كيف ترسم طريقًا واضحًا لحياتك؟ [من تجربتي الشخصية]
طريق الحياة طويلٌ وصعب وتواجهنا فيه بعض العقبات فنسقط لنقف مجددًا، بعض الخطوات والتعلم من الأخطاء يساعدنا في رسم طريق واضح لحياتنا
طريق الحياة طويلٌ وصعب وتواجهنا فيه بعض العقبات فنسقط لنقف مجددًا، بعض الخطوات والتعلم من الأخطاء يساعدنا في رسم طريق واضح لحياتنا
add تابِعني remove_red_eye 4,470
سنوات من عمري قضيتها وأنا أبحث عن إجابة لهذا السؤال، ماذا أحتاج لأنطلق؟ وكيف لي أن أعرف الطريق الصحيح؟ وماذا سأفعل إن خرجت عنه وكيف سأعود إليه؟ وغيرها من الأسئلة التي أعرف أنها كمّ الهموم التي نحملها على عاتقنا بسببها، وكم مرة جعلتنا نتذوق جحيم التفكير، وربما هي فرصتي لأشاركك خبرتي في تجاوز تلك المطبّات والعثرات، وهي دعوة لك منّي لمحاولة النهوض ومجاوزة هذه الهوّة والتخلص من بعض القيود التي تسيطر علينا، إنها طرق للنجاة ربما تناسبك وربما نختلف في بعضها، فخُذ منها ما يناسبك، وأرجو أن تنزل بردًا وسلامًا على قلبك.
في البداية دعوني أروي لكم قصة قرأتها في كتاب لإبراهيم الفقي -رحمه الله- فحواها: رجل من كثرة تجاربه وخبراته أصبح حكيم قريته، وصار أهل منطقته يستشيرونه في أمورهم حتى أولياء الأمر في المنطقة، اتخذ بيتًا عند أعلى الجبل ليتسنى له التأمل وصفاء الذهن، وكان بعض الأطفال ممن يلهون بالقرب من منزله يزورونه ويتبارون في طرح الأسئلة الصعبة عليه، لكنه في كل مرة دون جهد يجيبهم بإجاباتٍ صحيحة، وفي مرة اتفقوا على أن يعرضوا عليه سؤالًا لا يستطيع حلّه، فأمسك أكبرهم ويسمى “رام” بطائر وقال لهم: “سنذهب إليه ونسأله هل هذا الطائر حي أم ميت، فإن قال هو حي قتلته، وإن قال هو ميت أطلقته، وبذا نكون قد تغلّبنا عليه” فذهبوا إليه ورام يمسك بالطائر بين كفيه ثم قال له ما اتفقوا عليه، فلما سمع الحكيم قولهم عرف خطتهم فابتسم ثم قال: “الأمر بين يديك يا رام” وانتهت القصة.
لكن الشاهد في الأمر هو إجابة الحكيم، فأحلامنا هي بمثابة ذلك الطائر، ومصيرها بين أيدينا فنحن من يطلقها ونحن من يقتلها، انتبه لهذه الجملة “أنت سيد مصيرك” يجب أن تجعلها عقيدةً لديك، فأنت من تقود دفّة حياتك، أنت من تقرر أن تظل على الشاطئ أم تنطلق، أنت من يمتلك زمام الأمور، حرية الاختيار هي نعمةٌ الله على البشر، كما هي تكليف أيضًا، فسعادتنا ونجاحنا هي مسؤوليتنا الخاصة، فصحيح أنها أرزاق من الله، وما هي في الحقيقة إلا أسباب، لكن تذكر أن بها نحصل على توفيق الله، واعلم أنه بقدر سعيك ستكون جائزتك، فانهض وانزع عنك ثوب العجز والكسل فأنت تستطيع أن تفعل الكثير.
إن إلقاء اللوم على الآخرين ما هو إلا وسيلة للتهرب من المسؤولية وعدم الاعتراف بالتقصير، إنها ذريعة نلجأ إليها لنرضي ضميرنا الذي لا يكفّ عن تأنيبنا، لكننا نعلم في عميق أنفسنا أننا فقط نحاول التملص من المسؤولية ومواجهة الحقيقة ليس أكثر، لا أُنكر أن المحيط حولنا يحاول أن يرضخنا حتى نستسلم، لكننا نستطيع أن نردّ كيده ولو بشق الأنفس، اسمعني جيدًا، أظن أن الوقت قد حان لمواجهة الحقيقة، لنعترف أننا قد أخطأنا بل وقصّرنا كذلك، ما العيب في ذلك فنحن بشر ولسنا ملائكة، صدقني وخز الضمير الذي تشعر به لن يزول إلا بمواجهة الحقيقة، وخذها قاعدة: كلما أخطأت لا تهرب وكن شجاعًا، اعترف بخطئك ثم صحّحه، وهكذا ستعيش حياتك وأنت مرتاح الضمير، وتذكر ليس في الهروب نجاة.
إذا استطعت أن تحلم فهذا يعني أنك تملك القدرة لتحقيق هذا الحلم، لكن إن كانت لديك المسؤولية والشجاعة الكافيتين لفعل ذلك، أنت لا تحتاج إلا أن تفعل ما يلزم للوصول، أن تدافع من أجل ما تؤمن، أن تسير طريقك ولو لم يرافقك أحد، وعندما تنجح كن فخورًا بنفسك، وقدّر إنجازاتك، وتذكر أن قيمة الأشخاص تأتي من حجم المسؤولية التي يتحمّلونها.
إياك أن تظن أن الانطلاق يعني الاستمرار، فالانطلاق يكون بتبنّيك لأفكارك وقواعد ثابتة تكون بمثابة خارطة طريق أو نهج حياة، وكذلك ستساعدك على الرجوع إلى الطريق الصحيح إذا انحرفت عنه، اسمعها مني الآن لكي لا تنصدم فيما بعد، في طريقك هذا ستمر بأوقات صعبة، ستظن أنها النهاية، ربما تفقد الأمل، ربما تشك في نفسك لكن هذا حتمًا لن يدوم، ستسقط مرارًا، لكن كلما أسقطتك الحياة اعتبر هذا السقوط مجرد فترة استراحة، ثم انهض بعده لتواصل طريقك بعزمٍ أقوى وإصرارٍ أكبر، وتذكر أنك في هذه الحياة عبارة عن مسافر، فهل سمعت أن مسافرًا أكمل الطريق بدون فترة راحة؟
النجاح والسعادة شيئان لا يفترقان أبدًا، لكي تنجح وتسعد يجب أن تعرف لماذا أنت موجود هنا على سطح هذه الأرض، ولكي تفهم معنى الكلمتين عليك أن تعلم أنهما لا يمثلان نقطة وصول أو نقطة نهاية، فالنجاح والسعادة في الحقيقة طريقة حياة أو طريق حياة، أن تكون ناجحًا يعني أن تكون في تقدم وتطور مستمرّين، أن تحاول التحسين من نفسك في كل يوم، والسعادة أن تستمتع بخطواتك الصغيرة في طريق النجاح، فمستحيل أن تدّخر سعادتك في لحظة وصول لشيءٍ معين، السعادة أن تحاول إسعاد من هم حولك، وتذكر أن السعادة تكون في التفاصيل الصغيرة التي لا نُلقي لها بالًا، والنجاح في كل خطوة في طريق التحسّن والتقدم.
“الشيطان والدنيا عدوّان خارجان عنك، والنفس عدوٌّ من الداخل” تُبيّن لنا هذه المقولة كم أن نفوسنا أخطر علينا ممن هم حولنا، ففي طريقك نحو النجاح ستوسوس لك نفسك كثيرًا، ستزيّن لك الراحة، ستحاول تعطيلك، فإن لم تكن قويًا وحاسمًا معها حتمًا لن تحقق شيئًا في حياتك، إذا رأيت السبيل فلا تفكر في غير المسير، واعلم أنها نفسك وأنت من تقودها للخير، حتى لا تقودك للشر.
الآن أعتقد أن الطريق قد بدأت تتضح ملامحه، وقد زال بعض الضباب الذي يغشّيه، فلم يبقَ غير سيرك عليه، لكن اعلم أن طريقك يجب ألا يرسمه لك غيرك، لا تتبع سُبل غيرك وكن مستقلًا، استفد من تجاربهم وخبراتهم لكن لا تكن تابعًا لأحد، فإذا ارتفعت أصوات المشككين من حولك أغمض عينيك عنهم واهمس لنفسك: {سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين}، احلم كثيرًا.. آمن بالوصول، ولا تنسَ بعد أن تُحقق أحلامك وتصل لما تريد أن تقول: {هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا}.
يا صديقي الإيمان أول الحقيقة.
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
add تابِعني remove_red_eye 4,470
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
مرحباً!
اكتملت 10 مقالات، ويبدو أن الفرصة قد حانت لنكون أصدقاء! عليك التسجيل وعلينا توفير تجربة قراءة فريدة.
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
link https://ziid.net/?p=24800