كيف تتغلب على المُلهيات وترفع إنتاجيتك لتحقيق أهدافك؟
أول خطوة نحو الإنتاجية هي التعرف على أبرز الملهيات التي تضيع وقتك، ثم وضع خطة عمل واضحة للتغلب عليها
add تابِعني remove_red_eye 231,141
لماذا نلتهي عن أعمالنا؟ هل الأمر بسبب الضجر والتعب فقط، أم أنّ هنالك أمرًا آخر أكثر أهمية يقف وراء تصفح الشبكات الاجتماعيّة ومشاهدة مقاطع الفيديو الممتعة وقراءة المقالات عديمة الجدوى بدلاً من العمل؟
على قول العالِم هربرت سيمون، “ثروة من المعلومات تسبب فقرًا للانتباه”. اليوم، وبينما كل إلهاءٍ ممكن موجود بجعبتنا، لا يمكننا التركيز بتلك السهولة. ومع ذلك، فوفقًا للعلماء، لعادات الإلهاء جذورٌ أعمق ممّا تبدو عليه من الوهلة الأولى.
إذن، لِمَ من الصعب التركيز على العمل والتغلب على الملهيات؟ إليك الأسباب التي تشرح ذلك.
١. نحن نشتاق للتفاعل الاجتماعيّ
أظهر بحث تمّ إجراؤه على مجموعة من الطلاب أن أولئك الطلبة كانوا قادرين على التركيز على مهامهم لمدة ثلاث دقائق في المتوسّط، وجاءت كل الملهيات – تقريبًا – من هواتفهم الذكيّة أو حواسيبهم المحمولة.
إيقاف كل تلك الإشعارات الوامضة المزعجة يبدو أمرًا كافيًا، صحيح؟ على أي حال، الحقيقة المثيرة للاهتمام هي أنّ الطلاب أدركوا أنّهم حتى دون تلك التذكيرات الشعورية، ظلّوا يتساءلون داخليًا إذا ما علق أحد ما على منشوراتهم أو أرسل لهم رسالةً. هم لا يحتاجون فعليًا لأن يتم تذكيرهم أو إشعارهم بشأن هذا.
على نحوٍ متوقع، هؤلاء الطلاب الذين يتصفحون فيسبوك مرةً واحدة خلال كل فترةٍ دراسيةٍ قدرُها ١٥ دقيقة أظهروا نتائج دراسيّة أسوأ. لكن، بشكلٍ مفاجئ، لا يهم عدد المرات التي فتحوا فيها فيسبوك؛ فمرةً واحدةً كانت كافية لتدمير النتائج.
٢. نحن مهووسون بتعدد المهام
دراسةٌ أخرى تم إجراؤها بواسطة جلوريا مارك من جامعة كاليفورنيا. قامت الدراسة بمحاكاة العمل المكتبيّ مع ما يصحبه من مكالمات هاتفيّة ومحادثات وملهيات مكان العمل النموذجيّة الأخرى، وأظهرت أنّ الموظف المكتبيّ العادي يقضي فقط ١١ دقيقة بين الانقطاعات، لكن يستغرقه الأمر ما يصل إلى ٢٥ دقيقة للعودة للمهمة الأصلية بعد أن يتشتت ذهنه. لذا، لا عجب في أنّ العمل اليوميّ يتحول إلى تعدد مهامٍ ثابت.
إنها حقيقة معروفة أنّ تأثير المُلهيات على الإنتاجية سلبيّ جدًا. أظهرت دراسة بحثيّة جديدة أيضًا أن المهمة الثابتة تستنزف قوى الدماغ؛ لم يُصمَّم دماغنا للتعامل بهذا القدر في وقتٍ ينتهي بالاستسلام.
الحقيقية المطَمْئنة هي أنّه وفقًا لدراسة جلوريا مارك، يمكن للدماع أن يتأقلم مع مقاومة الانقطاعات وأن يظل يتعامل مع مهام العمل في بيئةٍ مشتِّتة. أولئك الذين تشتت ذهنهم في وقتٍ أسبق تعلموا من تجربتهم، وضخّوا قدراتٍ معرفيةٍ إضافية تجاه الانقطاعات الممكنة.
٣. نحن نخضع للمتعة اللحظيّة
عندما نصارع لمعرفة كيف نتغلب على الملهيات، تكون قوة إرادتنا هي حليفنا الأكثر موثوقيةً. لكن ماذا نفعل إن كانت غير قويةً كفايةً؟ يميل العديد منّا لتأجيل المهام الصعبة لوقتٍ لاحق ويختار الاسترخاء في الوقت الراهن. تكشف “نيتفليكس” هذا السلوك النموذجيّ؛ يتمّ تجميع الأفلام الوثائقية والأفلام الثقافيّة في قائمة “مشاهدتها لاحقًا” – مما يعني على الأرجح “عدم مشاهدتها أبدًا”-. والكوميديا الرتيبة وأفلام الحركة (الأكشن) ما تزال تُشاهد باستمرارٍ حتى اليوم.
لا يتبلور الأمر حول الأفلام فقط؛ ينطبق هذا أيضًا على الطعام الصحي أو التمرُّن أو الإقلاع عن تناول التبغ أو التركيز في المكتب. نحن نعالج قائمتنا للمهام اللازم فعلها في اللحظة الأخيرة، ونفس الأمر يتمثل في المهام التي نريد فعلها، سيبدأ معظمنا في أحسن الأحوال واحدةً منها ويستسلم قريبًا. لكننا لن نلتفّ أبدًا – على الأرجح – حولهم. الاستمتاع بوقت فراغك حتى لو كان غير مستحق، وتجنُّب الصعاب هي أمور مغرية، لذلك تستسلم إرادتنا للمتعة اللحظية.
وفقًا لدراساتٍ حديثة، فإنّ إسناد هذا السلوك لقوة الإرادة المستنزفة يبدو فكرةً خاطئة. في اختبارٍ تم إجراؤه، أظهرت مجموعة قوة الإرادة المستنزفة معدلات نجاحٍ مرتفعة بصورةٍ شاملة. إذا كان الأمر كذلك، يبدو أنّ قوة الإرادة يمكن أن تُطوَّع لتبقى في تركيزٍ.
كيف تتغلب على الملهيات وتطوِّر إنتاجيتك؟
– اعرف نفسك :
عندما تحاول التغلب على الملهيات، تكون عقبتك الأعظم هي أننا – أو جزء “القرد الغبيّ”منا – لا نفهم دومًا العلاقة بين “أنا الحاليّ” و “أنا المستقبليّ”. ليس من الغريب أن “أنا الحالي” يترك المهام الأصعب للرجل الآخر، “أنا المستقبلي”.
المشكلة هي أننا نميل لاعتبار الوقت اللاحق كمكانٍ مثاليّ. حيث كل شيء مثالي، ولا فراغ بين ما نريد وما نفعله فعليًا لنحصل عليه.
اكتشفت النقاط التي كتبها جيمس ألتوشير أن هذه الفجوة تمثّل كل أعذارنا. سأفعلها لاحقًا، أنا تعِب الآن، لست بارعًا كفايةً على أي حال – فقط اكتب ورقيًا ما يمنعك من تحقيق أي شيء تريده حقًا. كل عذرٍ يساعدك في تعلم المزيد عن نفسك، وهذا السبب في كون هذه الأعذار خارطتك التي تنقلك من “هنا” إلى “هناك”.
– كن خبيرًا تكتيكيًا حكيمًا :
حسنًا، كيف تساعدنا كل تلك المعلومات في التوقف عن الانجذاب لكل شيءٍ باستثناء العمل؟ مفتاح الإنتاجية هو تمالك النفس والتهذّب. يبدو الأمر مُبهمًا للغاية ومألوفًا جدًا ومخيّب للآمال، صحيح؟ الغموض هو ما يمنعنا من اتخاذ أي خطواتٍ تقدُّمية، لذا اختر التكتيكات بخطواتٍ بسيطة:
- طوِّر عادة التخطيط. اصنع قائمة مهامٍ صالحة ليوم، أو أسبوع أو أي مدة زمنية أخرى. كلما زادت التفاصيل، كان الأمر أفضل. اختزِل كل مهمة إلى مهامٍ فرعية صغيرة. بهذه الوسيلة، لن تبدو صعبة التحقيق، ورؤية التقدم الصغير ستُحثّك على فعل المزيد.
- تقَفَّ قدر الوقت الذي أمضيته فيما تفعله. استعمل برنامجًا لتتبع الوقت لتسجيل الوقت الذي استغرقته في مهامك، وربّما رؤية كم تستغرق باندهاشٍ لتصنع روتينًا بسيطًا تُنجز فيه الأمور.
- افهم العلاقة بين “الحاضر” و “الوقت اللاحق”. اهزم نقاط ضعفك عبر إدراك أن قرارات اليوم ستؤثر على شخصيتك المستقبلية. لذا، اجعل نسختك من “أنا المستقبلي” تتعامل مع اختيارات اليوم الصحيحة والصحيّة، ولا تسمح لها بتدمير جهودك.
- انظر إلى أعذارك وشاهد ما يمنعك من أن تكون ناجحًا أكثر. في كل مرةٍ يتشتت فيها انتباهك، اسأل نفسك؛ “لماذا أشاهد هذا الفيديو؟ لماذا أتصفح بريدي الإلكتروني ثانيةً؟ ماذا سيحدث لو قرأت تعليقات الفيسبوك تلك لاحقًا؟” ستساعدك الأجوبة في إدراك ما الذي يشكّل عائقًا عند محاولتك لمقاومة الإلهاءات.
الخلاصة :
أهمّ أمرٍ هو تذكُّر أنه لا يمكن للسِّحر أن يساعدك في الابتعاد عن المُلهيات. ومع ذلك، ففهم هذه الأسباب سيساعدك كثيرًا. اتخذ خطواتٍ صغيرة وثابتة لتطوير ضبطك لذاتك وتمرين قوة إرادتك واعتماد عادات التركيز.
هل تحتاج ما يحمّسك أكثر لتتغلب على الملهيات؟ شاهد “تجربة المترجم محمد ديوب” في التغلب على المُلهيات وإيقافه جميع الإشعارات لمدة أسبوع.
add تابِعني remove_red_eye 231,141
كيف تتغلب على الملهيات والمشتتات ؟ هذا المقال يرشدك
link https://ziid.net/?p=14526