5 أشياء لتأخذها بالحسبان عندما تتأمل تجارب الآخرين

هل تخيلت يومًا أنك ستتمنى لو تشتري عمرًا فوق عمرك؟ فكرة غريبة أليس كذلك؟! ولكنها ستأتي في رأسك عندما يكون ظنك أنك ستنجح باعتمادك على تجاربك الخاصة فقط، وتعرف أن التجارب والخطأ والتعلم منه والنجاح في التجربة يحتاج وقتًا وجهدًا كبيرًا، والوقت الذي ستقضيه للتعلم من تجاربك وحدك لن يسمح لك ببناء عقلية تجمع صورة شاملة في وقت قصير، فيكون الحل المناسب التعلم من تجارب الآخرين، وتلك طريقة تختصر عليك أعمارهم وجهد تجاربهم، ووقتًا وجهدًا ومالًا قد تخسره، ولكن هل لديك العقلية الداعمة للتعلم من تجارب الآخرين وتحسن استخلاص الدروس المستفادة، وإعادة تشكيلها لصالحك؟ اليوم أشاركك أهم النقاط الذي يجب وضعها في اعتبارك لتستفيد أقصى استفادة من تلك التجارب.

1. هم ليسوا أبطالًا خارقين

عندما تقرأ قصص النجاح تشعر كما لو أنهم خارقون، لا يُهزمون ولا يستسلمون لا يُحبطون، فهُم لا يخبرونك لتكون القصة أكثر حماسة، ومحاولات إخفائها عن أعين الجميع وذلك لحفظ الصورة المثالية البراقة في أعين الصحافة والقراء، فهم لا يخبرونك أن هناك من يقف بجوارهم في أحلك المواقف، ويدعم نفسيتهم، فهناك مصادر للدعم تدعم عزيمتهم وهي أساسية لنجاحهم، لا يصرحون بها دائمًا، وهي كخبير مشرف عليه يوجه فكره. الصحبة والبيئة الداعمة نفسيًّا تشحن الإرادة… وغيرها.

2. لا يعني كثرة قصص النجاح أنها متوفرة للجميع

وما أعنيه أن النجاح ليس سهلًا، يحتاج قوة وإصرارًا وثمنًا لتحصل عليه، ومن نجحوا لم ينجحوا بسهولة، ولأنك لا تدري ذلك، تجد عينك تلمع وقت سماع قصص الناجحين، وتتخيل نفسك وصلت للقمة وتحتفل بالنجاح، أَفِقْ.. هناك خطوات طويلة والثمن كبير؛ وقت ومجهود ومال، وليس الجميع قادر عليها، فقد تجد قصص فشل كثيرة ولكن لا تعرض على الساحة ويسلط عليها الأضواء، فلا يوجد أحد يتفاخر ويشهر فشله.

3. ابحث عن قصص الفشل

تلك التجارب التي فشلت كنز، فهي لا تخدعك بالصورة البراقة، وتظهر لك الجانب الآخر من القصة، وتعرض العقبات التي عليك أن تستنتجها من كلامهم، واحذر فليس كل من يروي قصة فشله سيقدر على أن يعطيك الدروس المستفادة، لأنه ربما لم يصل لذلك الوعي ولا يزال غارقًا في ألم تجربة فشله، ولذلك فهو دورك الأساسي أن تحلل الخطوات التي أوصلتهم للفشل، وتضع لنفسك خطة شخصية متناسبة مع قدراتك، وللتعلم منهم يشترط أن يكون الهدف واحدًا، فلكل هدف خطوات مختلفة.

4 .لا يعني نجاحهم نجاحك

سيرك على نفس خُطى الناجحين، والوصول لسر نجاحهم لا يعني أنك ستنجح، لسبب بسيط أنت لست هم، فهناك عوامل أخرى للنجاح، كأفكارك هل هي داعمة أم محبطة ومعيقة؟ سرعة الشخص على تجاوز الأزمات، حتى بعض العوامل الوراثية كالميل للإيجابية والتفاؤل أو السلبية والتشاؤم، اختلاف نوايا العمل قادرة على تغير النتائج تغيرًا جذريًّا، رزقك الذي كتبه الله يختلف عن غيرك في كمّه وكَيْفه ووقته، أبسطها لك: هل كل من يملك وصفة ومقادير وجبة طعام سيصل لنفس المذاق والجودة؟ هناك عوامل فنية، حتى المزاج الذي يُطبخ به الطعام يؤثر.

5. أفكارك تؤثر على مدى استفادتك من التجارب

• وقتما تسمع تجربة نجاح وتقارن قدراتهم بقدراتك، أنت تقلل من همّتك وصوتك الداخلي سيقتلك بالمقارنة، وهذا غير عادل، فلكل شخص مستواه الذي تكوّن مع الوقت، فقارن نفسك بنفسك.
• هل تملك عقلية نُدْرة أم عقلية وَفْرة؟: الوفرة: تتيح لك أن تفرح لنجاح غيرك ويجعلك تتفاءل، وتعتقد فرص نجاح غيرك تعطي وَفْرة فرص لنجاحك أيضًا، أما النُّدْرة: شخص يشعر أن نجاح غيره يقلل منه، فيقارن بهم نفسه ويحقد ويتذمر ويغضب.
• الحكم عليهم وعلى لحظات الفشل، فتعطي نفسك فرصة الشعور أنك أفضل ولن تقع في تلك الأخطاء، تذكر التجارب والواقع هو من سيحدد، غرورك لن يجعلك تستنتج الأخطاء الصغيرة فتتجنبها، فأنت تستنكر أهميتها بالنسبة لك، والدروس لا تأتي إلا لمن يبحث عنها.
• تتحيز لفرص النجاح وتتجاهل المعوقات، إذا كنت تخشي الجانب المظلم من الأمور، فأنت غير واقعي، تأكد لن تري الحقيقة إلا برؤية الصورة كاملة، ضع في اعتبارك أن الجانب المظلم إدراكه وإيجاد حلول له يعطي فرص لنجاح أكبر.
• عدم الاستغلال الصحيح للتجربة، فتنقلها كاملة وتقلدها رغم عدم تناسبها معك، ولكن هدف التجربة توسيع إدراكك، فتأخذ منها ما يناسبك.
• التسرع، دون الوقوف والتعرف على قدراتك هل تتناسب مع الهدف أم لا؟ وتظن أن المجهود سيوصلك لأي شيء، وتتجاهل قوة أثر الاستعدادات الشخصية في النجاح، فمن لا يحب العمل بذهنه ويحب الحركة سيزعجه الجلوس في مكتب حتى لوكان مديرًا، ولن يحقق نجاحًا واضحًا، وسيبذل مجهودات مضاعفة ليصل للمستوى المقبول، عكس إذا عمل عملًا يناسبه.