كيف تفتحت مداركي خلال الجائحة؟
قد تُخرِج منّا الأزمات أفضل ما فينا، وقد تُعلمنا ما لا يمكننا تعلمه في سنواتٍ طوال. فهذه السنة كانت معلم يستحق التبجيل.
add تابِعني remove_red_eye 43,507
- أهم ما أدركته في هذه السنة
- – أدركت عمليًا أن العالم بأكمله متصل
- – أدركت قيمتي أكثر
- – أدركت أهمية البيت
- – أدركت قيمة العائلة
- – أدركت قيمة الراحة
- – أدركت أن السعادة تأتي من الداخل
- – أدركت قيمة الوقت
- – أدركت مدى حبي موهبتي
- – أدركت أهمية التعلم الذاتي
- – أدركت قيمة الصحة
- – أدركت أهمية الانفتاح على العالم
- – أدركت أن لا شيء يُعيقنا غيرنا
- إليك أيضًا:
لا شكّ أن هذه السنة من السنين المميزة لنا جميعًا، فما حدث فيها ليس بقليل، ولم يكن يسيرًا. فقد كانت سنة مليئة بالصعوبات والمخاوف التي تملكتنا جميعًا بسبب جائحة الكورونا. لكنها من الناحية الأخرى كشفت عما بداخلنا من قوة وضعف، من صلابة وخوف، من محبة وكره، من شجاعة وجبن. لقد أظهرت ما خُفي داخل النفوس وكشفت عما نعلمه وما لا نعلمه. ولهذا كانت سنة عظيمة تستحق التدوين.
أهم ما أدركته في هذه السنة
– أدركت عمليًا أن العالم بأكمله متصل
كلنا متصلون يؤثر ويتأثر بعضُنا ببعض، قد نكون نعرف ذلك من قبل، لكن لم نعيه بقوة إلا هذه السنة؛ فقد مرض العالم كله بسبب شخصٌ واحد! ربما الكثير من الناس حول العالم كرهت هذا الرجل كرهًا شديدًا، لكني لم أكرهه ولا ألوم عليه، فقد كان فقط سببًا لا أكثر، سبب حتى يُدرك العالم أجمع أننا متصلون بطريقة ما، يربطنا وجودنا تحت سماءٍ واحدة.. تمامًا كما نرتبط كأسرة تحت سقف بيتٍ صغير.
– أدركت قيمتي أكثر
بما أن العالم كله متصل ويمكن أن يتأثر بفرد واحد في أقصى البلاد، إذًا فأنا وأنت أيضًا مؤثرون مهما صغر حجم ما نفعله في يومنا. ربما نفقد الشعور بالقيمة ونفقد قدرتنا على التأثير أحيانًا، لذلك جاءت هذه السنة لتُفيق كُلًّا من غفلته وتُشعِر كل شخص بأهمية دوره في الحياة. جاءت لتقول لكل شخص أنت مؤثر ولك دورٌ كبير وأهمية تنعكس على الكوكب بأكمله.
– أدركت أهمية البيت
لقد رأيت البيت هذه السنة بشكلٍ مختلف، لقد كان الحصن والأمان والملجأ. اكتشفت أننا كنا نلهو في الخارج كثيرًا ونعود للبيت كفندق يأوينا وقت النوم فقط، لكنه في الحقيقة كان يشتاق لأهله ولمشاركتهم ما خُلق لأجله. فهو لم يُخلق فقط للنوم، لقد خُلق للحياة! ولقد أنار الناس بيوتهم بوجودهم فيها أكثر هذه السنة.
– أدركت قيمة العائلة
شهِدَت هذه السنة “لمّة” العائلة أمام المائدة وأمام التلفاز مثلما كان يحدث في زمنٍ مضى. ظن البعض أن الكورونا جاءت لتحبسنا عن أحبابنا، لكنها في الحقيقة جمعتنا بالأحباب الحقيقيين. مَن في البيت هم أقرب الناس لنا، لكننا كنا ننشغل دائمًا بمن في الخارج. لقد رأت الأم أطفالها، ورأى الأب أبناءه، واجتمع الأخوة يمزحون ويتضاحكون، لقد اجتمع الكل وشعرنا بالحنين لدفء العائلة الذي كاد أن يُنسى.
– أدركت قيمة الراحة
لقد شعرت بلذة الراحة والسكون، هدأ إيقاع العالم وهدأ معه ضجيج عقلي، ساد الصمت فشعرت بالطمأنينة والسلام. فهذه السنة كانت رغم القلق أكثر هدوءً وراحة. فعادةً ما نُهمل أن نرتاح وتأخذنا سرعة الحياة وكثرة الأحداث من حولنا، لكن هذه السنة سمحت لنا الحياة أن نأخذ قسطًا من الراحة والصمت والتوقف عن الجري؛ لنلتقط أنفَاسُنا ونُعيد النظر في اتجاه أشرعة سُفننا.
– أدركت أن السعادة تأتي من الداخل
من قبل كنا نعتمد على مصادر خارجية للسعادة والتسلية، كالخروج مع الأصدقاء، لعب رياضة مُفضلة، الذهاب إلى النادي أو السينما.. كلها مصادر خارجية، وكلها تم غلقها، لنكتشف أن هناك مصادر أخرى للسعادة! مصادر تأتي من الداخل، من توحد الإنسان مع ذاته وشعوره بقيمته ومراجعة إنجازاته.
وأيضًا لقد اكتشفنا جميعًا أن هناك نوعًا من السعادة يمكن تحقيقه في البيت، فقرأنا كتابًا مؤجلًا وابتكرنا لعبًا جديدة وصنعنا المتعة بأنفسنا، ابتكرنا ما يمكنه أن يسعدنا أكثر لكننا كنا نلجأ دومًا لما اعتادت عليه عقولنا.
– أدركت قيمة الوقت
أثمن كنز كان لدينا هذه السنة هو الوقت، فقد قلّ الوقت الذي نقضيه بالخارج إذا لم يكن قد ألغي تمامًا، لا شغل.. لا دراسة.. لا تمارين.. ولا مسموح الذهاب إلى أي مكان. فقط أنت والوقت، وقد فاز حقًّا من كان قادرًا على استغلاله. لقد استغله البعض في تعلم مهارات جديدة، والبعض في ابتكار أشياء، والبعض في تحسين قدراته في شيء ما، والبعض في الراحة، والبعض في متابعة كورسات مؤجلة، والبعض في تطوير شغله واستثمار ماله. فقد كان الوقت هذه السنة بمثابة جائزة لنعيد ترتيب حياتِنا أكثر بعيدًا عن اللهو والمسؤوليات.
– أدركت مدى حبي موهبتي
من أكثر ما سعدت به هذه السنة هو تنميتي لموهبتي في الكتابة، لقد كان هناك المتسع من الوقت والبراح في عقلي لكي أكتب أكثر، وساعدني في هذا موقع “زد”. بينما أغلب الناس يشعرون بالملل كنت أنا أصنع مقالًا جديدًا، مقالًا يكشف معه عن حبي للكتابة أكثر.
– أدركت أهمية التعلم الذاتي
لقد اعترف العالم أجمع -هذه السنة- بأهمية التعلم الذاتي، لقد تعلّم الجميع مهارات كثيرة عن طريق التجربة والمحاولة والخطأ. لقد بحثنا عن الطرق بأنفسنا واكتشفنا قدراتنا بأنفسنا، وعلِمنا أنه يمكننا أن نتعلم دون معلم، أو على الأقل دون أن يكون هناك أحدٌ سيُعطينا المعلومة بشكلٍ كامل. في البداية كان صعب على الكثير تقبل فكرة أن يتعلم بنفسه ما يريد، لكن بعد وقتٍ قصير كان الكل متأقلمًا، بل والبعض قد أحب هذا الأسلوب أكثر.
– أدركت قيمة الصحة
لا شك أننا جميعًا قد أدركنا أن لا شيء أهم من الصحة، لقد استفقنا من غفلتنا ومن ظننا بدوام الصحة، لقد راجعنا أنفسنا جميعًا هل نأكل ونشرب بطريقة صحية أم أننا نُهمل وقد حان الوقت لنكون أكثر حرصًا على سلامة وقوة أجسادنا. منّا من مرض بالفعل ومنّا من حماه الله، وفي الحالتين لقد علمنا أن الجسد هو هبة من الله لابد من الحفاظ عليها بكل ما يُمكننا، بدايةً من الأكل الصحي وشرب المياه إلى ممارسة الرياضة والحفاظ على جهازنا المناعي.
– أدركت أهمية الانفتاح على العالم
عندما غُلقت الشوارع فُتح الإنترنت وزاد البحث أكثر، وانفتح العالم أكثر حتى أصبح بالفعل كقرية صغيرة. يمكننا في أيّ وقت الوصول لكل ما نريد بضغطة زر، وكل هذه التكنولوجيا والانفتاح قد فتح لنا فرصًا أكثر لكل شيء. إذا كنت تريد التعلم فما أكثر المصادر، فقط عليك تحديد ما الذي تريد أن تتعلمه، وإذا كنت تريد الشغل وإذا كنت تريد التسلية، أصبح كل شيء متاح من مكانك، فقط عليك استغلال الانفتاح والوفرة.
– أدركت أن لا شيء يُعيقنا غيرنا
رغم كثرة المُعيقات لهذه السنة إلا إني حققت فيها الكثير؛ لقد شارفت على إنهاء خمسين مقال، وأتممت حفظ سورة البقرة ليكتمل بها حفظي للقرآن الكريم، وأخذت العديد من الكورسات الأونلاين في مجالات متنوعة، وقد تطور شغلي أكثر.
لقد كانت سنة مليئة بالإنجازات، وأدركت من خلالها أن المُعيقات في العقول وليست في الخارج أبدًا، فمن نوى الاستفادة واستغلال الوقت قد وصل إلى نهاية السنة وهو راضٍ فخور بسعيه ومستمتع. فشكرًا لسنة 2020م.
إليك أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 43,507
2020 المعلم الذي لم أكن أتوقعه
link https://ziid.net/?p=74691