كيف نتعامل مع التعليقات المحرجة؟
تغير أسلوب الناس وصار النصح والانتقاد بالسخرية الجارحة والمحرجة والتي قد تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والشعور بالتعاسة والحزن
add تابِعني remove_red_eye 13,690
ما هذا، لقد ازداد وزنك كثيرًا. لماذا لم تنجب بعد؟ هل ستظل عازبًا هكذا للأبد؟ دعنا نفرح بك. لماذا تأكل بهذه الطريقة؟ لماذا لا يشبه أصبعك هذا البقية؟ لماذا ابنك ليس جميلًا مثل والديه؟ يقولون إنّ هذا العلاج شديد المفعول، وقد يتسبب في إلحاق الضرر بك. هل حقًّا مرضك هذا مميت؟ لقد سمعت أنك فقدت عملك، كيف تعيش الآن؟ لماذا لا تبدل ملابسك القديمة تلك؟ كيف تعيش في هذا المكان؟
الكثير من الأسئلة والتعليقات مثل السابقة تدخل في قلب المرء، يمكننا تشبيه أثرها بالسهم الذي يدخل في أعماق أعماقنا ويتلف الحبال التي أوشكت على الانهيار وتحاول الصمود، لكن للأسف هناك من جاء وألقى بكلمةٍ غيرت كل شيء، والمطلوب هو الصمود، لأنه هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز هذه العقبة، وعلينا محاولة ترميم النفس من جديد، لكن للأسف حتى وإن قيلت الكلمة بحسن نية، فإنّ أثرها السيء يمتد، حتى بعد التخلص من هذه الضائقة، لا ينسى المرء كلمة جرحت مشاعره.
يشعر المرء وكأنّ كل القوى السلبية في الكون قد تجمعت لمحاربتهِ، وهنا يشعر بعدم الثقة في الآخرين، ينكمش على ذاته. إذا لم يكن قويًّا، فقد لا يستطيع الصمود، وإذا قرر القوة، سيذهل من النتيجة.
التعليقات المحرجة الطائشة، من منا لم يتعرض لهذه التعليقات، خاصةً في الحالات الحرجة، عندما يتعرض المرء لمرض ما نادر أو خطير، بالإضافة إلى التعب البدني، فهو يتعرض للكثير من الأسئلة والاستفسارات حول المرض أو الحالة بشكلٍ عامٍّ، قد يكون القصد من وراء هذه الأسئلة هو الاطمئنان، لكن في نفس الوقت هذا يحزن المريض، وقد يعرضه لحالة أسوأ إذا لم يتماسك.
ليس فقط في الأمراض، لكن في الحياة بشكلٍ عام، فقد يمر المرء بضائقة ما، مثل: الإفلاس أو فقدان أعز الأشخاص أو الحرمان من شيء ما مهم مثل الإنجاب أو تأخر الزواج، وغيرهم من الأمور الحساسة المحرجة، التي نتلقاها ليس فقط من العائلة والأصدقاء، بل وأيضًا الغرباء. لكن كيف نتعامل مع هذه التعليقات؟
إليك بعض الإستراتيجيات للتعامل مع التعليقات المحرجة
ضع حدودًا صحية بينك وبين الآخرين
بمعنى، حافظ على علاقاتك مع الآخرين، لكن في نطاقٍ صحي، والمقصود هنا هو ألا تكون علاقاتك مرهقة أو ملوثة، لا تسمح للآخرين بالتعامل معك بشكلٍ طائشٍ، أو أنهم لا يحسبون الكلام الذي تنطق به أفواههم. وهكذا تضمن صعوبة وجود تعليقات محرجة من الأساس. وهذا سيقوي العلاقات بينك وبين الآخرين، ستجد فيهم مصدرًا للراحة النفسية، وبدلًا من أن يكونوا عبئًا عليك، ستجدهم مصدر دعم. هذا قد لا يتحقق بسهولة، أو قد لا يتحقق على الإطلاق، فمن الصعب تغيير الناس، لكن يمكنك وضع الحدود وهذا سيغنيك عن كثير من التعليقات الطائشة.
تَفهّم منظور الطرف الآخر ومن أين أتى بهذه الأفكار
باختصار، غيّر زاوية رؤيتك للموقف يا صديقي، ولا تأخذ الأمور بحساسية، فقد تكون تعليقات الآخرين بهدف الاطمئنان عليك، لكن خانهم التعبير، ونطقت أفواههم بكلمات لها معانٍ أخرى جارحة. كما عليك تقبُّل فكرة أنّ هناك بعض الأشخاص الذين لا يعرفون ماذا يقولون أو كيف يقولون ما بداخلهم دون التسبب في أي إحراج إليك. بالرغم من التأكد من حسن نية الآخرين، فمن الصعب تخفيف وطأة ما قيل. لكن إذا غيرت زاوية رؤيتك ونظرت من منظورهم، ربما يخفف ذلك عنك القليل.
استخدم حس الفكاهة لديك لتهدئة الموقف
يُقال: إنّ الضحك هو أحسن دواء لنا، وهذه حقيقة سيكولوجية، فقد ثَبُتَ أنّ الضحك يخفف وطأة الحدث، وهذا ما يحدث في معظم البلاد التي يُعاني أهلها. الضحك لا يعبر عن السعادة في كل الأوقات، قد يكون لتخفيف الألم أو تجنب البكاء. لذا فهو إستراتيجية مهمة، يمكنك اللجوء إليها في مثل هذه الأوقات، فلا بأس من إلقاء مزحة، تُضحك الآخرين وتُخفف الأمر عليك. لكن يجب أن يكون هذا في نطاقٍ محددٍ، لأن عواقب الإفراط في الضحك أو المزاح ليس جيدًا على الإطلاق. بل يكون ضارًا وعواقبه وخيمة.
تجاهل ما يقوله الآخرين، تكسب صحتك
من أهم الإستراتيجيات، التي يجب على المرء اتباعها. تَعلّم فن اللامبالاة يا صديقي، إذا أتقنته، ستَصح حياتك، وستُذهل من النتيجة. أغلب المشاكل التي تقابلنا هي أننا نفرط الاهتمام في الاتجاه الخاطئ، وهنا يكون الاهتمام سلبيًّا، مثل الاستماع لتعليقات الآخرين المؤذية والاستجابة لها، وتتمثل هذه الاستجابة في الحزن أو العصبية. بعض الهدوء والتجاهل قادر على أن يغنيك عن حالات الحزن التي تنتابك. يمكنك تغيير الموضوع بشكلٍ أنيق. لكن إذا شعرت بأنك في حاجة إلى الرد، فافعل. وإذا أتقنت فن اللامبالاة، سيكون أفضل بكثير.
صحح ما قاله الآخرون ودافع عن نفسك
يمكنك إعطاء الآخرين ملاحظة أنّ ما قالوه مؤلم أو غير صحيح. هذا بدوره يساعدهم في التركيز أثناء الحديث معك، وتجنب الملاحظات المؤلمة أو الطائشة. لا حرج في الدافع عن ذاتك أمام الآخرين، فإذا لم ينطق لسانك بما يضايقها، لا تتوقع أن ينطق أحدهم من أجلك. كُن أنت مصدر قوتك، وأول من يدافع عنها عندما يلقي أحدهم بكلمةٍ مؤلمة.
قد تساعد هذه الإستراتيجيات في التخلص من الإحراج إلى حدٍّ ما، لكن هذا لا يعني أنّ هذه هي كل الطرق التي ستساعدك في رد التعليقات المحرجة. ولا يعني أيضًا أنني سأضمن لك بها عدم الشعور بالألم إذا أحرجك شخص ما، لكن يمكنني نصحك بها. فمن الصعب إقناع جميع البشر أنّ هناك تعليقات لا يصح قولها في مواقف محددة. وإذا حدثت معجزة واستطعنا إقناع البشر أجمعين، فلا نستطيع التحكم في ألسنتهم التي تعبر عن وجهة نظرهم أو منظورهم حتى وإن كان حسن النية.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 13,690
من منا لا يتعرض لمواقف محرجة وكلمات مؤلمة، لكن كيف نتعامل معها وتجاوزها بقدر الإمكان؟
link https://ziid.net/?p=72116