القبض على الأحلام
نضع أحلامنا، وجُملة أهدافنا في درج المكتب الخاص بنا، ثم نغلقُ عليها بمفتاح قوي للغاية، وننظرُ من نافذة الدور المائة، ثم نُلقي به!
add تابِعني remove_red_eye 286
الأهداف، الأمنيات، الأحلام المؤجلة. هذه هي حياتنا المثالية التي ننساها، ونندمج في الأعمال اليومية الروتينية، وننسى الإرادة التي نملُكها لتحقيق ذلك، فمن الطبيعي أن نشاهد أحلامنا تسافر بعيدًا، وتشير لنا بيدها وهي ترحل فوق سفينة في عرض البحر لأننا تخلينا عنها. هذا هو السبب الحقيقي لعدم تحقيقنا لما نحلُمُ به على مدار حياتنا، بالرغم من أن هذه الأمنيات والأهداف بسيطة إذا ما تم مُقارنتها بإمكانياتنا وقُدراتنا.. نحن أقوياء بالقدر الذي يساعدنا على الوصول.
أربعة أمور تمنعك من تحقيق أحلامك وكيفية التصرف معها
إذًا لماذا تظهر هذه الفجوة العملاقة بيننا وبين تحقيق ما حلمنا به
الفجوة تبدأُ في الظهور حين نسأل أنفسنا: ما هي أولويات الحياة؟ وما هي أساسياتُها؟ وما هي الطريق التي اختارتها لنا الحياة للسير فيها؟
حينها نضع أحلامنا، وجُملة أهدافنا في درج مكتبنا، ثم نغلقُ عليها بمفتاح وبقوة للغاية، وننظر من نافذة الدور المائة، ثم نُلقي بالمفتاح بعيدًا حيثُ لا قدرة لنا باسترجاعه مرة أخرى فيضيعُ، وتضيع أحلامنا معه.
واجبنا أن نُصغي إلى قلوبنا، إلى مشاعرنا، ربما تقودنا ذات يوم إلى الطريق الصحيح لنحققُ ما نرى أنه ليس بإمكاننا الوصول إليه، إننا صالحون لإكمال الأحلام الناقصة، وتشكيلها لتليق على أجسادنا حين نرتديها، وينظرُ الناس إلينا مبهورين بما حققنا. هناك أيضًا من ينظرُ إلينا بأحلامنا هذه على أنها ليست ذات قيمة، وقتها لا يهم كيف يرانا الناس، وينبغي أن نجعل رأيهم خلفنا، خلف ظهورنا، فمن يحبنا سيرانا نحلقُ في السماء حين لا نقدرُ على الخطو قدمًا واحدة.
الحلم هو القدرة على صُنع حياة أخرى
غير التي نعيشها وأفضل منها، ترفع من شأننا، وتعز قدرنا بين الآخرين، دون أن نتكبد عناء الركض بلا وجهة في هذا الكون الفسيح.. يكفينا أن نحلم إذا أردنا تغيير الحياة.
هل تكفيك ٢٤ ساعة لتحقيق أحلامك؟ الآن نظم وقتك بطريقة فعالة
في الصباح نركضُ في أعمالنا، وطقوس حياتنا المُعتادة، لا نتذكر أحلامنا. بالنهار وحين تكون الشمس ساطعة لا نستطيع تذكر شيء، لا نرغب في شيء، لا نأمل، ولا نلقى شغفًا نحو حُلم ما، وإنما حين يسدلُ الليل ستائره السوداء على الكون المُتسع، وتُضيء النجوم ساحة السماء، نضع رؤوسنا فوق وسائدنا لكي تستريح فتشتعل الغرفة بالأحلام التي تبدأ شرارتها في عقولنا ثم نسمعها ونراها تسري في الغرفة حتى تملأ جنباتها، فتخرج من النوافذ نحاول احتضانها بيدينا فلا نستطيع. أحلامنا توهجت حتى لم يعد بإمكاننا إخفاؤها بعد.. فلا مفر من محاولة الوصول والتمسك مهما ركضت منا بعيدًا.
أحيانًا يكون من المؤسف حين نفشل في الوصول أننا لا نستطيعُ تجاهل آراء الآخرين من حولنا، بالرغم من قساوة هذه الآراء، التي تبدو أمام أعيننا بشكل يثيرُ الشفقة علينا، لكن لا أحد يهتم. ربما نُعزي أنفسنا أن هذه فترة وتنقضي، فنُغطي أعيننا حتى لا نرى وحشية الأشخاص بنظراتهم الناهمة فينا، ونصم أذاننا حتى لا نستمع لعوائهم اللانهائي، فرحين بفشلنا الوليد، وقد تسقط همتنا فنقول لا شيء فيه راحة في هذا الكون الفسيح لكل الأشخاص، ما عدا نحنُ وأحلامنا.
حتى نتلاشى قدر الإمكان كل هذا يجب علينا أن نُعطي أنفسنا وقتًا كاملًا، كافيًا لنحدد أهدافنا وأحلامنا، ونسأل أنفسنا هل هذا حقًّا ما نريده؟ لا بد أن نتلقى الإجابة بصوت مسموع، وفيه من الثقة ما يضمن أن نبدأ في الطريق الصحيح لخطة التحقيق، ينبغي ألا نصل إلى قول: إنه لا شجاعة نملكها للإجابة على سؤال كهذا، لا نملك الشجاعة لمصارحة أنفسنا وما نحتاجه حقًّا وليس ما تدعونا له الحياة، والأشخاص الذين يُعطوننا بقايا وفُتاتٍ من فائض أساسياتهم.
القدرة على مواجهة كل هذا، تجعلنا نملكُ حق الوصول إلى ما نطمحُ إليه. الكاتبُ يرى كرَأْي شخصي يعبرُ عنه أن شخصًا لا يستطيع أن يحلم، ويتشبث بحلمه هو شخص غير جدير بالثقة، بل أنه كفتات الخبز الساقط على الأرض، يُحمل، ويُوضع إلى جوار حائط بعيدًا عن ركب الحياة الدائر.
حين كنتُ صغيرًا، بالكاد تلميذًا في الصفوف الابتدائية كانت أحلامي مختصرة وبسيطة، كنتُ أحلم أن أنهي موضوع الإملاء دون أن أرتكب خطأ واحد، وحين تقدمت خطوة أخرى كنتُ أحلم أن أكتب موضوعًا للتعبير، مميزًا يحوي من الجمل والتراكيب، والأساليب الجمالية ما يجعل مُدرسي يقرأ الموضوع كاملًا بدلًا من عادته الروتينية التي ينظر بها للموضوعات بعينين شاخصتين، ولا تركيز فيهما.. لكنه لم يقرأ وبقيت أحلامي تتسع حتى وصلت إلى هنا.
add تابِعني remove_red_eye 286
مقال ملهم يدفعك للنظر إلى أحلامك وأهدافك المؤجلة وإعادة النظر في تحقيقها
link https://ziid.net/?p=54605