ما الذي قاله السميط في رسائله لابنه.. عن الدعوة في أفريقيا
استثمر حياته في عمل الخير والدعوة التي هي "خير من حمر النعم"... واختار أن يكون رصيده من الحسنات جاري حتى بعد رحيله بل وفي زيادة
add تابِعني remove_red_eye 102,580
أسلم على يديه الملايين، اختار أن يكون في أفضل المهن وأشرفها –مهنة الأنبياء … منذ صغره يختار الأفضل ولكن بمفهوم واعٍ وراقٍ بعيد عن الماديات فمن الكويت المولد والنشأة إلى بغداد لدراسة الطب قاصدًا النجاح والتفوق في مكان “لا ينجح في الطب أحد” كما أخبروه … ومنها إلى كندا فبريطانيا ليصبح متخصصًا في أمراض الجهاز الهضمي … الداعية الطبيب عبد الرحمن السميط كتب “رحلة خير”، والكتاب في الأصل رسالة الى ابنه صهيب ينصحه فيه، ويذكر تجاربه الشخصية ويخبره عن الدعوة في أفريقيا من خلال وصف لرحلاته التي بدأ بها منذ عام 1402هـ ولكن هنالك من اطلع عليها، وألحو عليه بنشرها، وتلبية لرغبة الناس تمت طباعة رسائله لتصبح كتابًا.
حب من أعماق القلب
السميط أحب الله أولًا ومن ثم أحب الدعوة إليه، وبعد ذلك أحب القارة السمراء برغم من كل المشاكل التي تعرض لها، ويصفها بأنها قارة المسلمين المنسيين؛ فالأفارقة أقرب للإسلام وهم يشعرون بأنها هويتهم الحقيقية، بالإضافة إلى من كانت أصولهم مسلمة ولكنهم ضاعوا لأسباب منها: موت العلماء لديهم، وعدم وصول الدعاة إليهم. ويقول: “إن العمل في خدمة الدعوة الإسلامية لذة لا يشعر بها إلا من جربها، والله إنها لحلاوة ينسى معها الإنسان الأهل والولد”.
الحماس وحده لا يكفي
هنالك من يأتيه الحماس بعد سماع محاضرة … أو غيرها، إلا أن حماسه يفتر بسرعة، والسبب أننا شعوب عاطفية.. إلا أن أفضل حماس لمن يذهب هناك هو الحماس المبني على العلم والاتباع حتى لا يصبح الحال “أعمى يقود أعمى” كذلك البعض ممن يزور أفريقيا يلقي وعوده لهم وينساها، وهو أمر لا إرادي ولكن نتائجه غير محمودة. “اكتب كل وعد قطعته للناس حتى لا تنساه”.
الترفع عن الجزئيات
يدعوا السميط الناشطين في الدعوة والشريعة إلى الذهاب لإفريقيا فهنالك من هم بحاجة لمن يعلمهم أمور الدين الأساسية بدلًا من قضاء الوقت في نقاشات وخلافات يفرقون بها بين المسلمين، بحيث يتم الاستفادة من هذه الطاقة في أعمال الدعوة الحقيقية. فشخص يبصرهم بأمر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، حسب ما شاهد هو بنفسه سيكون سببًا في دخول آلاف منهم إلى الإسلام. “يوجد 4 ملايين مبشر مسيحي متفرغ لنشر دينهم … فكم عدد الدعاة المسلمين المتفرغين”
أموال بسيطة ستحل مشاكل كبيرة
هنالك مدرسة ستغلق في جيدي بإفريقيا وهي منطقة فيها مسجد عمره ألف ومائة سنة، وما يميز هذه المدرسة كما يذكر أنها تعلم البنات أيضًا وهذا أمر هام جدًّا فالأم مدرسة ولكن هنالك عجز بالميزانية يدفعهم لفعل ذلك بالرغم من أن المبلغ لا يتجاوز ألف دولار أمريكي كل شهر مشيرًا إلى أن هذا المبلغ يشمل كل شيء من رواتب إلى إطعام الطلبة … وفي نفس الوقت في مجتمعاتنا العربية المسلمة هنالك من يشتري ناقة بخمسة وعشرين مليونًا!
تحذيرات
ينصح السميط الدعاة المسلمين بالحذر من موضوع العصبية القبلية، وألا يهمل استشارة كبار القوم من وجهاء، وعلماء وكذلك القيادات هناك وإلا سيكونون أعداء له. والالتزام بكل تعاليم الإسلام والحذر من الانسياق وراء العاطفة بسبب غضب من أعداء الإسلام يصح السميط بالالتزام بالقيم الإسلامية ولا تستخدم الكذب والخداع وما يتعارض مع دينك وقيمك والغاية لا تبرر الوسيلة.
كذلك من المهم التدرج في الدعوة، مثلما حدث مع حكم تحريم الخمر، وأن يتعلم الداعية من سيرة الرسول –صلى الله عليه وسلم– “أسوة حسنة” وينظر إلى مواقفه مع الإعراب وكيف تعامل معها.
قلل من انبهارك بالغرب
شاهد السميط في رحلاته التزوير للتاريخ من قبل الغرب، وقتل الأبرياء هنالك وأسلوبهم في خداع الناس حتى وصل بهم الحال في تسمية مركز من مراكز التبشير بـ “مكي” نسبة لمكة المكرمة للتضليل، ويقول: “الحضارة الغربية تنتج مواطن صالح يعمل لصالح وطنه في حين خارج بلده يقتل الأبرياء ويبقى هذا المواطن صالحًا” في حضارته المادية… في حين أن الإسلام يعتني بالمسلم ليكون إنسانًا صالحًا حيثما حلَّ وارتحل.
كذلك يستغرب السميط من قبول الغرب لإحياء التراث الوثني وما فيه من حضارات بمساعدة من فاقدي الهوية من عندنا “المنبهرين بالغرب”، ونفس الوقت ينكرون على المسلمين إحياء تراثهم وحضارتهم ويتهمونهم بالرجعية والتخلف!
وفي النهاية … يؤكد السميط على موضوع الوحدة الإسلامية قائلاً: “إن المسلمين من مختلف الجماعات الإسلامية المختلفة إذا كانت خلافاتها في مكانها الطبيعي” سيكونون فريقًا متكاملًا مثل الفرق الرياضية، والذي سينتج عنه وحدة وإصلاح لواقع مجتمعاتنا المسلمة.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 102,580
مقال حول تجربة السميط ورسائله لابنه
link https://ziid.net/?p=92667