كيف تحطّم المعتقدات السلبية الذاتية أحلامنا؟

المعتقدات ليست سوى مجموعة أفكار قام عقلك بجمع أدلة كافية لتصدقها وتقنع نفسك بأنها حقيقة، لو أخبرت نفسك بأنك جبان سيبدأ عقلك بملاحظة المواقف التي لم تكن فيها شجاعًا، ولنقد الناس لك بأنك جبان فتصدق ذلك على الفور كأنها حقيقة مسلمة.

أيّ معتقد يسبب لك مشاعر سلبية: حزن، قلق، غضب أو إحباط فهو معتقد سلبي وعليك التخلص منه.

إن المعتقدات ليست شيئًا يستهان به فهي تؤثر على عواطفنا وطريقة تعاملنا مع أنفسنا والآخرين، وكثيرًا ما ندافع عنها بشراسة فنبقي معتقداتنا القديمة حفاظًا على سلامتنا، فالمألوف آمن دائمًا؛ لذلك ستظل تختار الخيارات القديمة في كل موقف مهما كانت مضرة.

فمثلًا: لن تتحدث أمام حشد كبير لأنك تعتقد أنك جبان، وفي كل مرة يأتيك عرض للإلقاء تقوم برفضه وستبقى حبيس خياراتك الآمنة ذات النتائج المتوقعة، ولن تحقق حلمك.

لكن، هل فعلًا هذا ما تريده؟

في كل موقف وقبل أن تتصرف كالعادة (كمن يضع طيارًا آليًّا بدلا منه)، لاحظ ما يفعله عقلك اللاواعي حين يأتيك عرض آخر للإلقاء، هل سترفضه سريعًا بحجة أنك جبان ولن تستطيع فعل ذلك كما تعتقد؟ أو أن تتجاوز هذا الفخ وتدرك أن جزءا منك يريد أن يهرب، يريد أن يظل جبانًا؟

ليس عليك مخالفة عقلك اللاواعي على الفور، فقط ركز وعيّك حول توجيهات عقلك اللاواعي والخيارات التي تختارها بناء عليها، حتى يصبح لديك في نهاية الأمر القدرة على اختيار الطريق المخالف للعادة والسعي نحو أحلامك. ما ذكرته سابقًا كان تمرينًا سريعًا أثناء الموقف، والآن لتتخلص من المعتقدات الأخرى التي بداخلك ونستبدلها بأخرى تكون في صالحك.

كيفية التخلص من الاعتقادات السلبية

أولًا: قم بتحديد معتقداتك السلبية، وكن صادقًا في ذلك من خلال الأسئلة التالية:

– في أيّ مجال من مجالات حياتك لا تحصل فيها على ما تريد؟

– ما المجالات التي في حياتك حاولت تحسينها لكن النتائج لم تكن كما تريد؟

– ما الجوانب التي في حياتك تجعلك غير مرتاح وحزين؟

– في أيّ مجال من مجالات حياتك تشعر بالضعف وقلة الحيلة؟

• كيف تتخلص من التفكير السلبي؟
• حرّر روحك – 10 نصائح قوية لمساعدتك على التخلص من الطاقة السلبية
• خمس نصائح لتتخلص من مشاعر الفشل السلبية في حياتك

ثانيًا: استبدل المعتقدات السلبية بمعتقدات إيجابية

1- اختر بعض المعتقدات السلبية التي كتبتها في الأسئلة السابقة وفكر كيف يمكن أن تستعمل ضدك، مثلا:

من معتقداتك السلبية: أغلب الناس غير صادقين ولا يمكن الوثوق بهم، فبالتالي لن يكون لديك أصدقاء مقرَّبون خوفًا من أن يؤذوك بكونهم غير صادقين.

2- فكّر بأدلة تثبت عدم صحة المعتقد السلبي مثلا:

فكّر في أصدقائك السابقين الذين كانوا صادقين ولم يخذلوك، فكّر بالقصص التي تدل على وجود أصدقاء أوفياء، والمواقف التي تعرضت لها مع أناسٍ صادقين.

3- استبدل المعتقد السلبي بواحد إيجابي، مثلا:

المعتقد السلبي: أغلب الناس غير صادقين ولا يمكن الوثوق بهم.

المعتقد الإيجابي: أغلب الناس صادقين.

4- ذكِّر نفسك بمعتقداتك الإيجابية كل يوم

ثم استمر بالتصرف كما لو أن المعتقد الجديد حقيقة، عزّز مهاراتك ومعرفتك عن طريق قراءة الكتب وحضور الندوات ومصادقة الناس الصادقة وما إلى ذلك. كلما أنشأت المزيد من الأدلة على النجاح، فستكون لديك ثقة طبيعية أكبر ويصبح الأمر سهلًا، يوجد تمرين آخر يشابهه لكن بطريقة أخرى يُدْعى نموذج مرسيدس، وهو أن الأفكار تؤثر على المشاعر، والمشاعر تؤثر على السلوك والعكس صحيح.

كل ما عليك فعله هو تحديد المعتقد السلبي، مثلا: أنا فاشل، أنا لا أستطيع الحفظ سريعًا، حظي سيئ. واستبدله بمعتقدات إيجابية، مثلا: أنا ناجح، أستطيع الحفظ سريعًا، حظّي جميل. ثم قُمْ بتعزيز المعتقدات الجديدة بالمشاعر واستشعر النجاح والحظ الجميل، تخيل وافرح لذلك. مع التكرار ستبدأ بالتصرف كالناجحين وتبحث عن أساليبهم وعاداتهم التي تساهم في تحقيق اعتقادك.

في الختام، للناس الحرية في قول وفعل ما يريدون سلبًا أو إيجابًا، لكن فلتعلم أنك القائد الوحيد الذي يدير حياتك، وأنك المتحكم في طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفك؛ لذلك فلا أفكار هدامة ولا معتقدات سلبية تجعلها تحيا داخل عقلك وتسلب منك الفرصة لتحقيق أحلامك.