كيف أتخلص من غضبي المستمر: طرق بسيطة تساعدك على التحكم في الغضب

كلنا نعرف ما هو الغضب، ونشعرنا به بين الفينة والأخرى، لكن ما لا نعرفه هو أن الغضب عاطفة إنسانية طبيعية وصحية تمامًا، ولكن عندما يخرج عن نطاق السيطرة يصبح مدمرًا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جمة سواء في العمل، أو في علاقاتك الشخصية أو في حياتك بشكل عام.

يهدف هذا المقال إلى مساعدتك في فهم الغضب والسيطرة عليه.

هذا ما سيتركه الغضب على صحتك ونفسية أطفالك

عندما نغضب يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما ترتفع مستويات هرمونات الطاقة والأدرينالين والنورادرينالين. يختلف الناس في التعامل مع الغضب ولكن هناك ثلاث طرق رئيسية يتبعها الناس عند الغضب وهي: إما التعبير عنه، أو قمع وكبت تلك المشاعر، أو يقومون بتهدئة أنفسهم ويسيطرون على غضبهم.

أما كبت مشاعر الغضب فهو ليس حلًّا؛ لأنه يزيد شعورك بالحنق ويعمل على تراكم مشاعر الغضب التي قد تنفجر في أيّ موقف عابر. عبر عن مشاعرك الغاضبة بطريقة حازمة -وليست عدوانية- وبدون إيذاء الآخرين، هذه هي الطريقة الأصح للتعبير عن الغضب، أن تكون حازمًا يعني أن تحترم نفسك والآخرين.

كيف أتغلب على الشعور بالغضب؟

1. الاسترخاء

جرّب طرق الاسترخاء البسيطة، مثل التنفس العميق والاسترخاء، يمكن أن تساعد في تهدئة المشاعر الغاضبة. هناك كتب ودورات تدريبية يمكن أن تعلمك تقنيات الاسترخاء، وبمجرد أن تتعلم التقنيات، يمكنك الاستعانة بها في أيّ موقف.

بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك تجربتها

• تنفس بعمق وكرر ببطء كلمة أو عبارة تساعدك على تهدئة الغضب مثل: “استرخي”، “خذ الأمور ببساطة” كرر ذلك لنفسك أثناء التنفس بعمق.
• التمارين الرياضية غير الشاقة والبطيئة يمكن أن تريح عضلاتك وتجعلك تشعر بالهدوء.
• تعلم كيفية استخدام هذه التقنيات تلقائيًّا عندما تكون في موقف يجعلك تشعر بالتوتر.
• يمكنك قضاء بعض الوقت في القيام بشيء تستمتع به، سواء كان ذلك المشي في الحديقة، أو قراءة كتاب، أو الاستماع إلى الموسيقى. يمكنك أيضًا تجربة تطبيق مثل (ReachOut Breathe) لمساعدتك على الاسترخاء.

2.غيّر طريقة تفكيرك

يميل الأشخاص الغاضبون إلى التحدث بصوت عالٍ أو صبّ اللعنات على أشخاص آخرين أو حتى على الموقف نفسه، لأنهم يتحدثون بعبارات تعكس أفكارهم الداخلية. عندما تكون غاضبًا، فقد لا تشعر بأنك تضخم الأمور.
حاول استبدال هذه الأفكار بأفكار أكثر عقلانية، على سبيل المثال، بدلًا من إخبار نفسك “أوه ، إنه أمر مُروِّع، إنه أمر فظيع، كل شيء تم تدميره” أخبر نفسك “إنه أمر محبط، وأنا مستاء من ذلك، لكنه ليس نهاية العالم والغضب لن يصلح الأمر على أي حال”.

كن حذرًا من استخدام أيّ عبارات مسيئة، فهي تنفِّر وتُهين الأشخاص الذين قد يكونون على استعداد للعمل معك للتوصل إلى حلّ، وقد تجعلهم يشعرون أنك تبالغ وأنّ غضبك بلا مبرر.

النصيحة الذهبية التي تجعلك تتعامل مع الأمور بحكمة وأنت في حالة غضب أن تُذكّر نفسك بأن الغضب لن يؤدي إلى إصلاح أيّ شيء، ولن يجعلك تشعر بتحسن (بل قد يجعل الأمور أسوأ).

اقرأ أيضًا: 8 طرق يستخدمها جسدك كتعبير عن مشاعرك الحقيقية

3.اهدأ أولًا ثم فكر في الحلّ

في بعض الأحيان ينجم غضبنا وإحباطنا عن مشاكل حقيقية لا مفر منها في حياتنا. فليس كل الغضب في غير محله، وغالبًا ما يكون استجابة طبيعية وصحية لهذه الصعوبات.
هناك اعتقاد شائع مفاده أن كل مشكلة لها حلّ، وهذا قد يزيد من إحباطنا؛ لأننا نعلم أن هذا ليس هو الحال دائمًا! فبعض المشكلات قد تكون معقدة وتستلزم التأني في التفكير، أفضل طريقة للتعامل مع المشكلات في البداية ليس التركيز على إيجاد الحل، بل على الطريقة التي تتعامل بها مع المشكلة وتواجهها.

بعد ذلك ضع خطة لحلّ المشكلة واعقد العزم على بذل ما في وسعك، ولكن لا تَلُمْ نفسك إذا لم تحل الشكلة فورًا، طالما أنك قمت بمحاولة جادة لمواجهتها.

4.تعلم مهارات التواصل

يصعب على الأشخاص الغاضبين التوصل إلى استنتاجات منطقية، لذلك أول شيء يجب فعله إذا كنت في نقاش حادّ مع أحد الأشخاص هو منح إجاباتك بعض التفكير: لا تقلْ أول ما يتبادر إلى رأسك، لكن تمهل وفكر مليًّا فيما تريد قوله وفي الوقت نفسه استمع جيدًا لما يقوله الشخص الآخر وخذ وقتك قبل الرد؛ لأن الحفاظ على رباطة جأشك تمنع الموقف من أن يغدو كارثيًّا.

[كيف تنمي مهاراتك في التواصل؟]

5.ابتعد عن الموقف حتى تستعيد هدوئك

عندما تشعر بالغضب حيال شيء ما بطريقة تجعلك تستشيط غضبًا، حينها يكون من المستحيل تقريبًا التعامل مع الموقف بطريقة مثمرة أو مفيدة.
فقط ابتعد عن الموقف لفترة من الوقت وستتعامل معها بشكل أفضل عندما يشعر الجميع -بمن فيهم- أنت بالهدوء.

6.تحدث مع شخص تثق فيه

التحدث مع شخص تثق به حول شعورك يمكن أن يخفف من توترك وشعورك بالضيق، ولكن تأكد من أنك اخترت الشخص الصحيح فبعض الأشخاص قد يجلب التحدث إليهم مزيدًا من المشكلات، اختر الشخص الذي يتصفّ بالحكمة والرزانة.

[كتاب (I Hear You) – السر البسيط والمدهش للعلاقات الاستثنائية!]