رحلتي نحو التعمق في معاني القرآن و 5 أشخاص ساهموا في تشكيلها
كلما أدركت معاني آيات القرآن كلما تعلق قلبك به أكثر، وكلما تذوقت من لذة الفهم ما يجعلك تبحث عن المزيد.
add تابِعني remove_red_eye 43,507
تمر علينا مرحلة في الحياة أسميها مرحلة التخبُط، لا تدري أي الآراء أصح، تكتشف مع هذه المرحلة هويتك، ذوقك، آراءك، قناعاتك الخاصة، وتكتشف معهم معتقداتك عن الله. في هذه المرحلة -وغالبًا ما تكون بعد انتهاء مرحلة المراهقة- يبدأ الشك في كل ما قيل لك من قبل، ويبدأ البحث المُطول والذي لن ينتهي إلا بالوصول لآراء مقنعة بالنسبة لعقلك.
أهم هذه الآراء (على الأقل بالنسبة لي) كان الرأي الديني والمعتقدات والموروثات الدينية. من قبل كنت لا أهتم بهذه الأمور ولا تخطر لي. ولكن منذ سنوات وتحديدًا بدايةً من عام (2014م) تغير كل شيء، وأصبحت أكثر اهتمامًا بالدين وتكثف البحث والتعمق فيه. ومن هنا بدأت رحلتي في حفظ القرآن حتى أتممته بحمد الله وتيسيره. لكن لم يكن الحفظ فقط هو غايتي، فغايتي الأولى والمستمرة؛ هي فهمي الأعمق للقرآن. لا أريد تفسير سطحي، لا أريد فقط أسباب النزول، لا أريد تفسيرًا تاريخيًّا لا ينعكس على حياتي الآن. فأنا مقتنعة تمامًا أنه كتاب حياة، يساعدنا كي تكون حياتنا أفضل، كتالوج لكل زمان ومكان بل لكل موقف نمرّ به.
ومن هذه القناعة بدأ البحث عن من يُشبهني، من يبحث ويُنقّب ويريد أن يغوص داخل الأحرف والكلمات وإعجاز القرآن، من يجعله حي نستدل منه وبه على كل ما في الحياة. وبالفعل توصلت إلى خمسة أشخاص؛ أحيوا القرآن داخلي، جعلوني أرى الآيات من منظور مختلف، وكشفوا لي عن مدارك جديدة، ولهذا سأعطيك نبذة عن كل واحد منهم، لعلك تبحث مثلي وتريد أن ترى القرآن بمنظور أعمق يتناسب مع عصرنا الحالي.
1- أحمد عمارة
استشاري صحة نفسية بالطاقة الحيوية، رسالته إرشاد الناس لتذوق بهجة النعيم. لعلك تتعجب كونه ليس شيخًا أو داعية، لكنه أول من جعلني أتفكر وأبحث وأرى!. هو شخص يجمع بين علم النفس والدين بطريقة تحترم العقل والمنطق وعصرنا الحالي. وأخذ على عاتقه تكسير أصنام العقول المتمسكة بالموروث الديني دون تفكر وتدبر وبحث وتبين كما أمرنا الله.
اكتشفت من خلاله أن هناك الكثير من الموروثات عن معاني الآيات يرددها عامة الناس لكن ليس لها أي أساس من الصحة. اكتشفت أن هناك الكثير من الأحاديث الضعيفة متداولة أكثر من الصحيحة والتي تحمل من المنطق والإنسانية ما يُصلح أحوالنا. اكتشفت أن الكثير يُفضّل اتباع ما وجد أباءه عليه بدلًا من التدبر والبحث، واهتز قلبي عندما أسقطت هذه الآية علينا الآن: “وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ”
ومن أكثر ما يميز دكتور أحمد أنه لا يريدك تابعًا له، يريدك أن تتفكر وتبحث بنفسك في صحة كلامه. شخصية لا تحب القولبة ولا التقيد، فيُكسّر من حين لآخر صورته في ذهنك كما يُكسّر أصنام الموروث. يتمتع بحس الدعابة فيطرح المواضيع بخفة وسلاسة ويُسر. وهو من أكثر المدربين اللذين لديهم محتوى مجاني على الإنترنت، وقليلًا ما تجد له فيديو ديني متخصص لكن ستجد في كل لقاء له جزء ديني يكشف لك عن شيء مختلف.
2- محمد شحرور
مهندس وباحث ومفكر سوري، توفي العام الماضي (2019م) وحزن عليه الكثيرون. كان لديه نظرة وقراءة مختلفة للقرآن الكريم، تشعر معها بأنك تغوص داخل الآيات لتنهل من عمق المعاني. يجمع بحرفية بين الآيات المتعلقة بنفس القضية ليُريك ما لم يخطر ببالك من معاني، وترى جمال الآيات عندما تكتمل معانيها وتستقيم مع العقل والحياة المعاصرة. يؤمن بمقولة ابن كثير “القرآن يُفسّر بعضه بعضًا فإن أعياك فعليك بالسنة”. ويُقسم مشاكل العقل العربي في فهم القرآن إلى: الترادف، القياس، الحلال والحرام (الأصل الحلال ما لم يأت نص بتحريمه).
منهجه قائم على عدم الترادف، فلا يمكن أن تأتي كلمتان بنفس المعنى أو الدلالة، ككلمتي (الأب والوالد/ الإسراف والتبذير). لكن يمكن أن تأتي كلمة واحدة بأكثر من معنى ككلمتي (النساء/ وراء). ومن هذه النقطة تحديدًا تنطلق قراءاته وأبحاثه، فلديه العديد من الكتب والبرامج واللقاءات التي تتحدث باستفاضة عن قضايا كثيرة؛ منها: قضايا المرأة، الفرق بين القرآن والكتاب، النبوة والرسالة، المحرمات، الحروف المُقطعة، الناسخ والمنسوخ، الوصية والإرث، القصص القرآني.
وشبّة القرآن بأجهزة جسم الإنسان من حيث التشابك والاتصال، فأغلب القضايا أو القصص في القرآن تأتي في أكثر من موضع وسورة، فتشعر باتصال السور ببعضها. وكذلك أجهزة الجسم جميعهم متصلون يتأثر بعضهم ببعض. ومثلهم مثل الكون، فالقرآن كتاب الله المسطور والكون كتاب الله المنشور.
3- علي منصور الكيالي
باحث ومهندس سوري، عمل على دراسة القرآن دراسة علمية فزيائية وتاريخية ولغوية. لديه موسوعة علمية شاملة بعنوان “القرآن علم وبيان” عبارة عن عشرة مجلدات. ولديه عدد كبير من المحاضرات والندوات؛ بعناوين: مسيرة الإنسان والكون في القرآن الكريم، المادة والطاقة في القرآن الكريم، الآخرة بلغة الفيزياء، الثنائيات العلمية في القرآن الكريم، القرآن وأساطير الأولين، مفاهيم جديدة في سورة يوسف، سورة الرحمن عروس القرآن.
ولدية الكثير من اللقاءات التليفزيونية، منهم: القرآن علم وبيان، آيات بينات، نهاية العالم وما بعدها، للرحمن صومًا. والعديد من البرامج الخاصة على اليوتيوب، منهم: فليفرحوا؛ مكون من جزأين، وتفسير القرآن الشامل؛ عبارة عن حلقات في حدود ست دقائق ويركز فيهم على توصيل معنى واحد بدقة. وتشعر مع تفسيراته بمحاكاة العقل والمنطق والعصر الحالي.
4- محمد الدحيم
معلم وروحاني عظيم مهتم بالوعي الإنساني ونشر ثقافة السلام، يقول “أنا المعنى الذي أدركه والأثر الذي أتركه”. وهو بالفعل يُدرك من جمال المعاني ما يشرح صدرك ويُثلج قلبك باللطف والمحبة الإلهية. تشعر مع حديثه بتجلي السلام والمحبة والرضا من عمق تدبره، ويأخذك في جولة من التأمل بين جمال الآيات ويُسحرك بجمع الآيات ذات الصلة ببعضها.
لدية مبادرات بصفة مستمرة للأوراد والأربعينيات على قناة التليجرام الخاصة به، كأربعينية العشق القرآني وأربعينية الذوق القرآني. وفي رمضان يُمتعنا بالجرعات المكثفة من التأملات اليومية، كالحلقات الصوتية روح الإيمان لعام (2020م) والمقامات الروحية لعام (2019م).
كما يقدم العديد من الدورات؛ منها: قوة الوجود، الوعي الروحي، الأسرار الروحية للنجاح، روح الحياة، روح المخاطبة. ومن لفتاته وعباراته الملهمة: “اختر بعض الوقت للخلوة الروحية في صمت السكون وتأمل العظمة الربانية وتجلي الجمال الإلهي، ثم التحدث عن رحلة القلب ومشاهداته بالتسبيح والتحميد والتكبير والتمجيد. هذا الاختيار المُقَدَّس يُصَفِّي النفس ويرتقي بها ويفتح لها ويبارك وجودها”.
5- عبد الرحمن عمرو
“إلى اللانهائية نرتقي سويًا”، هذا الشعار الخاص بالأستاذ عبد الرحمن وهو متدبر في القرآن بشكل فلسفي متفرد، منهجه قائم على فهم الأسماء الحسنى التي ذُكرت في القرآن الكريم. يؤمن أن كل شيء في الحياة متعلق باسم من الأسماء الحسنى، والذي يساهم في تجلي أي شيء تريده في الحياة هو اسم يجب تفعيله.
لديه منهجية دينية نفسية تمثلت في كورسات وورش خاصة به، منها: ورشة قوة التقوى، دورة لتسكنوا إليها (شفرة الأزواج)، دورة سحر التجلي، جلسة التوبة، جلسة الاكتشاف، جلسة التطهير، جلسة التحصين، جلسة القيم، جلسة التخطيط، جلسة العلاقات، جلسة مناقشة الأفكار، وستُصدر قريبًا دورة المغفرة. وكل واحدة من الدورات أو الجلسات تشمل شرح الأسماء الحسنى المتعلقة بمواضيع الدورة، مع تدبر الآيات التي ذُكر فيها الاسم.
ولديه العديد من الفيديوهات على قناة اليوتيوب الخاصة به، والتي يشرح فيها منهجه بشكل أوضح، ومن عناوين فيديوهاته: طاقات السلام، الانطلاق وقوانين الباطن، الانطلاق واسم الله الشكور، التشافي والأسماء الحسنى، الشهادة وسلطان الأسماء الحسنى، قوة الاتصال وسلسلة الرحمة، الصيام كما لم تعرفه من قبل.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 43,507
تجربة ملهمة في تذوق معاني القرآن والتعمق أكثر في فهمه
link https://ziid.net/?p=70958