المصادقة بدون كلمات مرور (Passwordless Authentication) في التجارة الإلكترونية

إن لم توصف تجربة التسوق في تطبيق التجارة الإلكترونية بكلمة ممتعة؛ فإن المتجر الإلكتروني سيفقد إيراداته. ويجدر الإشارة بأن تصفح المواقع الإلكترونية أمر سهل ولكن إتمام عملية الدفع عند الشراء من المتجر الإلكتروني قد يكون صعبًا بشكل مدهش؛ نظرًا للعقبات التي تقف في وجه العميل أثناء الشراء. ولتسهيل الدفع على المتسوقين عليك تجربة تجارة إلكترونية بدون كلمة مرور.

أدت الزيادة الأخيرة في التسوق عبر الإنترنت إلى زيادة معاناة العملاء من إنشاء الحسابات، وفقدان كلمة المرور. وفي نتائج إحدى البحوث سيتخلى 12% من المتسوقين عبر الإنترنت عن سلة الشراء الخاصة بهم عندما يُطلب منهم إنشاء حساب قبل شراء أي عنصر؛ ولأجل ذلك تشعر معظم مواقع التجارة الإلكترونية بأنه يتوجب عليها تقديم عمليات دفع للضيوف؛ لأن تجربة التسجيل للمستخدمين سيئة للغاية.

إلا أن السماح للعملاء بتجاوز إنشاء حساب سيؤذيك؛ وذلك بسبب فقدان فرصة تجديد النشاط التسويقي في حالة تغيير العملاء وجهة نظرهم، أو تقديم توصيات مخصصة بناءً على سجل الشراء.

مسألة أمان البيانات هي في المقام الأول لمعظم البائعين عبر الإنترنت، ومن ناحية أخرى يختار المتسوقون الطرق الأسهل في تسوقهم، فإما أنهم يتجنبون إنشاء حساب تمامًا وتفضيل تسجيل المغادرة كالضيف، أو التخلي عن عربة مشترياتهم إن واجهتم مشاكل في الشراء؛ فهذه الطريقة أسهل من إنشاء حساب جديد. وبكل بساطة لا يرغب المتسوقون في قضاء الوقت في إنشاء حسابات جديدة كما أنهم لا يحبون إنشاء أو تذكر كلمات مرور طويلة.

الاحتكاك أثناء تجربة الخروج التقليدية

لا توفر كلمات المرور التقليدية القدر الكافي من الأمان؛ ولتقليل القلق بشأن مشكلات الأمان التي تسببها كلمات المرور الثابتة ظهر مفهوم كلمات المرور لمرة واحدة: وهي رمز يتم إنشاؤه تلقائيًّا وإرساله إلى جهاز معروف يمتلكه المستخدم، وذلك بعد محاولة المستخدم تسجيل الدخول عن طريق إدخال الرمز الذي أرسل له برسالة نصية أو رسالة عبر البريد الإلكتروني، وتكون الرسالة صالحة للاستخدام مرة واحدة فقط في فترة محددة من خمسة إلى عشرة دقائق على عكس كلمات المرور التقليدية التي لا تتغير.

حلول أمان طرق التسجيل التقليدية مثل: كلمات المرور أو المصادقة متعددة العوامل MFA (هي عملية تسجيل الدخول إلى الحساب من خلال خطوات متعددة) التي تستخدم كلمة المرور لمرة واحدة، والرسائل النصية القصيرة، ورسائل البريد الإلكتروني تأخذ العملاء من عملية السداد وتدفعهم لالتقاط جهاز ثانٍ أو نسخ الرمز أو الانتقال إلى مزود البريد الإلكتروني الخاص بهم؛ وهنا من المحتمل ألا يتحلى العملاء المشترون بالصبر لإنشاء الحساب.

كما أن المشكلات المحيطة بكلمات المرور وتجربة الدفع تؤثر على ما إذا كان العميل قد أكمل عملية الشراء أم لا وقال ثلثا المستجيبين من العملاء: “أن متطلبات كلمة المرور منعتهم من إنشاء حساب خاص بهم”.

وبهذا الصدد يرى العديد من المتسوقين عبر الإنترنت أن إنشاء حساب بالأمر الصعب عليهم فهم يقومون بإنشاء حسابات مع البائعين الذين يثقون فيهم إلا أن المشاكل تظل قائمة حتى بعد إنشاء الحساب.

وبسبب كلمة المرور تترك التجارة الإلكترونية قدرًا كبيرًا من المال على الطاولة؛ حيث أشارت الإحصائيات بأن أربعة من كل عشرة متسوقين غالبًا يتركون عربات التسوق بسبب نسيان كلمات المرور، ومشكلات استرداد الحساب، ومشاكل إعادة تعيين كلمات المرور.

وللتغلب على مشاكل كلمات المرور ظهرت المصادقة بدون كلمة المرور والتي هي شكل من أشكال المصادقة (المصادقة: هي التحقق من صحة من يطلب الوصول) تتحقق من هوية المستخدم بدون استخدام كلمة المرور على الإطلاق، وقد عملت على تحسين الأمان وتجربة المستخدم عن طريق إزالة الاحتكاك من عملية تسجيل الدخول.

فوائد المصادقة بدون كلمات مرور

1. وقف عمليات الاستحواذ على الحساب من هجمات بيانات الاعتماد

وذلك بالقضاء على جميع الهجمات المستندة إلى كلمة المرور حيث لا يمكن للمهاجمين استخدام كلمات المرور لأنها وبكل بساطة غير موجودة.

2. تحسين تجربة المستخدم

وذلك من خلال عمليات تسجيل الدخول بنقرة واحدة فلا يحتاج المستخدمون الرجوع إلى جهاز ثانٍ، أو التحقق من بريدهم الإلكتروني، أو تذكر كلمات المرور أو الخوض في متاعب إعادة تعيينها.

3. توفير الوقت والمال

فلم يعد المستخدمون بحاجة إلى تذكر كلمات المرور أو إعادة تعيينها مما يعني بذل جهد أقل لتقنية المعلومات وتوفير المزيد من الوقت.

4. تقوية الوضع الأمني

حيث يتم إعادة تفويض المستخدمين مع كل طلب وصول للتأكد من أن وضع المخاطرة للمستخدم لم يتغير.

توفر المصادقة بدون كلمة مرور معاملات تجارية إلكترونية سلسة

إزالة كلمة المرور أمر له فوائد أمنية واضحة وغالبًا ما يتم التغاضي عن التغيير الإيجابي الكبير في تجربة المستخدم وهنا يجب أن يتذكر العملاء بالفعل عددًا كبيرًا من كلمات المرور والتي يحب أن تكون أطول لإبقاء المتسللين في مأزق وتجنب العادات السيئة في صياغة كلمات المرور كإعادة استخدام كلمة المرور في مواقع متعددة. كما أنه يمكن أن تكون كلمات المرور محبطة فهي الخطوة الأولى من الإجراءات اللازمة لتسجيل الدخول.

تستخدم معظم مواقع التجارة الإلكترونية الآن إجراءات أمنية أخرى لتقوية دفاعاتها حيث إن هناك رمزًا مرهقًا لإدخاله من جهاز آخر أو رابطًا سحريًّا عليك فتحه من خلال النقر عليه من بريدك الإلكتروني.

تتم مصادقة OTP (كلمة مرور صالحة لجلسة واحدة، أو معاملة تسجيل دخول واحدة فقط) بدلاً من عميلك باستخدام القياسات الحيوية للجهاز المحلي، ومفاتيح التشفير في الخلفية والتي لا يمكن فكها وغير مرئية؛ مما يلغي الاحتكاك الذي يتسبب في اختيار العديد من المتسوقين عبر الإنترنت لتسجيل خروج الضيف، وبهذا سيستمتع عملاؤك بعملية الدفع السريعة والسلسة وسترتفع معدلات التحويل بشكل كبير مما يؤثر على صافي أرباحك.

تجعل التكنولوجيا الحديثة استخدام كلمة المرور كشكل من أشكال المصادقة أمرًا قديمًا مع تزايد الهجمات المستندة إلى كلمة المرور. أصبح الأمر بمثابة سباق ضد مجرمي الإنترنت لضمان حماية جيدة لك ولعملائك من جميع الهجمات القائمة على بيانات الاعتماد.

ما وراء عملاء الهوية الآمنة

يمكنك تشغيل المصادقة بدون كلمة مرور عبر تطبيقات خاصة بمواقع التجارة الإلكترونية التي تفعل هذه الخاصية، وذلك باستخدام بضعة أسطر من التعليمات البرمجية الموضحة لك.

مع وجود الكثير من المنافسة في هذا المجال تمنحك عملية إنشاء الحساب والدفع السلس ميزة تحويل عدد أكبر بكثير من المعتصمين الذين قد يشترون من شخص آخر؛ لأن عملية الدفع كانت مؤلمة للغاية. كما أن حذف كلمة المرور يقضي على أي هجوم قائم على كلمة المرور وحمايتك من بعض ممارسات كلمات المرور السيئة الشائعة للأسف والتي تؤدي إلى حدوث انتهاكات واختراقات.

وختامًا عليكَ تطبيق المصادقة بدون كلمة مرور في متجرك الإلكتروني؛ لضمان كسب أكبر عدد من المتسوقين في حين وجود تراجع في عملية الشراء؛ وذلك هربًا من مشاكل كلمة المرور وإعادة تعيينها، وبالتالي تحسين تجربة المستخدم عندك، وضمان ربح المزيد من المال مع بأقل التكاليف في سوق التجارة الإلكترونية.

إليك أيضًا

• كيف يستطيع العملاء التسوق الإلكتروني بشكل آمن؟
• 5 خطوات مميزة تساعدك على توظيف التسويق المغناطيسي لجذب العملاء
• 6 ممارسات هامة تضمن لك جذب العملاء عبر التسويق المغناطيسي