لماذا يجب أن تكون قارئًا لتكون كاتبًا ناجحًا
ممارسة الكتابة اليومية أمر مهم للكاتب ولكن قبل الممارسة يجب أن تكون قارئا نهمًا لتتمكن من الكتابة بشكل جيد وناجح
add تابِعني remove_red_eye 14,463
لكي تكون كاتبًا ناجحًا مميزًا يجب أولا أن تكون قارئًا نهما حتى تتمكن من الكتابة وتقديم مادة جيدة في كتابك، بينما كنت أتصفح مدونات لكتاب شباب عثرت على تجربة الكاتبة الشابة “إميلي ستانسفيلد” مع الكتابة التي بدأتها مبكرًا جدًّا وكانت تنصح قرّاءها على مدونتها أن القراءة أمر مهم للكاتب، وإذا كنا لا نقرأ فكيف سنعرف أي شيء عما يجب أن نكتبه؟ صحيح أن هذا أمر صعب وأنها نفسها تواجه صعوبة في القراءة اليومية بشكل منتظم رغم حبها للقراءة لأن العمل والدراسة والحياة اليومية وتلك الرغبة في الكتابة تأخذ كل الوقت، حتى إنها لا تتمكن من تخصيص عشرين دقيقة قبل النوم للقراءة ولكنها على كل حال تقرأ ولو قليل.
هذا نبهني لسؤال مهم: هل نحتاج فعلًا للقراءة حتى نكوّن كتابًا؟ الحقيقة نعم فالقراءة هي التي تثري عقلك بالمفردات وأسلوب لغوي مميز وتزيد معرفتك بمجالات كثيرة ومن ثم تلهمك. تذكر عندما قرأت أول كتاب أثرّ في خيالك، هناك كتاب عندما قرأته اتخذت قرارًا حتى وأنت لازلت صغيرًا بأن تصبح كاتبًا، لقد قذف في داخل عقلك بذرة الخيال المبدع.
لست متأكدة بالضبط مما حدث في ذهني عند قراءة أول رواية ممتلئة بالخيال جعلتني أفكر في نهايات أخرى وقصص وحكايات متشعبة داخلها، كانت هذه الرواية هي التحول بالنسبة لي، تعلمت كيف أبنى الرواية والحبكة والشخصيات والأهم اللغة والأسلوب.
نحن لا نقلد بالطبع ولكن هذه الأعمال تلهمنا بشكل خفي وغامض. الكاتبة “إميلي” كاتبة مبتدئة تعشق القصص الخيالية والتي كتبت أولى رواياتها عندما كان عمرها أحد عشر عامًا. تحكي أن أول رواية ألهمتها هي (the frog princess) للكاتب (ed baker) بعد أن قرأتها في المدرسة الابتدائية وقتها عرفت أنها تريد أن تصبح كاتبة، ولكن بعد ذلك عندما قرأت قصص “هاري بوتر” درستها كلها دراسة كاملة كانت بالنسبة لها تأشيرة دخول للعالم الأدبي، وكان هذا الكتاب ملهمها وأثرى خيالها بشكل كبير جدًّا إلا أنها ظلت تنتقل من نوع كتابة إلى آخر في محاولة لأن تجد نفسها ككاتبة حتى قرأت سلسلة روايات أخرى عرفت من خلالها ما هو صوت الكاتب.
ألهمتها هذه الرواية وأرشدتها لنوع الكتابة الذي ستكتبه بعد ذلك وهذا لا يعني أنها اقتبست نفس صوت الرواية، ولكنها تمكنت من معرفة أهمية وجود صوت في العمل المكتوب، فلا يجب أن نحكي فقط قصة جميلة وإنما علينا أن نؤمن بقصتنا أيضًا، فتحكي “إميلي” أنها لم تكن تعرف معنى الشخصيات وأفكارها ومشاعرها داخل الرواية وطريقة عرض المعلومات الرئيسية والتفاصيل التي تؤسس القصة بشكل غير خبري.
ما تريد أن تقوله “إميلي” من وراء قصتها مع قراءة الروايات أن القراءة هي التي طورت أفكارها حول الكتابة، فالقراءة تعلم كيفية الكتابة، والذكاء هنا في أن تحتفظ بكل كلمة وكل علامة ترقيم وكل خدش صغير من الحبر على الصفحة حتى تتمكن من تطبيق قواعد وأنماط الكتابة على عملك الخاص وفي النهاية تتعلم كيفية كسرها إذا تطلبت أحداث الرواية ذلك، مثلًا أن تلغي الفواصل لتوحي بأن الشخصية التي تتحدث بشكل سريع،
جميعنا قد لا يجد الوقت الكافي للقراءة لكنها عملية مهمة وممتعة أيضا ونتائجها ممتازة وتستحق العناء.
“إميلي” تحب الكتابة منذ سن صغير جدًّا وعلى الرغم من أن لديها مخزونًا كبيرًا من القصص في مسودات أولية، فإنها ستراجعها ببطء لحين انتهائها من دراستها الجامعية لتواصل الكتابة بشكل أفضل بعد أن تقرأ الكثير من الكتب.
ليست هناك مشكلة في أن تكتب الكثير من المسودات للقصص والروايات، فالممارسة أمر ضروري وكذلك القراءة ولا تقتصر القراءة على الروايات لمعرفة تكنيك الكتابة وطريقة الحوار رسم والشخصيات والحبكة فقط، ولكن أنت تحتاج عندما تبني عالمًا صغيرًا داخل روايتك أن تلمّ بكثير من المعلومات حول عالمنا الكبير، وتحتاج إلى معلومات في الفن والتاريخ والسياسة والأديان وعلم النفس والفلسفة والطب والعلوم وكل شيء يمكن أن يقع تحت يدك، تأمل التفاصيل التي يضعها الكُتّاب في كتاباتهم ووصفهم للشوارع والمنازل وملابس الأبطال، تأمل مفردات اللغة المستخدمة لكل حقبة زمنية، اقرأ كل هذا بتمعن وتدقيق وطبقه على كتاباتك بدون تقليد.
وأخيرًا لا تكن قارئًا فحسب، كن متأملًا مراقبًا ملتقطًا لكل ما حولك.
إليك أيضًا
كيف يمكن لناقدك الداخلي أن يجعلك كاتبًا أفضل
add تابِعني remove_red_eye 14,463
مقال هام يساعدك لتعرف العلاقة بين القراءة المكثفة وتحسين مهارات الكتابة
link https://ziid.net/?p=66946