مذكرات كاتب مُصاب بمتلازمة ضياع الفراشة!
يواجه الكاتب الكثير من المشكلات التي تمنعه من الإبداع، ولكن إرادة الكتابة يجب أن تتخطى تلك الحواجز لتدع الإبداع ينطلق
add تابِعني remove_red_eye 62,241
- "متلازمة ضياع الفراشة"
- هل تعتقد أن تلك المشكلة كانت الأخيرة من نوعها؟
- حبسة الكاتب
- حسنًا، أنت تكتب كل يوم وأصبحت بالحبسة على الرغم من ذلك!
- عقدة البداية، من أين ستبدأ القصة؟
- الأوراق تقول لي: لا يمكنك صناعة قصة بديعة!
- جنية الأفكار لا تأتي إلي أبدًا، أقول لك: ولن تأتي.
- أريد يومًا يتضمن (26) ساعة لأتمكن من الكتابة
ذات يوم بينما أكتب قصة عن فراشة شعرت بالنعاس مما أفقدني قدرة التركيز في عملي، عزمت على المواصلة في صباح اليوم التالي، ولكن في الصباح فوجئت أن “الفراشة طارت بعيدًا عن أوراقي ولم يعد بإمكاني الإمساك بها”، بل ولعدة أيام متتالية لم أكتب كلمة واحدة، كانت هذه أول مرة أتعرف فيها إلى حبسة الكاتب أو كما أحب أن أسميها (متلازمة ضياع الفراشة).
“متلازمة ضياع الفراشة”
لم يتوقف الأمر عند تلك المتلازمة فحسب بل امتد إلى ما هو أكبر: هل جربت الجلوس قبالة ورقة بيضاء خائفًا من أن تكتب، تخاف أن تخرج الكلمات منك لتشكل قصة على الورق؟
لقد حدث ذلك معي أصبحت أخاف الكتابة وأهرب منها، وحينما حُلَّتْ تلك المشكلة كانت هناك مشكلة أكبر وهي من أين أبدأ قصتي؟ هل أبدأ من التصميم المعماري؟ أو أحفر لوضع الأساس؟ أم أتعرف لخواص السكان الذين سأضعهم هناك؟ هل اخترت نوع الحوائط ومن أي مادة سيتم صنع السقف؟ الكثير الكثير من الأفكار، من أين تبدأ الروايات، وهل تسير في خطٍّ ثابت، أم أن هناك منعطفات؟ من أي مشهد يصلح البدء؟
هل تعتقد أن تلك المشكلة كانت الأخيرة من نوعها؟
بالطبع لا! لقد ظهرت مشكلة جديدة وهي: من أين تأتي الأفكار لرأسي؟ من أين يمكنني الحصول على فكرة خلاقة، مبدعة، رائعة، والكثير من الأوصاف المنمقة التي تصفها، فكرة جديدة بالكامل لم تصل إليها الأيدي، فكرة تكتب على اسمي في قسم براءات الاختراع؟
لكنني بعد ذلك اكتشفت أن كل تلك المشكلات لم تكن شيئًا يستحق الوقوف عنده طويلًا، كل يوم ونحن نمارس عملية الكتابة سنجد مشكلة، وبالتفتيش في حياة كتابنا المحبوبين سنجد حلولاً لها.
كل ما تحتاج إلى معرفته للتغلب على حبسة الكاتب
حبسة الكاتب
ما هي أصلًا حبسة الكاتب أو قفلة الكاتب؟ هي شعورك بأنك غير قادرٍ على كتابة أي شيء، ربما ليوم أو يومين، وربما يمتد الأمر للشهور والأعوام، لا أحد يعرف سببها، فلم يتفق الكتاب عليها، هناك من يرون أنها حقيقية وهناك الآخرون الذين لا يصدقون بها مثل “توني موريسون” الحائزة على جائزة نوبل في الأدب عام (1993م) حيث أعلنت تبرؤها من ذلك المصطلح وعدم اعترافها به أبدًا.
ولكن الواقع يقول إن الكثيرين يصابون بها ولا يعرفون ما الذي يمكنهم فعله حيال ذلك، الحل الناجح دائمًا لتفادي الحبسة هو الكتابة يوميًّا، تصبح الكتابة روتينًا يوميًّا لا يمكن الاستغناء عنه، فلا تضطر لاستجلابها، يمكنك أن تكتب يومياتك على سبيل التمرين، كما أنك ستكسب ثلاث متع،
- أولها: أنك ستدرب نفسك علي الكتابة جيدًّا.
- ثانيها: أنك ستحفظ الكثير من المواقف بعيدًا عن تحريف الذاكرة.
- ثالثها: أنك حينما تكتب مشاعرك وتفككها يمكنك التعامل معها، والكتابة في بعد الأحيان علاج فعال للحزن.
حسنًا، أنت تكتب كل يوم وأصبحت بالحبسة على الرغم من ذلك!
يمكنك اللجوء إلى حيلة الكتابة الحرة، ستفتح أوراقك وتكتب أي شيء، قد تصف غرفة الصالون في منزلك مثلًا أو حتى محتويات مكتبك، من هنا تنبثق حكاية، لم ينجح ذلك الحل أيضًا. يمكنك حينها أن تبدأ بقراءة شيئًا تحبه، أو قراءة نوع جديد من الكتب، أو مشاهدة فيلم ملهم، أو حتى المشي والتحرك، فما دمت غير قادرٍ على الكتابة لا تجلس أمام الورق قم وافعل شيئًا، جديدًا، فقد يكون دماغك يحتاج للقليل من الراحة، فلا بأس بها.
عقدة البداية، من أين ستبدأ القصة؟
يقول الكاتب “ريك مودي”
( هيكل الرواية هو شيء تكتشفه، وليس شيئًا تركبه)
حينما شرعت في كتابة رواية، لم أعرف من أين يمكنني البدء، هل أضع خطة، أم أكتب مباشرةً، حتى إنني سألت الأصدقاء الذين يحترفون الكتابة عن آرائهم، جاءت آراؤهم مختلفة، حينها عرفت أنني يجب أن أتخذ طريقي وحدي، لا يمكن لأحد أن يأخذ بيدي، فالكتابة هي رحلة استكشاف، حينما تساءلت عن الأمر ذلك كان لأني ما زلت خائفة من البداية، لم أثق بقلمي بعد فصنعت المعوقات من أجل ذلك، في الواقع لا يهم من أين تبدأ حكايتك، ولكن المهم أن تكمل من حيث بدأت وألا تتوقف، ما دام التصور الكلي حاضرًا في ذهنك، لا يهم من أي نقطة ستبدأ، المهم أن تشرع بالتدوين في الحال.
دور خفي يتقمصه الكاتب ليصنع المجتمع
الأوراق تقول لي: لا يمكنك صناعة قصة بديعة!
حينما كنت أشرع بتدوين أي شيء بعد سطر واحد، أتوقف، أتوقف لأقيم الإنتاج النهائي، وحينها كنت أنصب لنفسي المحاكمات وأعاقبها، وأخبرها أنه لن تتمكني من الكتابة ربما هو نوع من النقد الذاتي لكنه عنيف.
حينما كنت أقرأ ذات يوم عن الكتابة الإبداعية، صادفتني نصيحة من كاتب لا أذكر ممن، لكنني أعمل بها منذ ذلك اليوم، وهي ألا أنقد العمل قبل الانتهاء منه، لأن ذلك يوقعني في مشكلة كبيرة، يجب أن ينتهي العمل أولًا قبل أن نقوم بنقده، كما أننا يجب أن نفهم أن المسودة الأولى لن تكون بأيّ حال من الأحوال مثل الكتب التي نحبها والتي نريد أن نقرأها. يقول الكاتب “والتر موسلي” (لا تتوقع من مسودتك الأولى أن تكون كالكتب التي تقرؤها أو تحبها. قد لا ترى في الكتب المنشورة العشرين أو الثلاثين المسودة التي سبقتها).
٤ أسباب لما تسمّى بقفلة الكاتب وكيفية تجاوزها
جنية الأفكار لا تأتي إلي أبدًا، أقول لك: ولن تأتي.
لقد انتظرت عامًا كاملًا أبحث عن فكرة جديدة، ولكنني كلما قرأت رواية، فوجئت بأن فكرتي هناك، فهل انتهت الأفكار ولم يعد بمقدوري الإتيان بواحدة؟
لم تنتهِ الأفكار، وأيضًا لن تتغير، يقول “الجاحظ”: (الأفكار ملقاة على قارعة الطريق، لكنها بحاجة لمن يلتقطها). فمن النادر أن تأتي بفكرة جديدة بالكلية، ولكن يمكنك التحسين، تناولها من منظورك الخاص، إضافة فكرة أخرى إليها، لكن لا تجلس منتظرًا أن تسقط عليك قصة مهولة من السماء ليتحرك قلمك، وتكتب قصتك الأولى، إذا كنت تجلس هكذا بلا تحسين للكتابة لأنك لا تجد الفكرة، يمكنني أن أخبرك بكل أسف أنها حجة للهروب من الكتابة، إذا أردت أن تكتب ستكتب.
أريد يومًا يتضمن (26) ساعة لأتمكن من الكتابة
إن أكثر الأسباب التي تدل على أنك غير مهتم بالكتابة وتتصنع الحجج لئلا تبدأ هو السبب الشهير لا وقت لدي، ولكن يمكنك الكتابة إذا أردت في أي وقت، من السهل أن تخلق وقتًا للكتابة، فيمكنك مثلًا أن تقتطع من وقت مواقع التواصل أو مشاهدة التلفزيون، أو حتى تثبيت ربع ساعة في يومك للكتابة فقط، في الأيام المشغولة يمكنك أن تكتب علي هاتفك بينما أنت في طريقك للعمل، يمكنك خلق الفرصة والوقت اللازمين، لا تحتاجين إلى غرفة لك وحدك لتكتبي لأن ذلك صعب الحدوث ولكن يمكنكِ خلق الوقت، ربع ساعة للأيام العادية، وإلغاء الأشياء التي لا تحتل أهمية في أيام المشاريع، المهم هو أن نكتب.
تقول الكاتبة “سارا غروين”
add تابِعني remove_red_eye 62,241
أهم خمس مشكلات قد تقابل الكتاب وكيفية التغلب عليها.
link https://ziid.net/?p=55737