5 خطوات سحرية للتمتع بعقل منفتح
العقل المنفتح لا يعني العقول المتحررة غير المسئولة، ولكنه عقل مَرِن يستطيع التأقلم مع كل الظروف ويتقبلها
add تابِعني remove_red_eye 29,579
تحدثت كثيرًا عن المرونة لدرجة أني أفكر جديًّا أن أدخلها في رسالة ماجستير لها علاقة بالأخبار في ظل زمن العولمة، ولكن دعونا من الماجستير ومن الأخبار، ولنتحدث عن علاقة المرونة بزمن العولمة.. طبعًا كلنا سمعنا جملة “العالم بأكمله أصبح قرية صغيرة”، وبما أننا أصبحنا قرية صغيرة فتقبُّل ثقافات الآخرين يُعد نوعًا من أنواع المرونة، وعدم التعصب لعادات معينة ومعتقدات محددة، ولا أعني هنا أن نتنازل عن هويتنا بل أن نتأقلم مع العالم الخارجي، وهذا يُذكرني بمقولة أجنبية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد تقول: ‘When in Rome, Do as the Romans Do’.
تلك المقولة تعني أن تتصرف مثل الرومان أو أهل روما إذا ذهبت لبلادهم، ولنفترض مثلًا أنك ذهبت لدولة أوربية وعاداتهم في ارتداء الملابس مختلفة تمامًا عن طريقة ارتدائنا للملابس، وقتها يجب أن تتصرف بعقل متفتح ولا تنظر إليهم باحتقار أو اشمئزاز؛ لأن تلك العادات هي حريتهم الشخصية ولا يحق لأيّ شخص أن يحتقر معتقداتهم وأسلوب حياتهم.
والآن لنتحدث عن خطوات التفكير بمرونة، وبعقل منفتح خلال النقاط الخمس التالية:
1- أستعد لتعلم كل شيء
إذا اقتنعت أن خبراتك ومهاراتك ومعرفتك بحاجة للمزيد، وقتها ستسمح لعقلك بالانفتاح أكثر فأكثر؛ لذا حاول أن تستمع أكثر وتتكلم أقل؛ لأن الأذكياء فقط يصمتون من أجل التعلم، وهنا أرغب في توجيه أنظاركم لأهمية طرح الأسئلة، وللأسف أغلب الناس يعتقدون أن طرح الأسئلة دليل على ذكائهم المحدود مع أن الحقيقة مختلفة تمامًا؛ فطرح الأسئلة دليل على أن الشخص استوعب المعلومات جيدًا وحللها ويريد معرفة المزيد من المعلومات عن نفس الموضوع.
وعن نفسي لاحظت أن الشخص الذي يطرح الأسئلة بشكل متكرر يتحول تدريجيًّا لشخص قادر على إدارة حوار ناجح ويستطيع التحدث في موضوعات كثيرة؛ لهذا السبب يجب أن نقتنع أن العقول المتفتحة تعلم أن طريق المعرفة لا ينتهي، وتستعد دومًا للإنصات لأيّ شخص حتى ولو كان أقل منها خبرة.
2- اسمح للآخرين بتنفيذ مشاريعك
الثقة في الآخرين أهم صفة يمتلكها أصحاب العقول المتفتحة، وعن نفسي بدأت أبحث عن طرق تساعدني على التخلص من متلازمة one-man show؛ لأنها تقف عقبة في طريق تحقيق أهدافي، وتقوم بعرقلة خططي؛ لذا قررت أن أسمح للآخرين بتنفيذ أفكار مشاريعي إذا واجهت صعوبة في تطبيقها على أرض الواقع، أعلم أنكم تخشون من أن يأخذ الآخرون أفكاركم ولكن لا تقلقوا وثقوا أن البشر لا يزالوا يتمتعون بالنزاهة.
وتذكروا شيئًا مهمًّا جدًّا وهو أن البشر نوعان: نوع يعيش على الإبداع والابتكار والقيادة، ونوع أخر يعيش على التنفيذ والتطبيق والإدارة؛ لذا حاولوا أن تتقبلوا أننا خُلقنا لنكمل بعضنا البعض، ولا ضرر في الاستعانة بالآخرين.
3- أحذر من الأحكام المسبقة
أصحاب العقول المتفتحة يعلمون جيدًا أن إصدار الأحكام على الآخرين دليل على ضيق الأفق؛ لذا لا يطلقون الأحكام أبدًا على الآخرين ولا يشككون أبدًا في أنفسهم ولا في قدراتهم، وفوق كل هذا يثقون في الجميع وتلك الثقة نابعة من ثقتهم بأنفسهم.
4- تعلّم إستراتيجية الخسارة ثم الربح
أعلم أنكم ستتعجبون من تلك الخطوة، ولكن أصحاب العقول المتفتحة يعلمون يقينًا أن الخسارة لو جاءت أولًا ستكون أفضل بكثير من النجاح والمكسب الذي يتبعه الخسارة والفشل، وأن خسارة شيء من أجل الحصول على شيء أكبر وأكثر أهمية لا يعد خسارة بل مكسبًا ونجاحًا باهرًا، تخيلوا مثلًا أننا بدأنا مشروع هل تفضلون أن تخسروا أولًا ثم تتعلمون من أخطاءكم ولاحقًا تحققون نجاحات أم أن تنجحوا في البداية فتخفضوا دفاعاتكم ومن ثم تعانون من إخفاقات متتالية؟ وهل تفضلون أن تخسروا نقاشًا وتكسبوا صديقًا في سبيل ذلك أم تخسروا هذا الصديق من أجل الفوز في النقاش وإثبات أنكم على حق؟ ذوي العقول المتفتحة يحسبونها جيدًا ويضحون بالخسارة القريبة المحدودة في سبيل المكسب الكبير الذي سينتظرهم في النهاية.
5- ابتعد عن المثالية
العقول المتفتحة لا ترهق أنفسها في السعي وراء الكمال لأنهم يعلمون أن المثالية ستشغلهم عن أهدافهم، تخيلوا شخصًا مهووسًا بإتمام كل شيء في حياته بطريقة مثالية هل تعتقدون وقتها أن عقله سيسمح بالتفكير الإبداعي أو حتى تقبل النقد أو تعديل الأهداف أو التعامل مع التحديات بمرونة؟ بالطبع لا؛ لذا حاولوا تقبل أن كل شيء في الحياة عرضة للفشل والنجاح؛ لذا تقبلوا التغيرات بعقل منفتح وبروح أكثر تحررًا.
في الختام
إذا كنت تشبهني وتعطي للآخرين فرصًا ثانية للتكفير عن أخطائهم، وتسمح لهم بالاعتذار منك؛ لكنك رغمًا عن مسامحتهم لا تعطيهم فرصة أخرى للدخول في حياتك مجددًا، كل هذا لا بأس به لأن علاقاتك بالآخرين وتصرفاتك تجاههم هي حرية شخصية لا يحق لأحد التدخل فيها، ولكن لا تعامل نفسك هكذا إذا أخطأت؛ لأن نفسك تستحق أن تسامحها وتمنحها فرص ثانية لتلافي أخطائها كي لا ترتكب نفس الخطأ مجددًا؛ لذا كُنّ مرنّ لأن التسامح مع الآخرين يريح قلبك، والتسامح مع نفسك وإعطاؤها فرصة ثانية يمنحك مستقبل أفضل خالٍ من الندم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 29,579
مقال مثير حول العقل المنفتح وكيفية الوصول إليه
link https://ziid.net/?p=93623