في هذا المقال أحببت أن أجمع لكم بعض الأعمال البسيطة التي تكون في مقدور أي شخص أن يقوم بها إن أحسن استغلال ما يملك من وقت وجهد وأدوات ومال، والتي قد تغيب عن أذهاننا أحيانًا. لذلك وجدتها فرصة أن أسطر بعضها هنا لعلها تكون بوابة في فتح آفاق جديدة لعمل الخير، حيث إن الصورة الذهنية لعمل الخير ارتبطت دائمًا بإعطاء المال الكثير فقط وعندما لا يتوفر المال الكثير يظل الفكر عاجزًا عن تقديم المساعدة، وحتى لا أطيل عليكم دعوني أبين لكم ما أقصده من خلال سرد بعض المواقف العملية:
أولا: ما الذي يمكنك أن تفعله بجهاز حاسوب محمول يا ترى؟
مثلًا، أنت طالب في الجامعة وتمتلك جهاز حاسوب محمول وطلب منكم الأستاذ عرض مشروعكم المطلوب من خلال جهاز الحاسوب الخاص بكم فقط، وقدمت إلى الجامعة وكان هناك بعض الطلاب ليس معهم جهاز حاسوب خاصًّا بهم، وأصر الأستاذ على إلغاء درجاتهم في المشروع فتبرعت أنت بعرض مشاريعهم من خلال جهازك وقد يكونون أكثر من طالب، ما الذي كلفك؟ فقط الجلوس في الجامعة لمدة ساعة إضافية مقابل إنقاذ خمسة طلاب من الرسوب في المادة.
ثانيا: تاريخ انتهاء الصلاحية للمنتجات الغذائية استخدمه لصالح كافة الأطراف
مثلا لديك عائلة كبيرة تحتوي على عشرة أفراد وأردت أن تشتري أحد منتجات الحليب، وأنت تعلم أن هذا المنتج لن يبقى في المنزل إلا يومًا واحدًا أو يومين على أبعد تقدير، وذهبت إلى محل بيع المنتجات الطازجة ووجدت المنتج الذي تريده لكن بتواريخ صلاحية مختلفة، فعندها لِمَ لا تشتري العلبة التي بقي على صلاحيتها يومين وتترك المنتج الذي مدة صلاحيته خمسة أيام لمشترٍ آخر؟ هنا المبلغ الذي ستدفعه هو نفسه ولكنك أعطيت فرصة للبائع أن يبقى لديه المنتج ذو الصلاحية الأكثر، إضافة إلى ذلك حافظت على المنتج الذي اشتريته من أن يرمى بسلة المهملات، ومع ذلك لم يتغير عليك شيء فأنت وعائلتك اشتريتم المنتج بنفس السعر وحصلتم على نفس الفائدة الغذائية.
وهذا المثال يمكنك تطبيقه على مختلف المنتجات الغذائية لكن لا تنسَ أن تقدر تاريخ الصلاحية بناء على مدة استهلاكك للمنتج.
ثالثا: مشاركة غيرك من زملاء العمل أو الدراسة معك في السكن
بمعنى إن كنت ممن يسكن في منزل مستقل لغرض العمل أو الدراسة وقد يكون هناك شخص من زملاء العمل أو الدراسة لا يتوفر لهم سكن، فيمكنك أن تعرض عليهم الإقامة معك من دون أن يتكلفوا شيئًا، وذلك لأنك قبل أن يأتي هذا الشخص إلى المنزل كنت تقوم بدفع فاتورة الكهرباء والماء والغاز لوحدك فلماذا تقتسم معه الآن! حيث إن زيادة الاستهلاك طفيفة لا تصل لدرجة المشاركة بالدفع. وهنا أحب أن أقول إنني ذكرت هذا المثال لأن المشهور هو مشاركة جميع الأطراف في الدفع، وهذا متداول في السكن الطلابي وزمالة العمل، لكنني في هذا المقال أردت توضيح نقطة العمل غير الدارج كثيرًا والذي يُحدث فَرْقًا في حياة الآخرين.
رابعًا: تصنيف النفايات قبل رميها في سلة المهملات
في بعض البلدان هناك أناس يعيشون من وراء جمع الكراتين والبلاستيك والقوارير التي ترمى في سلة المهملات، ويذهبون إليها بصورة يومية يفتشون بأيديهم داخل القاذورات، لذا ما رأيك أن تضع كل مخلفاتك التي يستفيد منها هؤلاء الأشخاص في أكياس مختلفة عن كيس النفايات الخاص بك ووضعه معلقًا على سلة النفايات، حتى إذا حضر هؤلاء الأشخاص يأخذونها من دون أن تتسخ ملابسهم وأيديهم بالقاذورات، فكرة رائعة أليس كذلك.
خامسا: مكافحة التسول ودعم الباعة المتجولين أصحاب المنتجات البسيطة
بعض الأطفال الفقراء يتسولون وبعضهم يبيعون المناديل أو الحلويات ليحصلوا على المال فما رأيك أن تصنع فَرقًا في حياة هؤلاء الأطفال جميعًا، بأن تشتريَ من الذين يبيعون ما يبيعونه فيفرحوا بالحصول على المال بعزة وكرامة، وأن تعطي الأطفال الذين يتسولون هذه البضاعة التي اشتريتها لتَوِّك من أولئك فيصبح لديهم رأس مال وتجارة صغيرة، وتخبرهم أن يبيعوها بدل أن يسألوا الناس المال وهنا تربي فيهم النفس العزيزة وبعمل بسيط جدًّا، وهنا أيضًا استخدمت المال في حل المشكلة ولكن بضربة مزدوجة وبتكلفة قليلة.
وفي الختام أسأل الله أن نكون جميعًا جزءًا من التغيير للأفضل وأن نكون ممن يصنع فارقًا في حياة الآخرين حتى لو كان بأعمال ظاهِرها بسيطة، لأننا لا ندري كمْ تعني هذه الأعمال لغيرنا، ورب دعوة منهم أصابتك بخير كثير في الدنيا والآخرة، وكانت باب توفيق لك ورزق من حيث لا تحتسب، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
إليك أيضًا
تاريخ النشر: الأحد، 23 يناير 2022
مقال ملهم حول أفكار بسيطة لكنها تساعد الآخرين دون أن تكلفك شئ
link https://ziid.net/?p=96864