كيف تكتشف موهبتك وتنميها (تجربة شخصية)
المواهب هي الهبات التي يمنحها لنا الله والتي تميزنا عن الآخرين،ولكن الموهبة لن تبرز من تلقاء نفسها، يجب أن تبحث عنها وتنميها بنفسك
add تابِعني remove_red_eye 62,056
حينما بدأت النشر على زِد جاءتني التساؤلات حول منذ متى أكتب، وكيف طورت موهبتي في الكتابة، وكيف يكتشف الإنسان مواهبة، وهل لكل إنسان موهبة أم أنها هبة للبعض دون البعض، الكثير من التساؤلات الرائعة والملهمة والتي حثتني على كتابة هذا الموضوع، فأنا اكتشفت موهبة الكتابة بالصدفة البحتة، حينما نقدت نص لأنه لم يعجبني، فقالت لي صديقة هات ما عندك إن كان أفضل.
فعزمت على كتابة الشعر، أما كتابة القصص فمن وجهتني إليها هي أختي الكبرى، لأنني كنت أقص حكايات مجنونة عليهم بالبيت ولا أكف عن التخيل، يومها أخذتني من يدي وجعلتني أمليها الحكاية ودونتها في دفتر مزين بالورد، كان ذلك في طفولتي لم أكن أعرف بعد ما هي الموهبة وكيف أنميها، فقط كنت أفعل ما يسعد قلبي وما أشعر أنني أُبلي فيه بلاءً حسنًا حتى حدثتنا المعلمة عن الهوايات والمهارات، حينها بدأت رحلة البحث عن تنمية الموهبة.
كيف عرفت أن الكتابة موهبتي؟
برايان تريسي: (أضخم الأصول التي يمكنك الاستثمار فيها على الإطلاق موجود بين أذنيك)%0A&&url=https://ziid.net/?p=64127&via=ziidnet">يقول برايان تريسي: (أضخم الأصول التي يمكنك الاستثمار فيها على الإطلاق موجود بين أذنيك). قبل أن أشرع في تنمية موهبتي كان يجب أن أتأكد أنها موهبتي بالفعل، لا مجرد شغف عارض يمكنه أن يزول، قمت بمراقبة نفسي: هل أكتب لأنني أشعر بالملل؟ أم أكتب لأنني أريد تقليد أحد أو محاكاة أسلوبه؟ أو حتى أكتب لأنني أريد أن أصبح مشهورة ويعرفني الناس؟
في الواقع، ليست أيًا من تلك الأسباب.. كنت أكتب لأنني أريد الكتابة، لا شيء آخر بل أرتاح حينما أكتب، أشعر أنني شخصية مُنتجة وسعيدة، أشعر بالإنجاز حالما أنتهي.
حينما فكرت في أكثر الشخصيات إلهامًا لي على الإطلاق كانت الشخصية هي الكاتب الكبير “نجيب محفوظ” كم تمنيت أن أكون مثله، على الرغم من أنني أعرف أنه من الصعب الوصول إلى هناك إلا أنني كنت دائمًا أبحث عنه وأقتفي أثره وأبحث عن أخباره، وأشاهد واستمع للمسلسلات الدرامية والإذاعية التي اقتبست من رواياته.
كم من الأوقات مرّت وأنا لم أشعر بنفسي ولا بالوقت بينما أدوّن قصة أو حكاية، قد تمر ساعة وأنا أبحث عن التعبير المناسب، أغير البداية، أعدل السرد، أو حتى أفاضل بين كلمتين. لكنني لم أشعر أبدًا، أن ذلك وقت ضائع أو جهد بلا طائل، أحيانًا كنت أشعر بالملل (لن أكذب في ذلك!)، لكنه كان مللًا عارضًا لا يدوم، لكن الشغف كان يغلبه.
ما الهدية المفضلة لي؟ ما الهدية التي سأطير بها فرحًا؟ في ماذا أنفق كل نقودي دون أن أشعر بأنها بلا فائدة؟ الإجابة دائمًا كانت الكتب، أحببت قراءة الكتب، وشرائها واستعارتها حينما لا أتمكن من شراء الكتاب.
لذلك يمكنني القول أنك إذا أردت أن تكتشف موهبتك عليك أن تسأل نفسك أربعة أسئلة:
- هل تحب أن تفعل ذلك؟
- هل الأشخاص الذين تتخذهم قدوة أعلام في ذلك المجال؟
- هل تشعر بالملل وأنت تمارس موهبتك، أم أن الملل لا يزول إلا مؤخرًا؟
- على أيّ شيء تنفق أموالك؟
كيف قمت بتنمية موهبتي؟
1- التمرن
يقول مارك توين: (ليس هناك ما يعجز التمرين عن أدائه، ليس هناك ما لا يستطيع تجاوزه، إذ يستطيع أن يحوّل الأخلاق السيئة إلى حسنة، كما يمكنه أن ينسف المبادئ السيئة ويخلق مبادئ حسنة، إنه يستطيع أن يرفع من مستوى البشر حيث يصلون إلى أعلى مستوى يمكن للإنسان أن يصل إليه). لم أصل لمستوى الكتابة يوميًا منذ أول مرة اكتشفت موهبتي فيها، لأنني كنت أنشغل في دراستي.
لكنني ومنذ ثلاثة أعوام أكتب بشكلٍ شبه يومي، أكتب كل نوع يخطر على بالي، لا أؤجل فكرة، لا أبعد مجالًا عن ناظري إذا جاءت الكتابة فأهلًا بها وسهلًا، كما أنني أحتفظ بنماذج ما كتبت وأعود إلى الماضي فألاحظ الفارق الكبير الذي أحدثه التمرين في كتاباتي، وحينما يحاصرني الخوف ويشعرني أنني لن أتمكن من الكتابة والتعبير كما يجب، أذكر نفسي أن من يقف على الشاطئ لن يتعلم السباحة، بل يجب أن ينزل المياه وأن تلطمه الأمواج، حينها فقط يمكنه تعلم السباحة.
من المهم أيضًا أن يعرف من يريد أن يكتب نوعًا ما، يجب أن يكتب ذلك النوع، فلا تمرن على الشعر بكتابة القصة، ولا تمرن على الرواية بكتابة الشعر، بل يجب أن تكتب ما تود إتقانه.
2- التَّعلم
التمرن جيد لكن التعلم هو ما يثقل مهاراتك بالفعل، التعلم كان عن طريق كتب التقنيات.
3- تجارب الكتاب
من الأمور التي أفادتني في تنمية موهبة الكتابة، الكتب التي تحكي سير الكتاب وحواراتهم، وتجاربهم في الكتابة مثل كتاب “حياة الكتابة” أو كتاب”لماذا نكتب”، فمن الجميل أن تجد أن أولئك الكتاب يمرّون بما تمر به، الصعوبات التي تواجهها الآن هي المصاعب التي واجهتهم.
4- لا تنتظر النتيجة
قد يرى البعض أن تلك النقطة خطأ، ولكن في الحقيقة أنك حينما تنتظر نتيجة لموهبتك نتيجة ملموسة مثل نشر الكتابات، أو حتى أن يعرفك الناس ستصاب بالإحباط. لقد أصبت بالإحباط وتوقفت عن الكتابة لعام لأنني وجدت الجميع ينشرون كتاباتهم، والتي كانت أحيانًا أقلّ من كتاباتي، ولكنني حينما توقفت عن النظر حولي، إلى ما وصل إليه غيري من الناس، عدت للاستمتاع بممارسة موهبتي.
المواهب ليست وظائف لا تنتظر نتيجة سريعة، إنها رحلة قد لا تسفر عن شيء وقد تسفر عن كل شيء، لذلك لا تتعجل بل استمتع برحلة السعي.
5- أعط موهبتك حقها
لا يمر يوم دون أن أكتب نصًّا أو أضيف جملة، على الأقل وحينما لا يتثنى لي أن أكتب، أصيغ أحداث يومي في عقلي باللغة العربية، أكتب دون أن أكتب.
في النهاية يجب أن تعرف أن المواهب عدة، لا تقتصر على الكتابة والفن، بل المواهب عدة ومختلفة، فقد تكون موهبتك أنك مستمع جيد تجيد الإصغاء وتقديم الحلول لمن حولك، أو ربما تجيد الطهي وكما تقول صوفيا لورين “العنصر الذي لا غنى عنه في جميع الأطعمة الجيدة التي تطهى في المنزل هو: حب أولئك الذين تطهي لهم الطعام” فتقدم أشهى الأطباق لمن تحبهم، وقد تكون موهبتك هي إجادة التأقلم مع الظروف المحيطة بك وسرعة التكيف، فالموهبة هي أيّ شيء تجيد فعله، وتحب أن تفعله.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 62,056
لكل منّا موهبة، رزقه الله، كانت موهبتي الكتابة منذ طفولتي فكيف حافظت عليها؟
link https://ziid.net/?p=64127