كيف تتغلب على إحباط رفضك في مقابلة العمل؟
الرفض في مقابلة عمل ليست نهاية، يمكنك أن تجعلها بداية جديدة وحافزًا أكثر للنجاح والتقدم للأمام من خلال بعض الخطوات البسيطة
add تابِعني remove_red_eye 11,872
يمكن أن يكون التعرض للرفض بعد مقابلة العمل واحدًا من أسوء المواقف التي قد تتعرض لها، وما ينتج عنه من مشاعر يمكن أن تكون سلبية جدًّا بحيث تصيبك بالشلل والإحباط الشديد، نمر جميعًا بمثل هذه المواقف عدة مرات في حياتنا، ونظرًا لأن كل شخص فينا حساس بدرجة معينة تجاه الأمر، فيمكن أن يمر بعضنا بعد الرفض بحزن وضيق لمدة يوم أو بضعة ساعات، ويمكن أن يمر بعضنا بحزن وفقدان أمل ويأس لفترة من الوقت.
كيف تتغلب على إحباط الرفض في مقابلة العمل؟
هل تظن أنك الوحيد الذي تم رفضه في مقابلة العمل؟ لقد تقدم (5000) شخص غيرك للمقابلة وتم اختيار (1) أو (2) فقط منهم، هل تظن أن الـ (4999) أو الـ (4998) شخصًا الآخرون –والذي تعد أنت منهم– كلهم سيئون، لا يمتلكون مواهب أو قدرات؟ بالطبع لا، الأمر لا يتم احتسابه بهذه الطريقة على الإطلاق، لذا عند الرفض في مقابلة عمل بعد ذلك تذكر الأمور التي سأقولها لك الآن جيدًا، لأنها ساعدتني على تخطي أزمة الرفض.
#1 لا تأخذ الأمر على محمل شخصي
لماذا تأخذ رفضك في وظيفة ما على محمل شخصي، إنهم لم يرفضوك لأنك شخص سيء أو شخصية تعاني من النقص، هذا عمل، ويمكن أن تكون جيدًا للغاية، لكن هناك شخص تفوق عليك في شيء صغير جدًّا، وهذا الشيء تحديدًا هو ما تحتاجه الشركة، يمكن أيضًا أن تكون مهاراتك مساوية لمهارات الشخص الي اجتاز المقابلة، لأنهم ولسبب لا يعلمونه أخذوه هو لا أنت، هذا هو النصيب، هذه الوظيفة مقدرة لهذا الشخص دونك حتى لو كانت مهاراتك مساوية له.
أتذكر أني في بداية مسيرتي المهنية أني كنت أشعر بأن رفضي في مقابلة ما شخصيًّا وأشعر بإحباط شديد، وأسأل نفسي: هل شخصيتي تعاني حقًّا من قصور ما؟ هل أنا لهذه الدرجة لست كفؤًا؟ وغيرها من الأسئلة السوداوية المحبطة، حتى اكتشفت أن مثلي وأفضل مني قد تم رفضه العديد من المرات، بل اكتشفت أن هناك أشخاصًا إمكانياتهم أعلى من الإمكانيات المطلوبة في الوظيفة وقد تم رفضهم أيضًا، وسبب هذا هو ما سنتطرق له تاليًا.
#2 ربما متطلباتك وقدراتك أعلى من إمكانيات الشركة
تقدمت منذ فترة قريبة لوظيفة عمل عن بعد في أحد المواقع الشهيرة جدًّا في الوطن العربي، وعندما قرأت متطلبات الوظيفة أعجبت بها وقلت إني أريد في هذا الوقت وظيفة ثابتة ودوام كامل من المنزل لكي أستطيع مواكبة التزاماتي، وحينما قرأت نظام الشركة وقوانينها جن عقلي، لأنهم قاموا بوضع نظام وقوانين رائعة جدًّا لا يضعها أي موقع آخر يعمل عن بعد، أعجبني أنهم يضعون زيادة سنوية (10) بالمائة على الراتب، وأنهم يحددون إجازة رسمية يومين أسبوعيًّا، كما طار عقلي من نظام الإجازات لديهم، إنهم يراعون كل شيء، إجازات الأمومة والولادة، إجازات سنوية، إجازات مرضية، إجازات طارئة، أعجبني أنهم يهتمون بحقوق موظفيهم
تواصلت معي مسئولة الموارد البشرية وحددت معي موعد للقيام بمقابلة عبر برنامج (ZOOM) الشهير، وانتظرت المقابلة بفارغ الصبر، وكانت في الواقع مقابلة جيدة وكانت المسئولة متفهمة وساعدتني على التحدث بهدوء والتقليل من توتري، وفي النهاية قالت: إنه سيتم الرد علي بعد الانتهاء من مقابلات كافة المتقدمين المتبقيين، ومن ثَمّ سيتم التواصل معي وإبلاغي بالقبول أو الرفض، في الواقع شعرت أثناء حديثي معها أني سأجتاز المقابلة، وقد كبر الحلم في قلبي، وبعد أيام من الانتظار بفارغ الصبر تم إرسال رسالة إلكترونية مفادها أنه ومع الأسف لم يتم اختياري هذه المرة، وتمنيات بالنجاح والتوفيق لي في حياتي.
لن أخفي الأمر، شعرت بغصة في حلقي وحزنت كثيرًا، ترى هل ما العيب الذي لدي، ما مشكلتي، ما الخطأ الذي قمت به، ولم أشعر بنفسي إلا وأني أرسل رسالة إلكترونية لمسئولة الموارد البشرية أشكرها على المقابلة الجيدة، وأسألها عن سبب الرفض حتى لو كان هناك عيب أو مشكلة ما أعمل عليها، فردت علي أنها سعيدة بالتعرف علي على المستوى الشخصي، وأن سبب الرفض لم يكن لأي قصور لدي، بل إن المتقدمين كان عددهم كبير جدًا وبالتالي المنافسة كانت شرسة.
وفهمت من حديثها أن العرض الأفضل للشركة هو ما تم اختياره، حينها تذكرت أني وضعت راتبًا شهريًّا عندما سألتني عن الراتب المتوقع ربما وضع غيري أقل منه بكثير، لأن أغلب الأشخاص ترضى بأقل مما تستحق مع الأسف، واكتشفت حينها أن متطلباتي أنا هي التي لم تناسب الشركة، وليس عيبًا أو قصورًا لدي.
#3 هذه ليست الوظيفة الأخيرة في العالم
هل هذه أول وظيفة تقدم عليها في حياتك؟ تأكد أنك ستقدم على مئات الوظائف بعدها، إنها ليست آخر وظيفة في العالم، والفرصة التي تذهب لم تكن لك، وستأتي غيرها، تأكد من أن العالم ممتلئ بالفرص، وما أصابك ما كان ليفوتك أبدًا، وما فاتك لم يكن بمصيبك مهما فعلت، في الواقع عندما كنت أتلقى رفضًا من عمل ما كنت أقدم على (10) وظائف أخرى، كان هذا حافزًا لي للبحث أكثر، لذا ثِقْ أن هذه الوظيفة ليست الأفضل أو ليست الوحيدة في العالم، ستجد الكثير من الفرص بالسعي والإصرار.
#4 الرفض حافز للتطور والتقدم للأمام
يجب أن تضع شيئًا مهمًا آخر في ذهنك عند الرفض في مقابلة عمل، أن هذا الرفض لا يجب أن يكون سببًا يعيقك على المواصلة، بل يجب أن يكون سببًا يدفعك للأمام، سببًا لتتعلم وتتطور أكثر، يمكن أن يكون سبب رفضك أن هناك مهارة معينة لا تمتلكها، أو تمتلكها بصورة متواضعة ويجب عليك تحسينها، ضع يدك على نقطة الضعف وطورها وعززها، إذا كانت لغتك الأجنبية متوسطة قم بالعمل على هذا الضعف وحسن منها وتقدم مرة أخرى لهذه الوظيفة أو وظائف مشابهة لها، إذا كانت المشكلة في مهارات الكمبيوتر خذ دورة وحسن مهاراتك، وإذا كانت المشكلة في مهارات التواصل فعزز ذلك من خلال الدورات أو من خلال الدخول في مقابلات عمل كثير لكي تكتسب مهارة التواصل والحديث، لا تجعل شيء يعيقك.
أتذكر أني في في مشواري المهني – حينها كنت أعمل في مجال السكرتارية ومن ثم المبيعات – قررت أن أغير مجال عملي، حينها كنت أريد عملًا عن بعد، وبحثت داخل ذاتي عما يمكنني عمله وما هي مهاراتي فوجدت أنها الكتابة، لطالما كنت أحب الكتابة وأخط الكثير من الخواطر، فبدأت بالبحث عن هذا المجال، وعرفت أن هناك مجالًا يدعى كتابة المحتوى، تقدمت على العمل في وظيفة في موقع ناشئ، وكان صاحب الموقع له فضل كبير عليّ، حيث عرض عليّ تعليمي وأنا قبلت، وبالطبع كان المبلغ الذي أتلقاه قليلًا، لكني كنت أريد التعلم، بعد التعلم عملت قليلًا معه ثم توقف موقعه لعدم القدرة على التمويل، وبدأت في البحث عن موقع آخر، وكان حظي أن هناك موقعًا كبيرًا يطلب محررات، فتقدمت وبدأت العمل معه وظللت معه حوالي (4) سنوات.
كما أني لم أكتف بمجال واحد للكتابة فيه، بل كنت أدخل في مجالات متنوعة، أقوم بالبحث والتعلم وأبدأ فيها، لأن هذا شغفي فلم أبخل على نفسي بالتطور والتعلم، بالطبع تم رفضي مرات وقبولي مرات، لكن كل مرة تم رفضي فيها كانت بمثابة فرصة أكبر لي لتعلم شيء جديد لم أكن أملكه.
للمزيد من الفائدة، اقرأ المقالات التالية:
add تابِعني remove_red_eye 11,872
link https://ziid.net/?p=69990