كيف أن السعادة تشبه الطمأنينة؟

في وَقْتِنَا الحَالي أصْبحت السعادة من المَفاهيم الغامضة التي لا يوصل إلى مفهومها الوَحيد وأيضًا قد يظن البعض أنه من الصعْب الوصول إليها ولهذا نَحن كَبشر تَتَغير مشاعِرنا وأفكارنَا ولا نشعر بالغبطة طوال الوقَت وكل ما أستطيع قوله أن السعادة هي الأشياء البسيطة التي نمتلكها ونقوم بها.

لو نَتفرع في مَفهوم السَعادة فلا نجد لها مَفْهومًا ثَابتًا فَهي تختلف من شخص إلى آخر حسب نمط عيشه وأحداث الحياة التي هو جزء منها ولربما يكون المَفهوم السابق مطابقًا لها وهذا لا ينطبق على الجميع طبعًا، قد تكون أشياء بسيطة مثل دَعوة الوالدين، رِضا الله، أقلام، كتب، نصوص، هاتف، مَال، نَجاح، سَفر، تَطور، تَغْيير وما إلى ذلك. 

يَعني أنَّ السَعادة ليست قرارًا يصْعب تَطْبيقه أو شعور يحالف فئة قليلة من النّاس بل هِي تلْمِس الإنسان إذا أراد ذلك وأن يَنظر إلى ما يَمْلك وليس ما لا يَمْلك ولربما سَعادتك لا تدوم لكثير من الوقت لأحد الأسباب الآتية في يومك: قد تلتقي بأشخاص سلبيين، محيط لا يدعم، أفكار سلبية، مَوت أعز الأشخاص إليك، انكسار، خيبات أمل، صَدَمات أو حتى يمكن أن تكون سعيدًا كأن تشاهد شروق وغروب الشَمس، تقوم بما تحب، تحقق مهَامك وأهدافك، تقرأ كتابًا، تَرسم أو تدون، تلعب مع أطفال صِغار، تَتأمل، تَسترخي وتقوم بِكل ما يرضيك ويغير من نفسيتك.

السعادة تشبه الطمأنينة عندما لا تعلق أمور حياتك بالسعادة وتَربطها بها مثلًا أن تقول سأكون سعيدًا عندما أنجح وبعدها إذا فَشلت تصبح حزينًا لهذا الطمأنينة هي أن تتوقع كل شيء ولا تَرْبط ما تقوم به مع السعادة لأنها ليست دائمة والطمأنينة شعور نابع من القلب عندما تتقبل كل شيء ولا تحزن اذا فقدت شيئًا ما، تتجاوز كل شيء وتعيش كل شيء لا تحاول أن تهرب مما حدث أو يحدث فقط لأنك لم تَشْعر بالسعادة.

وهنا نتطرق إلى الأشياء التي غالبا تحقق للإنسان السعادة في يومه

عش اللحظة

مهما كان الذي تقوم به أو ما ستقوم به، عندما تصلي عش اللحظة، عندما تشاهد شروق أو غروب الشمس عش ذلك، عندما تنهي مهامك عش ذلك، عندما تقرأ القرآن أو حتى تنجز ويكون يومك إنتاجيًّا عش ذلك، استمتع بكل لحظة تمر في حياتك ولا تهدرها.

الابتسامة

عندما تبتسم مع نفسك أو مع أي شخص غريب تلتقي به فذلك سيشعرك بالسعادة حقًّا لأنك ترسل وتستقبل الطاقة الإيجابية التي تجعلك تؤمن فعلًا أن السعادة تحالف الجميع.

كل شيء بسيط

الأشياء البسيطة التي لديك والتي عشتها، التي اشتريتها والتي ما زلت تحتفظ بها من طفولتك، صور أو ذكريات، حتى رسائل كتبتها لنفسك أو لغيرك تجعلك تذوق طعم السعادة.

تدوين يومياتك

جرب كل صباح وكل مساء أن تكتب في صفحات عن كل شيء تفكر فيه وتشعر به، اسمح لقلمك ولنفسك أن تكتب عن كل ما هو موجود بداخلك ولا تجعل لنفسك حدودًا بل انطلق ولا تتوقف.

تعرف على نفسك

لو تقوم بهذا كل يوم حاول أن تتعرف على جزء من نفسك وتجد ذلك، تتعلم كيف تتعامل مع مشاعرك وأفكارك، تتحكم في تصرفاتك وانفعالاتك وحتى درجات القلق والتوتر يجعلك تصدق فعلًا ما تراه من نفسك وتجد كل شيء واضحًا أمامك.

تدوين أهدافك وأحلامك

اسأل نفسك:

• ماذا أريد؟
• ما الذي أريد أن أحققه؟
• ما أهدافي؟
• كيف أريد أن أكون؟

فقط اكتب عن كل ما ترغب فيه نفسك أن تحققه وابدأ العمل على أهدافك وأحلامك، ضع لها خططًا وإستراتيجيات ولا تفلتها من بين يديك، لأنها هي من ستصنعك اليوم وغدًا.

الطمأنينة أَسْمى من السعادة وهذا لا يَعْني أنه مُحرم عليك أن تكون سعيدًا فقط اجعل الطمأنينة من الأشياء المهمة في حياتك ولا تتعلق كثيرًا بالسعادة لأنها تَزول وتختفي فقط اشعر بها كما هي.

إليك أيضًا

• كيف تستشعر السعادة عندما تكون محبَطًا؟
•  هل يشتري المال السعادة؟ إليك أسرار السعادة
• جبر الخواطر: أعظم عبادة تملك بها السعادة