بيل جيتس يتخذ قراره الأصعب في العمل الخيري
بيل جيتس يتخذ القرار الصعب ليترك شركته ويتفرغ لإدارة المؤسسة الخيرية.
add تابِعني remove_red_eye 9,432
في عام 1998 حسب علمي أقدم بيل جيتس على أحد أهمّ القرارات في حياته: إذ ترك العمل التّنفيذيّ في شركة ميكروسوفت مكتفيا بالإشراف يوما في الأسبوع، ومستأمنا عليها ستيف بالمر زميل دراسته في جامعة هارفرد وذلك للتّفرّغ ل”مؤسسة بيل وميلندا جيتس الخيريّة” الّتي يديرها بيل وزوجته المحبوبة ميلندا.
أن ينشئ رجل أعمال مؤسّسة خيريّة رياء وسمعة أو تبييضا للأموال شيء وأن يتفرّغ لها شيء آخر. لا بدّ أنّ بيل جيتس أدرك أنّ بلوغ قمّة “أغنى رجل في العالم” ليس أفضل نجاح يحقّقه المرء وأنّ طموحه الشّديد تجاوز عالم اﻷعمال وجمع المال حتّى أنّي أطمع أن يسلم الرّجل فيسخّر إمكانيّاته الهائلة لنشر الإسلام.
أذكّر أنّ بيل جيتس من أسرة بروتستانتيّة عريقة ولها يد في العمل الخيريّ وأنّه شقّ طريقه في مضمار البرمجيّات ليحوز قصب السّبق فيه متخلّيا حتّى عن الدّراسة. أمّا ميلندا (1964) فتربّت في بيت هادئ ودرست في مدرسة كاثوليكيّة وحصلت عام 1987 على الباكالوريوس في علم الحاسوب واﻻقتصاد ثمّ في العام الموالي على ماجستير إدارة اﻷعمال ثمّ التحقت بميكروسوفت وبرزت فيها وساهمت في تطوير عدد من برمجياتها مثل ميكروسوفت ببليشر ، وميكروسوفت بوب وإنكارتا. وهي بهذه المواصفات كأنّها تكمّل “النّصف اللّطيف” لبيل جيتس وكأنّ الله رزقه بها لكبح جماحه بعد أن ظلّ سنين يرتع في مضمار المال واﻷعمال ويعبّ منه عبّا، ولتذكّره بإنسانيّته فيعود إليه توازنه (لكن نسبيّا فهو لم يسلم).
ربّما تعدّ مؤسّسة بيل وميلندا جيتس الخيريّة http://www.gatesfoundation.org/ أضخم مؤسّسة خيريّة في العالم فلقد شارك فيها مليارديرات مثل صاحبنا الوليد بن طلال، وأقدم وارن بافت Warren Buffet على ما عدّ أضخم تبرّع خيريّ في العالم: إذ أعلن في جوان 2006 عن تبرّعه ب83% من ثروته للمؤسّسة! ربّما هي عقدة الذّنب؟ لكن لعلّه على كلّ حال اقتنع بأنشطة المؤسّسة وفاعليّتها. والمؤسّسة يبدو من خلال موقعها أنّها ذات أنشطة متنوّعة وضخمة مقسّمة إلى أربعة محاور: علاج اﻷوبئة مثل الأيدز والملاريا، والرّعاية اﻻجتماعيّة والتّنمية في البلدان الفقيرة، وما يخصّ شؤون اﻷمريكيّين خاصّة التّعليم، ثمّ دعم قضايا حقوقيّة مثل محاربة التّدخين ودعم اﻷنشطة الخيريّة.
لقد ابتعد بيل عن اﻷضواء منذ أن ترك ميكروسوفت، كما تخلّى بعض الشّيء عن طموحه المهني، لكن ذلك كان سببا في بقاء صورته وإشعاعها، وربما في بقاء ميكروسوفت نفسها: فلو أنه استمر في نهج الجشع واﻻحتكار ﻷطاحت به وبشركته ثورة البرمجيّات الحرّة، ثمّ ثورة غوغل، أو ﻷلقى به القضاء في غيابات السّجن.
إذا كان عملك ذا علاقة بالمقال فبإمكانك وضع إعلان هنا لتستمع بتجربة رائعة في التسويق المقالي.
add تابِعني remove_red_eye 9,432
مقال أعجبني حول بيل جيتس
link https://ziid.net/?p=1553