٥ خطوات ستساعدك على إحياء قلبك مجددًا
أولى الناس بتوددك ورعايتك هم أهل بيتك، فكما يحتاجون إلى محبتك وحنانك، أنت تحتاج أكثر إلى محبتهم واهتمامهم
add تابِعني remove_red_eye 269
من آنٍ إلى آخر، تجد أنك لست على ما يرام، جسد مثقل، وعقل مجهد، ووجه شاحب، فاقدًا للرغبة في أي شيء، فكل المشاعر لديك سواء، كل ما تريده فقط أن تبقى بمفردك، وأن تبتعد حتى عن أقرب الناس إليك. إذا وجدت نفسك هكذا، فانتبه من فضلك، قلبك يعطيك إنذارًا، إنه يحتاج إلى إعادة الشحن. نعم، لا تندهش، ففي وجود ملايين الأسهم المصوبة نحوه والتي لا هدف لها سوى أن تفقده طاقته، فإن أكثر شيء يحتاج أن تهتم بشحنه في زمننا هذا هو قلبك. فتعال معي في رحلة سريعة نقوم ببعض الخطوات التي ستساعدك على أن تحييه مرة ثانية.
١- أن تجدد إيمانك دائمًا
فبالإيمان تحيا القلوب، وهو قارب النجاة لها في بحر الحياة المتلاطم الأمواج، فلا تخشى على قلب قد ملأ الإيمان جوانبه، فحتى وإن ضل طريقه يوما، فسيبقى إيمانه مصباحًا ينير له الطريق حتى يصل إلى بر الأمان. احرص على معرفة الله وأسمائه الحسنى، وعلى تقواه والتوبة إليه، أدِّ الصلاة خاشعًا في وقتها، واقرأ القرآن وتدبره، ولا تدع لسانك يفتر عن الذكر، وحاسب نفسك وذكرها بالآخرة دائمًا، ولا تنس السحر الحلال وهو الدعاء، وغيرها الكثير من الأعمال، وفي كل مرة يتجدد فيها إيمانك، سيحيا قلبك من جديد.
٢- اقرأ كتابًا مميزًا
تحدث الكاتب الراحل الأستاذ عبد الوهاب مطاوع في كتابه (العصافير الخرساء)، عن إجابة أديب كبير حين سئل عن تعريفه للأدب العظيم فقال: (إنه الأدب الذي تخرج من قراءته وأنت أكثر طيبة وأكثر نبلًا! وإنه الأدب الذي تحس بعد أن تنتهي منه بأنك قد صرت إنسانًا أفضل، وبأن رغبتك في أن تكون أكثر عطفًا وإنسانية وتفهمًا في علاقاتك مع الآخرين وقد ازدادت كثيرًا عنها قبل أن تقرأه).
إذا استطعت أن تجد كتابًا كهذا الآن، فلا تضيع الوقت، وابدأ في قراءته على الفور، وأنا أؤكد لك أن تأثيره عليك سوف يظهر حتى قبل أن تنتهي منه. وإن حدث هذا معك من قبل، فلا مانع من أن تعيد قراءة الكتاب مرة ثانية، فسيكون له نفس التأثير عليك، وستجد نفسك وأنت تغلق آخر صفحاته تمتلئ سعادة كافية لإمداد قلبك بطاقة هائلة تجعله يتجدد مرة أخرى.
٣- نوستالجيا
من المؤكد أن أكثر الأشياء التي تزعج القلب حنينه الشديد إلى الماضي، لأنه يعلم جيدًا أنه لن يعود أبدًا. ولكن إذا أراد الإنسان أن يوقظ قلبه ثانية فقليل من النوستالجيا لن يضر. زيارة سريعة لمكان تحبه – لم تذهب إليه منذ سنوات – كافية تمامًا لإسعادك، ربما بيتك الأول الذي شهد طفولتك، أو بيت صديق لم تقابله منذ زمن، أو حديقة صغيرة اعتدت أن تلعب فيها بدراجتك، أو بائع في حيك القديم اعتدت أن تشترى منه سلعًا بعينها، وغيرها من الأماكن التي يكفي مرورها بخاطرك فقط لتبعث في نفسك شعورًا مذهلًا بالسعادة والراحة.
- هوايتك القديمة ما الذي يمنعك من ممارستها الآن؟!
- أصدقاء طفولتك أين هم؟ هاتفهم الآن، هيا حدد معهم موعدًا سريعًا للالتقاء بهم.
- لماذا تسمرت أمام شاشة التلفاز هكذا؟ نعم، تذكرت حبك لهذا البرنامج التليفزيوني القديم، ها هي كل حلقاته، يمكنك أن تشاهدها ثانية، وكل يوم إذا أردت.
- هل تسمع هذا الصوت العظيم؟! صوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ينطلق من إذاعة القرآن الكريم، سيبقى المذياع مفتوحًا دائمًا في غرفتك بصوت عال تمامًا كما تحب، أعرف أنك لم تفتحه منذ فترة.
لا تخبرني عن قلبك، أنا أعلم تماما كيف هو الآن!
٤- اعتذار واجب
هل تذكر ذلك الخلاف القديم الذي وقع بينك وبين أحد أقاربك؟! ما رأيك لو تذهب إليه وتنهى ذلك الخلاف، ربما لا نعلم من المخطئ؟ ومن الذي أساء إلى الآخر أولا؟ ولكننا نعلم جيدا أنك أنت من بدأت بالاعتذار ومحاولة إنهاء تلك القطيعة، من المؤكد أنه سيقبل اعتذارك، وسيقدر مجيئك له بعد كل هذه السنوات، وقد يعتذر لك هو الآخر، وتعودا وكأن شيئا لم يكن.
لا تقلق أبدًا إذا حدث العكس، لو لم يعتذر، أو لم يقبل اعتذارك، أو حتى رفض النظر إلى وجهك، فلقد ربحت حتى قبل أن تذهب إليه، ربحت منذ قررت أن تكون أنت الذي يبدأ بالسلام، وربحت شيئًا آخر شديد الأهمية، قلبك، انظر، هل عدت بنفس القلب الذي ذهبت به؟! لا أظن ذلك أبدًا.
٥- التودد إلى أهل بيتك
يا للأسف، يقع الكثير منا في خطأ فادح، فإذا جلس مع أشخاص يراهم لأول مرة أو ليسوا من دمه، أو تجمعه بهم علاقة سطحية كان محبا ودودا لينا سهلا، فلا يتوقف عن الكلام، والمزاح، وقد يعرفون عنه تاريخ حياته كله في هذه الساعات القليلة، فإذا وصل بيته، ورأى أهله، تحول تماما، وأصبح شخصا آخر، متجهما عبوسا صامتا، وقد تمضي أيامًا عديدة دون أن يعرف عن أهل بيته شيئًا، أو يعرفوا عنه أي شيء، فكأن كلًّا منهم يعيش بمفرده، لا علاقة له بالآخر.
والحقيقة أن أولى الناس بتوددك ورعايتك هم أهل بيتك، فكما يحتاجون إلى محبتك وحنانك، أنت تحتاج أكثر إلى محبتهم واهتمامهم. آيتان قمت بتحفيظهما إلى ابنتك كانتا كافيتين لتذكيرك بأنك تكاسلت عن وردك منذ عدة أيام فشعرت بالخجل، وطلبت منها أن تحضر القرآن لتقرأه، فلما انتهيت، تغير قلبك.
عمل منزلي طلبت منك زوجتك أن تساعدها في أدائه، ولم تكن تتخيل أنت أنها تبذل فيه كل هذا الجهد، فلما عاونتها فيه ظلت تشكرك وتدعو لك، فتجددت مشاعر الحب بينكما، فتغير قلبك.
مادة تعثر فيها ولدك، وقرر ألَّا يقربها ثانية، فساعدته في فهمها، حتى حصل فيها على المركز الأول، فأسرع إليك يخبرك أنك أفضل معلم رآه في حياته، فشعرت بالفخر، وتغير قلبك. طلب منك والدك أن تأتي معه في زيارة لأحد أقاربه، فهممت أن تعتذر له، لأنك تواجه مشكلة كبيرة في عملك، ولكنك تراجعت إرضاء له، فذهبت معه، وأراد الله أن يساعدك قريبك هذا في حل مشكلتك، فتسجد لله شكرا، ويتغير قلبك.
جلسة عائلية ممتعة تحرص عليها مع أولادك، يحدثونك فيها عن كل ما يحدث لهم، ويسألونك عما يشغلهم فتجيبهم، تنصحهم، فتجد نفسك تبدأ قبلهم بالالتزام بما تنصحهم به، حتى لا يجدوا أنفسهم أمام والد يخالف قوله عمله، فتكون لهم خير قدوة، وتخبرهم أنت أيضا عن أحوالك وعملك، وتأخذ برأيهم في الكثير من الأمور التي تخصك، وتندهش عندما تجد نفسك تتعلم منهم كثيرا، ربما أكثر مما يتعلمون منك، فتحمد الله على هذه النعمة الكبرى، ويتغير قلبك.
ليست خمس خطوات فقط، بل خمسين ألف خطوة، زيارة مريض، عمل خير تصدق فيه النية، مجالسة الطيبين والصالحين، وغيرها الكثير والكثير من الأعمال التي لا تتسع الصفحات لذكرها، كلها قادرة على أن تجعل قلبك ينتفض من سباته العميق، ويحيا من جديد. والآن هنيئًا لك، تم شحن قلبك بالكامل، قلبك الذي ظننته متوقفًا، يعمل الآن بكامل طاقته، قد يستمر الشحن معك يوما، أو شهرا، أو عاما، أو عمرا. فقط -من فضلك -لا تهمل إعادة الشحن.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 269
رحلة قصيرة تحاول فيها أن تعيد الروح إلى قلبك الذى ظننت أنه قد توقف وها هو الآن قد عاد ينبض من جديد
link https://ziid.net/?p=101777