أربع سِير ذاتية أجنبية يجب أن تقرأها لتعيش كالأثرياء
حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة.. جملة تختصر طموحات البشر، الأمر لا يحتاج إلى وصفات سحرية، فقط يحتاج إلى مسايرة الناجحين وقراءة سيرهم
add تابِعني remove_red_eye 112,619
ما من مشكلة في الحياة قد واجهتك إلا وقد سبق لأحد غيرك أن مرّ بها. لذا تمثل السِّيَر الذاتية مصدرًا مذهلًا لرؤية نجاحات وفشل النُّهُج المختلفة في الحياة، دون الحاجة إلى أن تجربّها أنت بنفسك على نحوٍ مباشر.
في ما يلي بعض السير الذاتية المفضلة لدي، إلى جانب الدروس التي استخلصتها من تجارب هؤلاء الأشخاص حول كيفية عيش حياة أفضل.
١. ماري سومرفيل
من هي؟
ماري سومرفيل هي كاتبة ومثقفة أسكتلندية عاشت في القرن الثامن عشر. اشتُهرت بترجمتها لمؤلَّف عالم الرياضيات والفلك الفرنسي، بيير سيمون لابلاس، (ميكانيكا الأجرام السماوية “بالفرنسية: Mécanique Céleste”)، وكانت من بين أول امرأتين تعيّنان في الجمعية الفلكية الملكية (الأخرى كانت كارولين هيرشل). كانت ماري تتحدث عدة لغات بطلاقة، وكانت خبيرة في الرياضيات والفيزياء، فضلًا عن امتلاكها معرفة عميقة في العديد من الموضوعات الأخرى. وعلاوة على ذلك، فقد أنجزت كل هذا في الوقت الذي كانت تقوم فيه بتربية ستة أطفال وإعالة أسرتها.
الدرس المستفاد:
يمكنك تحقيق العظمة في ذات الوقت الذي تتعامل فيه مع مسؤوليات الحياة
نادرًا ما تكون أكبر العقبات التي تعترض النجاح في الحياة هي الحاجة إلى القصص العظيمة. لا يوجد تنين مرعب لقتله، ولا توجد احتمالات مستعصية على الانتصار. بدلاً من ذلك، نحن مرهونون بالأمور الدنيوية: نحتاج إلى القيام بغسيل الملابس، والاعتناء بأطفالنا، واستقبال ضيوفنا والاستمرار في الظهور.
إن حياة سومرفيل سيرة عملية للتعلم منها لأنها كانت -أكثر من غيرها- مثقلة بالتوقعات حيال كونها أمًا وربة منزل قبل أي شيء آخر يمكن أن تحققه. وفي سيرتها الذاتية، يمكننا أن نرى العديد من الاستراتيجيات التي وظفتها للعمل بجد نحو المجد. وتشمل هذه الاستراتيجيات:
- تعلّمت القدرة على الإشارة المرجعية الذهنية في كل ما كانت تعمل عليه عند التوقف، حتى تتمكن من استئنافه فورًا عندما يزول مصدر الإلهاء.
- عملت من خلال المواد التي برأسها، عندما حُرمت من شمعة القراءة من أجل مواصلة دراستها عندما كانت طفلة.
- قدرتها على اعتصار الوقت من اللحظات الاحتياطية طوال اليوم. كانت سومرفيل أستاذًا في إدارة الوقت واستغلت كل فرصة حصلت عليها.
٢. الصيني جاك ما
من هو؟
جاك ما هو مؤسس “علي بابا”، وثالث أغنى رجل في الصين. أمضى شبابه يستيقظ مبكرًا ويركب دراجته أربعين دقيقة كل يوم لتقديم جولات سياحية في هانغتشو ليُحسّن مستواه في اللغة الإنجليزية. فشل جاك ما في امتحان القبول بالجامعة ثلاث مرات قبل أن يتم قبوله. في رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة، اكتشف الإنترنت وكرّس نفسه لبناء شركات على الإنترنت في الصين.
منحَ نجاح شركات جاك ما (اكتتاب علي بابا في عام ٢٠١٤ في بورصة نيويورك للأوراق المالية هو الأكبر في جميع الأوقات)، وقدراته في مجال التحدث أمام الجمهور، سواء باللغة الإنجليزية أو الصينية الماندرينية، سمعة له في مجال الكاريزما والقيادة.
الدرس المستفاد:
المهارات الاجتماعية مهمة أكثر من الدراية الفنية
على عكس العديد من مؤسسي التكنولوجيا الصينيين الآخرين، ليس لدى جاك ما خلفية تقنية. وهو نفسه يعترف: “ما زلت لا أفهم ما هو الترميز، وما زلت لا أفهم التكنولوجيا الكامنة وراء الإنترنت.” كيف إذن، قام طالب متواضع ذو مهارات تقنية ضعيفة ببناء واحدة من أكبر شركات الإنترنت في العالم؟
الجواب هو أن قوة جاك ما تكمن في فهمه للأشخاص الآخرين، فقد اتّبع استراتيجيات ملهمة أبرزها:
- القيادة الملهمة
يحب جاك ما اختراع الأمثال التي تنقل أفكاره وإلهامه. “اعمل بسعادة، ولكن عِش على محمل الجد”. “الزبائن أولًا، الموظفون ثانيًا، والمساهمون ثالثًا.” - استراتيجية العمل
تمتد نظرة جاك ما إلى الطبيعة البشرية إلى فهم عميق للسوق. وشملت رحلته إلى النجاح منافسة منافسين أمريكيين ذوي باعٍ طويل مثل eBay من خلال فهم ما يريده العملاء. - القيادة مثل التدريس
كانت بداية جاك ما بمثابة مدرس للغة الإنجليزية. ومن بعض النواحي، هو لم يتغير أبدًا؛ إذ يعتمد أسلوبه في القيادة على العديد من المصادر، لكن دور التدريس في التواصل هو جزء أساس.
على الرغم من أن الناس في الغرب على دراية تامة بأمثال جوبز، غيتس أو مَسك ، بيد إني أعتقد أن جاك ما يقدم وجهة نظرٍ بديلة مجددة بشأن ما يتطلبه الأمر ليكون المرء قائدًا تجاريًا ناجحًا.
٣. ريتشارد فاينمان
من هو؟
ريتشارد فاينمان هو عالم فيزياء حاز جائزة نوبل. عمل فاينمان في مشروع مانهاتن، وحقق اختراقات في الديناميكا الكهربية الكمومية، بل وابتكر تقنيات لحل المشاكل الصعبة في الفيزياء الكوانتية التي تحمل اسمه. علاوة على ذلك، فقد كان يعزف الطبلة، ويتحدث باللغتين اليابانية والبرتغالية، وقام بتفسير العديد من الأشياء العلمية والكونية، وأنجز أبحاثًا مهمة رغم قضائه الكثير من وقته في الملاهي الليلية.
الدرس المستفاد:
الإنجازات العظيمة لا تتطلب بالضرورة شخصية جادة
إنّ فاينمان مثال رائع لأشياء كثيرة: كان بارعا؛ ومعلمًا رائعًا، أنتج بعض أوضح التفسيرات للظواهر العلمية التي رأيتها على الإطلاق؛ كان غير تقليدي تمامًا وغير قلق حول ما يعتقده الآخرون عنه. بل ربما، أكثر من أي شيء آخر، إن سيرته الذاتية هي درس على أن النجاح لا يحتاج إلى أن يكون بمثابة عمل جاد.
٤. أرنولد شوارزنيجر
من هو؟
يشتهر شوارزنيجر بأفلامه ودوره كمحافظ لولاية كاليفورنيا في الفترة من ٢٠٠٣ إلى ٢٠١١. لكن نجاحه كان أوسع من ذلك بكثير. بدءاً من رياضة كمال الأجسام، التي سيطر عليها – وحصل على لقب مستر أولمبيا سبع مرات – واصل شوارزنيجر لبناء شركات بملايين الدولارات في البناء واللياقة البدنية والمطاعم والعقارات.
الدرس المستفاد:
الثقة تخلق النجاح
أرنولد شوارزنيجر هو أقرب تجسيد لشخص جرّب النجاح المستمر في كل شيء حاول القيام به. شوارزنيجر هو مثال على الثقة بالنفس. بعض المآثر التي لا تُنسى لشوارزنيجر تشمل:
• خرق القواعد:
قبل مشاركته الأولى في بطولة كمال الأجسام، كان شوارزنيجر قد التحق بالجيش. طلب من قائده الإذن بالمشاركة، إلا أن الأخير رفض الأمر. لم يدع شوارزنيجر رفض مشاركته يمنعه؛ تسلل، فاز بالمنافسة وعاد على الفور لقضاء ٢٤ ساعة في زنزانة الاعتقال بسبب عصيان الأوامر. عندما اكتشف المسؤولون الكبار أنه فاز، تم إخلاء سبيله.
• البراعة في التسويق:
كان أحد مشاريع شوارزنيجر المبكرة في مجال الإنشاءات هو تشييد البناء الذي تولى أمره مع زميله في بناء الأجسام فرانكو كولومبو. استفاد الاثنان من اسميهما ولكنتيهما الأوروبيتين، وقاما بتسويق نفسيهما على أنهما يقدمان تصميمات “إيطالية”.
• الإنصاف وليس الراتب:
عندما كان شوارزنيجر معروفًا في المقام الأول بأنه نجم أفلام الحركة، أراد الانتقال إلى الأعمال الكوميدية. لسوء الحظ، كان راتبه يعني أن الانتقال سيكون صعبًا لأن الممثل في أفلام الكوميديا يتقاضى راتبًا أقل مقارنة بأفلام الحركة. لذا، في فيلم Twins، اقترح شوارزنيجر صفقة غير معتادة: عدم تقاضي راتب، بل نسبة من إجمالي دخل الفلم الذي سيتشاركه مع زميله داني ديفيتو. كانت النتيجة حصوله على أكثر من ٣٥ مليون دولار.
في كل هذه الحالات، الأمر البارز هو ثقة شوارزنيجر التي لا تتزعزع في نفسه والرغبة في اتخاذ خطوات جريئة تدعمها تلك الثقة. على الرغم من أن الحظ والموهبة كانا بالتأكيد من سماته، إلا أنه من الواضح أيضًا أن ثقته كانت، في كثير من الحالات، نبوءة تتحقق صانعةً الواقع الذي يؤمن به.
add تابِعني remove_red_eye 112,619
مقال مهم جدا يساعدك في عيش حياة أفضل، أكثر ثراء وسعادة
link https://ziid.net/?p=18019