تجربة العمل التطوعي أدهشتني بالخبرات والفوائد: لماذا عليك أن تتطوع في أقرب فرصة؟
الحياة خبرات وتجارب والعمل التطوعي كذلك، فاستثمر وقتك بما ينفعك وكن عونًا لأخيك ومجتمعك وأنت المستفيد في نهاية المطاف
add تابِعني remove_red_eye 35,702
العمل التطوعي بالأساس هو تسخير لما وهبك الله من طاقات خدمة للناس ابتغاء وجه الله، سواء بالجهد أو الفكر أو الوقت. والتطوع له مردود في الدنيا قبل الآخرة على كافة الأصعدة سواء الشخصية أو المهنية وغيرها، وفوائده جمة وآثاره تعمّ المجتمع بأسره. أضف إلى ذلك ما تكسبه من خبرة قد تكون سببًا في حصولك على وظيفة أحلامك في المستقبل، أو زيادة فرص التقدم لمنح دراسية أو بناء شبكة علاقات مع أناس مختلفين، تربطهم معك نفس الاهتمام فترتقي بنفسك وبهم في نفس الوقت. وقد فصلت لك أكثر عن هذه الفوائد في هذا المقال من واقع تجربة واطلاع.
أولًا: العمل التطوعي يكسب الخبرة
لا شك أن الانخراط في أي مشروع سواء كان صغيرًا أو كبيرًا في مجال تخصصك أو في غيره سيكسبك خبرة، والعمل التطوعي ليس استثناء فهو شبيه العمل لكن دون عائد مالي، وفي بعض الحالات يتفوق على العمل التقليدي بالإبداع في المجال، لأنك اخترته عن رغبة وطواعية. فإذا قررت التطوع مثلًا مع مؤسسة أو مبادرة معينة أو حتى فريق ما لإنجاز عمل معين، سيعطيك الكثير بدءًا من المهارات البسيطة كالتعامل مع الناس والتفاوض وإجراء التقارير اليومية والمراسلات الإدارية وانتهاء بالمهارات التي تتطلب جهدًا كالترجمة والتصميم والبرمجة وغيرها.
ثانيًا: قد تكون مصدر دخل مستقبلا
وفي هذه النقطة أذكر لك مثالًا من واقع تجربتي فقد تطوعت مع أحد المشاريع بعد التخرج لفترة من الزمن واكتسبت خبرة في ذلك، ثم فتحت لي أبوابًا أخرى فتركت العمل معهم وفوجئت بعد سنوات أن اقترحوا علي أن أعمل معهم مقابل مبلغ مالي -معقول إلى حد ما – وقد رفضت لانشغالي بمهام وواجبات أخرى، لكن ما أود إخبارك به أن تجربة التطوع قد تكون مصدر دخل لك في المستقبل، سواء عن طريق من عملت معهم سابقا أو غيرهم، فمعظم المشاريع التطوعية الضخمة تبدأ معها كمتطوع ثم إن أثبت جدارتك ينتخبونك للعمل معهم مقابل دخل مالي لتتفرغ لهم.
ثالثا: زيادة فرصة المنح الدراسية
معظم المنح الدراسية العالمية المرموقة تشترط على المتقدمين لها أعمالًا ريادية وخدمية لمجتمعهم، لأنهم يعتبرون أن العلم لا يقتصر على إغلاق باب المكتبة عليك والاندساس بين أوراقك وكتبك والتفكير في أبحاثك العلمية فقط، ولكن ينظرون إلى الشخص المنتخب بأنه الشخص الناجح علميًّا المتفوق عمليًّا، وسيرته الذاتية مليئة بالأعمال التطوعية سواء الخارجة عن نطاق مجاله أو تتقاطع معه. لذا إن أردت أن تحظى بفرصة جيدة من المنح الدراسية المطروحة فالعمل التطوعي أحد الأسباب القوية التي تساعدك على تحقيق حلمك بإذن الله.
رابعًا: يزيد علاقاتك العامة
العمل التطوعي يفتح الأبواب على مصراعيها في التعرف على الناس، ويربطك بالمختصين من كافة المجالات والجنسيات، وما عليك سوى أن تنتقي من يتناسب مع ميولك واهتمامك وترتاح لشخصيته وتعامله. وأقولها لك لعلّ من أهم ما يمكن أن تستفيده في العمل التطوعي على الصعيد الشخصي هو العلاقات التي تكتسبها. فتخيل معي مثلًا تطوعت كمترجم مع موقع يثري المحتوى العربي بالمعلومات العلمية، فانضممت إلى كوكبة من المترجمين في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية، واطلعت على أعمالهم المترجمة وبطاقتهم التعريفية ثم حدث اجتماع من الهيئة الإدارية للمترجمين لعقد ورشة تدريبية، وحصل التعارف والالتقاء بينكم، فكم حجم الفائدة التي ستحصل عليها والخبرة المهنية عند انضمام ثلاثة مترجمين إلى قائمة اتصالك؟
وهكذا مع كل مشروع تتطوع معه، حتى تصبح شبكة علاقاتك هي من الناس المبادرين المحافظين على أوقاتهم الذين يتقاطعون معك في تخصصك فتتبادلون الخبرة، بجهد أقل مما لو أنفقت عمرك كله على الجهد الفردي، فالعمل التعاوني يعطي الكثير بجهد قليل.
وختامًا، فإن فوائد العمل التطوعي كثيرة، ولكنني آثرت الاقتصار على أهمها، وأرجو أن أكون قد وفقت في طرح الموضوع، وأن أكون سببًا في تشجيع الناس على العمل التطوعي. كما أنبهك أخي القارئ على أهمية النية الحسنة الخالصة لوجه الله بالأساس، وأن لا يمنعك ما يحدث من أخطاء وسوء فهم خلال مشوارك التطوعي بالإعراض عن هذه الفرصة الثمينة لكسب الحسنات واكتساب الفوائد المذكورة، فلا يخلو مكان من هفوات هنا وهناك، بل كن إيجابيا وأضفها إلى جانب الخبرة المهنية والخبرة بالأشخاص، وإذا شعرت أن المكان غير مناسب فيمكنك الانسحاب وترك الأثر الطيب من دون مصادمة، والاشتراك مع مشروع آخر ترتاح إليه أكثر. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضًا
كيف يحسن العمل التطوعي من جودة حياتك !
add تابِعني remove_red_eye 35,702
مقال ملهم حول أهمية العمل التطوعي للفرد
link https://ziid.net/?p=66463