أهمية منهجية التطوير السريع (Agile Methodology) في مشاريع التجارة الإلكترونية

رُبَّما يكون توسيع نطاق مشروع التجارة الإلكترونية عملًا شاقًا وصعبًا، ولكن اعتماد منهجية التطوير السريع قد يُسهّل تنمية مشروعك. وقد كشفت إحدى الدراسات الاستقصائيّة حديثًا أنّ أغلب المدراء التنفيذيين يرون أنّ المرونة تلعب دورًا حاسمًا في تقديم المنتجات والخدمات المناسبة، وتسريع عملية صنع القرارات والسرعة في السوق، وتحسين تجربة العملاء، والبقاء في صدارة المنافسة. ولكن، السؤال المطروح هنا ما هي منهجية التطوير السريع؟ وكيف يمكن تطبيقها في مشاريع التجارة الإلكترونية؟ تابع قراءة المقال لتعرف أكثر.

منهجية التطوير السريع (Agile Methodology)

بدأ تاريخ منهجية التطوير السريع (والتي تُعرف بالإنجليزية باسم “Agile Methodology”) في تسعينيات القرن الماضي، وذلك عندما بدأت فرق تطوير البرمجيات – المُحبَطة من الوضع الراهن – في تغيير نهجها في التخطيط، وتقديم منتجات جديدة. انطلق هذا المفهوم بالفعل في عام 2000، عند تأسيس هذه المنهجية، والتي اعتمدت على أربع قيم أساسيّة:

• الأفراد والتفاعلات أقوى وأهم من العمليات والأدوات.
• البرامج أهم من الوثائق الشاملة.
• تعاون العملاء أهم من التفاوض على العقود.
• التجاوب والمرونة في التعامل مع التغيير خلال اتباع خطة معينة.

منهجية التطوير السريع في التجارة الإلكترونية تتضمّن الكشف عن التحديات، وتطوير الحلول من خلال فرق عمل تعاونية ومنظمة ذاتيًا ومتعددة الوظائف. كما وتهتم هذه المنهجية بإعداد نظام سلس للتجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى التعامل مع الملاحظات وردود الفعل لزيادة كفاءة المنتج، ما يعني تحسين المنتج بشكل مستمر من خلال الاختبارات المتكررة.

تختلف منهجية التطوير السريع عن عمليات التطوير التقليديّة، حيث إنّ عمليات التطوير التقليدية تعد نموذج خطي تكون فيه كل مرحلة من مراحل التطوير مرحلة منفصلة ومستقلة بذاتها، ولا تبدأ مرحلة جديدة إلى حين الانتهاء من المرحلة الحاليّة. وفي حين أنّ هذا النهج التقليدي قد ينجح مع بعض الشركات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالتجارة الإلكترونية، فإنّ المنهجية التقليدية مقارنة بمنهجية التطوير السريع ليست حلًا مثاليًا ولا يمكن المنافسة بها، كما سترى في بقية المقال.

أهمية اعتماد منهجية التطوير السريع (Agile Methodology) في التجارة الإلكترونية

رغم عدم تبني جميع الشركات لمنهجية التطوير السريع، تشير الدراسات إلى أنَّ 98% من الشركات التي اتبعت هذه المنهجية قد حققت نتائج مذهلة. بالإضافة إلى ذلك، وجدت الأبحاث التي أجراها معهد إدارة المشاريع أنّ الشركات المرنة أكثر عرضة لإنهاء المشاريع في الوقت المحدد (65% مقابل 40%) وتحقيق جميع أهدافها (75% مقابل 56%) مقارنة بالشركات غير المرنة. حتى إن الشركات الرشيقة نمت إيراداتها بنسبة 37% أسرع. تعرّف تاليًا على أهم مزايا منهجية التطوير السريع لشركات التجارة الإلكترونية.

1. تحسين سرعة العمل وزيادة المرونة

تحتاج شركات التجارة الإلكترونية في سوق تنافسي شديد إلى محاربة الجميع من الشركات الناشئة إلى الشركات العملاقة مثل أمازون، حيث إنّ هذا يجعل احتمال وجود شركة سريعة الحركة وقابلة للتكيف أمرًا جذابًا للغاية. تعمل منهجيات التطوير السريع على تبسيط الإنتاج من المفهوم الأولي للفكرة إلى مراحل النشر النهائية، ممّا يجعل شركات التجارة الإلكترونية مرنة للغاية وقابلة للتكيف. كما أنّها تساعد في تلبية الاحتياجات المتغيرة باستمرار للمستهلكين المعاصرين من خلال السماح بإجراء تغييرات سريعة على المنتج بناءً على تعليقات المستخدمين وملاحظاتهم حول المنتج.

2. قياس احتياجات السوق وتلبيتها

عليك أن تعرف حاجة المستهلكين، وما الذي قد يحتاجونه دون أن يعرفوا أنهم بحاجة إليه. تحتاج العديد من شركات التجارة الإلكترونية إلى تقديم منتجات وميزات جديدة باستمرار لتوليد الأرباح والإيرادات؛ ومن خلال تلبية احتياجات المستهلكين، وتقديم منتجات أو ميزات جديدة استباقيًّا لتحديد ما إذا كان العميل مهتمًّا بالمنتجات، تستطيع الشركات البقاء في الطليعة وخدمة العملاء بأفضل طريقة ممكنة.

3. صنع منتجات ذات جودة عالية

تمر جميع المنتجات باستخدام منهجية التطوير السريع بفحوصات منتظمة ودقيقة، وذلك لضمان حصول العملاء على منتجات عالية الجودة. بالطبع لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، تساعد هذه المنهجية على ضمان الجودة باستمرار، وذلك من خلال تطوير طرق تحسين النتائج (سواء كان منتجًا جديدًا أو تكميليًّا، أو مجرد إضافة ميزة جديدة للمنتج).

4. التقليل من مخاطر الفشل من خلال الشفافية والوضوح

عندما تعمل فرق العمل كل واحدة منها بمعزل عن الآخر، فإنّ هذا لن يساعدها في معرفة طريقة عمل الفرق الأخرى، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فشل مشروع التجارة الإلكترونية. توفر منهجية التطوير السريع الوضوح أو الرؤية في جميع جوانب الأعمال لجميع الإدارات، من التسويق إلى التصميم إلى الخدمات اللوجستية. عندما يكون كل اللاعبين في الصفحة نفسها، ويعملون معًا لتحقيق نفس الهدف، تقل مخاطر الفشل بشكل كبير.

5. إجراء الاختبارات الشاملة والدائمة للمنتجات

تعد اختبارات ضمان الجودة ضرورية لإطلاق المنتجات والحفاظ على الاتساق بمرور الوقت. باتباع منهجية التطوير السريع يمكن اختبار المنتجات بعدة طرق بمجرد تطويرها، ويمكن تحديد أي عيب وتسويته. يمكن أيضًا اكتشاف الفرص أثناء الاختبار، والتي يمكن تنفيذها لتحسين المنتج النهائي.

6. تحسين تجارب العملاء

تستطيع شركات التجارة الإلكترونية باتباع منهجية التطوير السريع تطوير منتج عالي الجودة، وإجراء تحسينات بسرعة، وإضافة ميزات جديدة، وتلبية توقعات العملاء وتجاوزها. أمّا النتائج التي ستحصدها، فإنّ أهمها كسب رضا العملاء، وعملاء أكثر سعادة وأكثر إقبالًا على عمليات الشراء، كما سيكونون أيضًا أكثر ولاءً للعلامة التجارية والترويج لها من خلال إخبار الآخرين بتجاربهم الإيجابيّة.

لا أقول إنّ تطبيق منهجية التطوير السريع أمرًا سهلًا، ولكنّه ليس مستحيلًا. عليك أن تبذل جهدًا حثيثًا للحفاظ على عملية التواصل بين فرق العمل وجميع الأفراد العاملين في شركتك، ولا بأس بالاستعانة بشركات مساعدة لتحقيق هذا الأمر. شجّع أيضًا أفراد الفريق على التعاون فيما بينهم، واسعَ لبناء علاقات ثقة ما سيزيد من التعاون بينهم، وتحقيق نتائج جماعية أفضل بكثير من النتائج الفردية التي قد تحصل عليها.

كما عليك أيضًا اعتماد جميع التقنيات والبرامج التكنولوجية التي تبقيك في المقدمة، ولكن دون الإفراط في ذلك، فقد يكون ذلك مربكًا للناس ويؤدي أحيانًا إلى إبطاء الإنتاجية. درّب فريق عملك جيدًا للتعامل مع التكنولوجيا المستخدمة بشكل مدروس.

إليك أيضًا

• نظام الجرد في مشاريع التجارة الإلكترونية
• ماذا يعني التغليف الأخضر؟ ولماذا أختار هذا النوع لتغليف منتجات التجارة الإلكترونية؟
• نموذج شركات D2C في التجارة الإلكترونية: كل ما تحتاج معرفته حول الموضوع