مما تعلمت في رحلة تغيري لنسخة أفضل
تعلمت أن لا يوجد مشكلة ليس لها حل، وإذا بدأت أشعر بالعجز أخبر نفسي أنه مؤكد يوجد حل لكن لم أصل له بعد وسوف أصل إن شاء الله.
add تابِعني remove_red_eye 38,075
التغيير سنة الحياة كنت أخشى تقبل هذا الواقع، ولكن مع مواقف الحياة عرفت أن الحياة سوف تغيرني بخوض التجارب السيئة والحسنة، ولكنني كنت أخشى من أن تعلم من ألم التجارب السيئة لأن التغيير الناتج لا أعرفه، فربما أتفاجأ بتغيري لشخصية لا أحبها، إذا لم أُحسّن تعلم الدروس الصحيحة، ثم كبرت وعرفت أن من الحكمة التعلم من تجارب الآخرين، ولكن مع الوقت اتضح لي أن الدروس التي سوف أتعلمها من تجارب الآخرين سوف تكون مشوشة وليست واضحة، لأنها تجارب خاصة تخضع لشخصيتهم، ورؤيتهم في الحياة، وتفاعلهم مع الظروف وغيرها من العوامل المؤثرة.
الوعي بذا جعلني أدرك أنه لا بد لي أن أتعلم دروس خالصة واضحة، وعند تطبيقها في حياتي تساعدني أن أكون يقظة، وأتفاعل في تجارب حياتي بوعي أكبر، وبدلًا من التعلم من التجارب فقط أسعى ان أضيف التعلم المسبق من مجال التطور الذاتي وتحسين الحياة في جوانبها المختلفة كالجانب الاجتماعي والصحي والروحي وغيرها، والهدف من التعلم أن أعيش تجارب إيجابية أكثر عن عمد، وأتفادى أكبر قدر ممكن من التجارب السيئة، وإذا وقعت فيها أتعلم كيفية الخروج منها بأقل الخسائر، وكذلك كيفية التكيف مع متغيرات الحياة والعلاقات من حولي ونفسي والبيئة المحيطة وغيرها.
لأعيش حياة ترضيني وتسهل عليَّ رسالتي في الأرض: عبادة الله والتعمير، وأُسهل التحديات النفسية والعقلية التي سوف تواجهني في تلك الرسالة والعيش بتوازن بين الاستمتاع بالحياة والجهد للتحسن وأيضًا في السعى لأن أكون من الفائزين بالجنة، ولأن الحياة رحلة مستمرة من التعلم، أحب أن أتشارك معكم بعض مما تعلمت في رحلتي لتغير نفسي.
مما تعلمت في رحلتي
الانفصال عن المشاعر السلبية
تعلمت في عالمي الداخلية فكرة الانفصال عن المشاعر من الكوتش أحمد حسين قال في ورشة فرضية ضمنية «أنا لست مشاعري، يمكن أن أفصلها بالتعلم وأكون مراقبًا لها، وأكتب عما أشعر به في ورقة وأنتبه لطريقة التعبير، فأقول أنا عندي شعور بالضيق ولا أقول أنا متضايق هذا الفارق في غاية الأهمية، يفهمني أن المشاعر ليست جزءًا مني بل زوار أراقبها وأتعلم وأوجهها لصالحي.
المبالغة في تتبع الأفكار السلبية ليس حلًّا
عندما قررت تغير أفكاري السلبية لإيجابية تعلمت أنا محاولات تتبع أصْل الأفكار السلبية له حدود، ولا يصل لنتيجة حقيقية كل مرة، وأنني لست محللًا نفسيًّا متخصصًا لأرى تحليلات صحيحة، ولكن الحقيقة أن الغرق المبالغ به سوف يصل بي للاشيء وسوف يعجزني، ويمكن أن أجد نفسي بعدما وصلت بذلت جهدًا نفسيًّا كبيرًا أرهقني، وأكون كمن حفر وهو داخل الحفرة فحبس فيها، ولا يعرف الحل ليخرج منها.
عقلي يخدعني
صحيح أن التعرف على جذور المشكلات يساعد في وضع حلول مناسبة صحيحة، ولكن وضع الحلول المناسبة لن أجده بالفعل في كل مرة وعقلي سوف يوهمني أنه حل مناسب ﻷنني ربما لا أملك الوعي الكافي كما أظن، والحل هو تفهم أنه يجب تقبل أن نفسي عميقة، وأن كل ما أتوصل له مهما كان يبدو منطقيًا فهو قابل للتغير، لأن من الطبيعي أن يحدث تضليل يبدو منطقيًّا دون أن أشعر.
تعلمت حب نفسي وتقبلها
- تعلمت تقبل نفسي كاملة بكل حب، بدءًا من قراءتي لكتاب الخروج عن النص، حتى التضاد الذي كان يستوقفني بعد قراءة كتاب العدو الحميم عرفت أن داخلي شخصيات مختلفة يحكمها الشخصية الراشدة المفكرة،
- وتعلمت حديث النفس الإيجابي والنقاش الهادئ المطمئن مع أفكاري، لأنني فهمت أن الحوار الداخلي يحتاج لوعي بكيفية تقدير احتياجاتي.
- واحتواء نفسي بأن حاول الوصول لحوار داخلي يعمل لصالحي، تعلمت معنى الاستحقاق الذاتي والتقدير الذاتي والعمل على زيادته، ليساعدني أن أشعر بالرضا عن نفسي وأحسن اختياراتي في الحياة.
التطبيق يحتاج وقت
تعلمت أن التعلم عن الوعي الذاتي أو أي شيء لا يعني أنني سوف أطبق المعلومة للتو، فهناك مراحل للتطبيق كذلك حسب مستوى وعيي الحالي، ومدى استعدادي الذهني والنفسي للتغير، وكذلك البيئة الاجتماعية ومدى الدعم المتوفر أو الذي أوفره لنفسي الدعم، وكذلك الحد الفاصل الأهم هو طريقة تفكيري، هل هي داعمة؟ أم تعيقني عن التحسن؟ والعديد من العوامل الأخرى المتغيرة التي تكون فارقة في تغير الشخص.
لا يوجد شيء مثالي
المثالية ليست جزءًا من الحياة، فنحن نعيش في الأرض والكمال لله فقط ودوري فقط الاجتهاد والنتائج والخطوات التي أصل بها للتغير، ليست مثاليًّا وطبيعيًّا أن أقف فترات ضعف وتخبط، وأن التغير مؤلم ولكن يستحق.
التغير رحلة مستمرة
تعلمت أن التغيير من ضمن جهاد النفس، وبدلًا من الشعور بالضغط لرغبتي في سرعة التغير، أتقبل أننا سوف نموت ولا زالت توجد أفكار ومعتقدات لم نغيرها، ﻷن التغيير رحلة تستمر معنا طوال حياتنا وكل ما نحتاجه هو أن نسترخي ونجتهد قدر استطاعتنا.
مما تعلمت في الرحلة
- تعلمت ألا يوجد مشكلة ليس لها حل، وإذا بدأت أشعر بالعجز أخبر نفسي أنه مؤكد يوجد حل لكن لم أصل له بعد وسوف أصل إن شاء الله.
- تعلمت أنني بشر ومهما بلغت سعة حيلتي وقوتي، سوف أحتاج للمساعدة والدعم فهذا أمر طبيعي.
- يمكن أن يحدث التغير بالتجارب الإيجابية التي تغيرنا بعمق، دون أن نشعر وكذلك تفعل العلاقات الصحية.
- تعلمت أن التغير لا يكون بالتحليل والقراءة فقط، بل بالاكتشاف الذي يكون في التجارب الحياتية، وتطبيق ما أتعلمه بشكل صحيح بالتدرج.
في النهاية.. تغير التفكير تطلب جهد وطاقة وطلب المساعدة من مدربين وبيئة داعمة من الأهل والمقربين والأصحاب الداعمين، وكذلك احتجت للتعلم المستمر مما أمر به في تجارب حياتي، وهذا تطلب جهاد النفس للتطبيق والتعامل مع المشاعر المتخبطة.
التغير رحلة مستمرة، هذا هدفه مساعدتي في زيادة مستوى السلام الداخلي الذي ذكرته سابقا في مقال رحلتي للسلام الداخلي.. كيف عالجت جروح نفسي؟ ومقال رحلتي للسلام الداخلي.. لماذا حاولت أن أعالج جروح نفسي؟، والحقيقة أنه مهما بلغ التعلم والسعي، فالتوكل على الله والتسليم لله واستقبال تيسيره هو الدعم الدائم لي وسر في التحسن.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
التغير رحلة مستمرة تحتاج صبر وتعلم مستمر واستعانة بالله... إليك هذه التجربة
link https://ziid.net/?p=95118