5 روائع عن التعليم الفنلندي من وجهة نظر المبتعث “رائف”  

التعلم الحقيقي يمتد الى خارج جدران القاعة المدرسية وهذا ما تقدمه دولة فنلندا، كما أنها توفر الأمن النفسي والفكري للطالب وتلبي رغباته من أجل تحفيزه للتعلم، يذكر المعلم والمدرب “رائف حسن بودريس” من المملكة العربية السعودية ما تعلمه من خبرات التعليم بفنلندا وذلك من خلال بعثته في برنامج خبرات الأول للمعلمين إلى دولة فنلندا والدراسة في جامعة فنلندا في مدينة تامبيري، وهو برنامج يستهدف تطوير الممارسات المهنية للمعلمين والمرشدين وقادة المدارس والمشرفين التربويين في اطار معايير عالمية. ويطمح “رائف” وهو معلم للموهوبين وباحث في مناهج طرق التدريس إلى تطوير العملية التعليمية من خلال برامج يقدمها للمعلمين تطور من طريقة التعليم وتصنع تحدي جديد في هذه المهنة للمعلم فتجعله يعمل بأكثر جدية..

5 أمور وضحها المعلم “رائف” عن التعليم الفنلندي وهي

1- مجانية التعليم

ويشير إلى أن التعليم في فنلندا مجاني لكل المراحل وليس لديهم مدارس نموذجية أو خاصة، بل كل المدارس تعمل على تقديم تعليم ذي جودة عالية، وممكن أن تكون هنالك مدارس جامعية أي تتبع جامعة معينة. وهنالك مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة ولكن في حال تحسنه يتم نقله.

وهنالك أربعة أمور أيضًا مجانية غير المدرسة وهي: الوجبات هنالك وجبات مجانية يومية لكل المراحل مع توفير وجبة صحية غذائية تابعه لدرس يتعلمه في الهرم الغذائي فيكون هنالك ربط بحياة الطالب واستخدامه لما تعلم. والكتب الدراسية في مرحلتي الابتدائية والمتوسطة مجانية ولكن في الثانوية تباع له بهدف تحفيز المعلمين في الاستثمار في تأليف الكتب كونهم يصممون المناهج.

ووسائل النقل فهي تتوفر بشكل مجاني للطلاب المقيمين بعيدًا عن المدرسة، والأطفال إلى عمر (7) سنوات يستخدمون وسائل النقل بشكل مجاني. والدعم التعليمي وهو دعم ذو جودة عالية يناسب إمكانات الطالب لتوجيهه وإرشاده ومساعدته لإتمام تعليمه وتأهيله للمرحلة التالية من تعليمه وللحياة، ولمنع المشكلات التي تواجه الطلاب فهم لا ينتظرون حدوث المشكلة حتى تكبر وتتفاقم. كذلك توفير الدعم للمغتربين بحيث يتم تدريسهم اللغة الفنلندية واللغات الأوروبية المختلفة أيضا اللغة الإنجليزية، كما يتم تعليم البعض لغة الإشارة وأيضًا اللغة العربية والصومالية اذا تم وجود معلم يجيد هذه اللغات.

2- التعلم المتمركز حول الطالب

يعتبر نهج تعليمي ويؤثر فيه الطلاب على المحتوى والأنشطة وعملية التعلم. حيث يوفر المعلم للطلاب الفرص للتعلم بشكل مستقل وبحرية مع إشراكه في عملية صنع القرار، وأن يتعلم الطلاب بعضهم من بعض، وكذلك تدريبهم للمهارات التي يحتاجونها للقيام بذلك على نحو فعّال. وقد قام العديد من المعلمين بتطوير واستخدام أساليب التدريس التي تناسب معايير التعليم التي تركز على الطالب وأبرزها: التعلم النشط والتعلم القائم على الاستقصاء والاستكشاف والتعلم القائم على حل المشكلات. والتعلم القائم على المشاريع.

وبشكل عام تبدأ مراحل التعليم الفنلندي من ميلاد الطفل إلى (5) سنوات، ثم تعليم ما قبل الابتدائي يكون فيه الطفل من عمر (6) سنوات، ثم المرحلة الابتدائية من (7) سنوات إلى (13) فالمرحلة الثانوية الدنيا من (14) إلى (16) سنه، فمرحلة الثانوية العليا والتدريب المهني من (17) إلى (19) سنة ومن ثم المرحلة الجامعية (20) سنه فما فوق.

3- المصادر التي يستخدمها الطالب من تعلمه

يوضح “رائف” بأن هنالك مصادر عديدة مثل الإنترنت والكتب والكتاب المدرسي وخبرات الطالب واعتقاده والصحف. فقط على المعلم ان يقوم بإعطائهم الأهداف الأساسية وما هو المطلوب منهم.. ويتوقع أن كل المدارس الفنلندية سيتعلمون من خلال الظواهر والأحداث التي تحدث في العالم بحيث تتم دراستها من خلال جميع التخصصات المختلفة.

4- إستراتيجيات تستخدم لتدريس الفصول ذات الاعداد الكبيرة

هنالك العديد من الإستراتيجيات ومنها:

الإستراتيجية الأولى: جدول التعلم

رسم ثلاثة أعمدة، في العامود الأول” ماذا أعرف عن موضوع الدرس، والثاني: ماذا أريد أن أعرف؟ والثالث: ماذا تعلمت؟ يقوم الطلاب بكتابة الأجوبة على الجدول بعد تقسيمهم لمجموعات ومن ثَمّ يقوم قائد المجموعة بعد ذلك بتعليق الورقة على الجدار فيبدأ الحديث ومشاركة جميع الطلاب الصف بالأجوبة، فيصبح هنالك تبادل معرفي فيما بينهم وعلى المعلم هنا الإشراف وتنظيم هذه العملية فكلما كانت المجموعات كثيرة أصبحت المعلومات كثيرة جدًّا بالمقابل.

الإستراتيجية الثانية: استمع –اقرأ – ناقش

يستمع الطالب للمحاضر ثم باقي الوقت يكون موزعًا للطلاب لقراءة كتب حول موضوع المحاضرة، ثم يقوم الطالب بمناقشة زميله الذي بجواره وعلى المعلم أيضًا الاشراف والمتابعة فقط.

الإستراتيجية الثالثة: فكر – زاوج – شارك

في البداية يقوم المعلم بطرح سؤال وإعطاء الطالب الوقت للتفكير بشكل فردي للإجابة على السؤال ومن ثم يتشارك مع طالب واحد لمناقشة الفكرة والاجابة وبعد ذلك يشاركون إجاباتهم أمام زملائهم.

5- مهنة المعلم .. مرغوبة

تسعى دولة فنلندا في الترغيب لهذه المهنة من خلال المكانة التي تقدمها للمعلم والمميزات والرواتب والدعم، واستقطاب المتميزين ليصبحوا معلمين مستقلين مثله مثل الأستاذ الجامعي، كما أنها لا تقبل بمعلمين غير حاصلين على درجتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى أن فنلندا تعمل على تسليط الضوء على أهمية دور المعلم بأكثر من وسيلة إلى أن أصبح التعليم مرتبط باسم فنلندا، وهذا بحد ذاته يرغب في التوجه إلى هذه المهنة بعد أن أصبحت مقصدًا لجميع دول العالم للتعلم من هذه التجربة.

خلاصة القول في فنلندا التعليم مدى الحياة أي “من المهد الى اللحد” ولا يوجد عمر محدد لمواصلة التعلم، وتستطيع أن تتعلم حتى وأنت في الستين. فالاستفادة من هذه التجربة التي عاشها المعلم “رائف” وغيره من المبتعثين ونقلها لتطبيق ما يمكن تطبيقه، سُيسهم بلا شك في تنمية العملية التعليمية في المملكة وفي بلدان الوطن العربي.

اقرأ مقالات شيّقة عن التعليم:

• التعليم الإلكتروني سيغيّر أدمغة أطفالنا، فهل نحن جاهزون؟
• “التعليم عن بُعْد” الحل الأمثل في وقت الأزمات
• أهمية التعليم في الحياة والمجتمع ومكانة التعليم في الإسلام  
• توظيفُ التعليمِ لبناءِ المهارات
• 3 مقترحات تسرع في تطوير التعليم والمناهج في السعودية