني صديقتي بشعورها الشديد بالفشل، سألتها عن مصدره وسببه، فأخبرتني أنها لا تدري وأنه شعور فقط لا يمكنها أن تعرف مصدره وأن ترى سببه، شعور ينبثق من داخلها، أنا أيضًا أشعر بالفشل في الكثير الكثير من الأحيان، أراني لا أتمكن من فعل شيء صحيح، ولكنني حينما أشعر بأن ذاك الشعور يسطو علي بشدة أسأل نفسي عن برهان الفشل.
برهان الفشل
حينما تشعر بالفشل اسأل نفسك: ما الدليل على الفشل؟ راجع يومك على سبيل المثال، انظر ما الذي فعلته، هل قمت بمهامك اليومية -وعلى الأرجح ستجد أنك قمت بها- أم لا؟
اسأل نفسك عن كل ما فعلت، شهادتك الجامعية، عملك، تلك الأشياء لا تخبر عن فاشل، تلك الأشياء تخبر عن أحد الناس الذين يحاولون دائمًا الارتقاء بأنفسهم، فيصيبون ويخطئون لا أحد ولد ناجحًا، يصل إلى ما يريده من المحاولة الأولى، يقوم بكل شيء على الوجه الصحيح، الجميع يخطئون كل الذين ترون نجاحهم من خلال صفحات الفيسبوك أخفقوا مئات المرات، أذكر أنني رُفضت عشرات المرات قبل أن أكتب في زِد، وما زلت أتعرض للرفض، الجميع يخطئون ولكن ذلك لا يعني عدم المحاولة.
لماذا نحن هنا؟
هل هدفك كان أن تحصل على الدكتوراه؟ إذًا لماذا تشعر بأنك فاشل حينما حصل أحدهم على الدكتوراه!
تحديد الهدف كان وسيظل دائمًا أهم ما يجب أن نعرفه، حينما كنا نتعلم (التدريس) كان أول الخطوات لنصبح معلمين هو أن نحدد الهدف الرئيسي من الدرس، والهدف الرئيسي لعملية التدريس برمتها، لذلك تحديد الهدف سيوفر عليك الكثير من الأحاسيس السلبية، فأنت حينما تتحرك وفق خطة نحو هدف حقيقي لن تشعر بالفشل حينما ترى غيرك ينجح.
لِما تقارن نفسك بالآخرين؟
عزيزي لما تشعر بالفشل لمجرد أن الآخرين ينجحون، لما تلوم نفسك بشدة وتشعرها أنها لا شيء لمجرد أنها لم تحقق ذلك الذي حققه غيرك، إذا كنت درجت على ذلك، إذا تمت تربيتك بتلك الطريقة فارجع لشعورك وقتها حينما كان والدك يقارنك بغيرك من الأطفال وكمّ الألم الذي كنت تشعر به، إذًا لماذا تشعر نفسك بالألم مجددًا، لما تجرحها من أخبرك أنك والآخر متساويان، في كل شيء تمتلك الوقت والأدوات، تمتلك دائرة التشجيع، تمتلك ما يمتلك، حينما ترى نجاح أحد الآخرين وتشعر بأنك ستبدأ بالمقارنة، ذكر نفسك بمصاعب طريقك، بالمجهود الذي تبذله من روحك ودمك للتعايش، لتنجو ولتقاوم.
هل ما زلت تشعر بأنك فاشل، حسنًا إليك خطة لتقاوم شعورك بالفشل:
اكتب إنجازاتك
احتفظ بدفتر صغير ذي شكل محبب، سمّه جدول الإنجازات، كل يوم تفعل شيئًا جيدًا مهما كان صغيرًا في نظرك، دونه في صفحه، دون شعورك أيضًا، وحينما يأتي يوم جاف، بلا أي نشاط، بلا أي إنجاز، حينما يهاجمك شعورك بالفشل، ارجع إلى ما دونته، أعد قراءته وأعد ذلك الشعور الذي كنت تحس به من قبل، شعورك بأنك كنت منجزًا وقادرًا على القيام بالكثير من الأشياء، يمكنك أيضًا أن تحيط نفسك بالأشياء التي تذكرك بنجاحك، مثل هدية من عملك شهادتك شهادة تقدير لإنجازك، يمكنك أن تسجل اللحظات السعيدة بالصوت والصورة وتوثقها وتعود إليها مجددًا، كل تلك الأشياء تجدي نفعًا.
تقبل إخفاقك
تقبل إخفاقك في الكثير من الأحيان، لا يوجد أحد يعيش الحياة بلا فشل، الحياة صعود وهبوط كما أنه بالإمكان التعبير عن الفشل بتعبير آخر، مثل أنك لم تنجح، إنها محاولة غير ناجحة، إنها محاولة للنجاح، فتغيير الكلمة سيغير الشعور المصاحب لها، إنّ الفشل تجربة، تجربة لتشعر بأن جانبًا ما ينقصك، جانبًا يمكنك أن تصلحه، المحاولات غير الناجحة ليست نهاية العالم، إنها فقط الحياة والتي لا يمكن ان تستمر على وتيرة واحدة.
اصنع مقاييسك الخاصة
لا تجري خلف كل ما يصدره لك العالم، العالم الرأسمال سيصدر لك الكثير من العادات المنتجات يستهدفك ليربح، يوهمك بضرورة العمل الكثير من أجل تحقيق مستوى مادي لتشعر بالرفاهية، وحينما يحين وقت الرفاهية تشعر بأنك غير قادر على الاستمتاع بها، يصدر لك ضرورة شراء الكثير من المنتجات، أو أن تصبح بشكل معين وحينما لا تصبح عليه تشعر بالفشل، لكن في الحقيقة كل ذلك ما هو إلا العجلة الدوارة التي لا تنتهي، لذلك ابحث عن مقاييسك الصحيحة، مقاييسك أنت، أنت تقدم صحتك على الشكل العام، أن تقدم رفاهيتك فعلًا على الماديات، وأن لا تشعر بالإحباط حينما لا يمكنك كل شيء، في الحقيقة العالم أكبر منا، والخيارات كثيرة قادرة على قتلنا، لذلك ابحث عن الذي يجلب لك الراحة فقط.
لا تتجاهل الأشياء البسيطة
النجاح لا يجب أن يكون جائزة، دكتوراه، نشر كتاب، أن يشير إليك الجميع بالبنان، الأشياء الصغيرة مثل يوم بلا مشاحنات مع العائلة نجاح، تجمع الأصدقاء بلا فقد أي فرد منهم نجاح، أن تكمل واجبك الدراسي، أن تقوم بعملك كاملًا، أن تؤدي عباداتك نجاح، أن تصنع طعامًا لذيذًا، أن تلاعب طفلك كلها نجاحات، نجاحات صغيرة يجب أن تمتن لها، حينما تقدرها حق قدرها، لن تشعر بالفشل.
توقف عن وضع أهداف غير واقعية
آفة زمننا القوة التي نشعر بأننا نمتلكها ونحن أضعف، حينما نهم بوضع خطة ما نضع الكثير من الأهداف الكبيرة، القوية الرائعة، تلك الأهداف نظن أنه يمكننا القيام بها وأننا قادرين على تحقيقها، لكن في الحقيقة تلك الأهداف أكثر من قدرتنا.
لذلك علينا أن نعلم حدود قدرتنا وألا نسخر منها، أو نغضب منها، بل أن نضع أهدافنا وفقًا لقدرتنا، وحينها يمكننا تحقيق الأهداف، والاستمتاع بالحياة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 61,981
كيف تقاوم شعورك بالفشل وتنتصر عليه وتشعر بالسعادة.
link https://ziid.net/?p=69057