5 فوائد لم أتوقعها من تجربتي في التطوع 

العديد من الناس يستبعدون فكرة التطوع لرغبتهم بالعمل المأجور، يفضلون ذلك لإعالة أنفسهم أو غيرهم، أو حتى لأنهم لا يرغبون في العطاء بدون مقابل. أود أن أخبرك اليوم عن 5 فوائد غير متوقعة للتطوع قد لا تراها بشكل مباشر من تجربتي في 3 سنوات من التطوع في فريق متخصص في كتابة ونشر المحتوى الطبي من 1000 عضو، وتطوعي في عدة مجالات أخرى لسنوات.

1.زملاء العمل من النخبة، يحملون قيم الخير والعطاء

هذه أروع وأعمق فائدة في التطوع، يأتي إليك بالنخبة التي تحب الخير والعطاء والإنتاج والتغيير، إن بيئة العمل هذه ترفع سقفك بقوة، فحتى لو كنت ترى نفسك ممتازاً ستتعرف هنا على من هو أفضل وأقوى وأكثر إنتاجاً منك مما يغير لك الفكر ويدفعك لتعرف أنه باستطاعتك أن تكون أفضل. في تجربتي كان العمل مضنياً بشدة فنحن بدون مجاملة كنا نعمل أكثر من 5 ساعات يومياً، وفي بعض الأحيان أكثر من 12 ساعة في اليوم، لذا لم يكن المتطوعون إلا أصحاب العمل الجاد القاسي القادرين على جمع دراسة الطب والعمل معاً.

في تجربتي الشخص الواحد قد يكون مصمم غرافيك أو رساماً أو يدرس اختصاصاً آخر في جامعة أخرى مع كلية الطب ومع العمل التطوعي في الفريق ثم يكونون من المتفوقين في الكلية، مثل هؤلاء الأشخاص يرفعون الهمة، وتبدو حياتهم مملوءة بالإنتاج والعطاء.

2. حرية التطوع ملأتني جداً بالخبرات

طالما أنك لا تريد أجراً، ولدينا مهمة نبحث عن أحد ليقوم بها وتريد أنت ذلك فأهلاً وسهلاً بك. هذا باب ضخم من الخبرات، دعم سوشيال ميديا، صياغة إعلانية، إنشاء استطلاعات رأي، تصميم غرافيكي،، كتابة عقود رسمية، إلقاء أمام جمهور وغيرها الكثير من الأشياء التي صارت احتياجات يومية لأي كيان له هوية، وهذا مخزون ثمين جداً في بدايات شبابك حينما تكون غير محدد الاتجاه بعد وحتى لو كنت في تخصص جامعي محدد، فأنت مازلت تجرب وتخطأ وتبحث وتستكشف.

إن الامتلاء بالخبرات يجعلك تنظر لاختصاصك الوحيد بنظرات مختلفة وحقاً إبداعية!. فأنت عرفت عن بعض الكواكب الأخرى كيف تبدو، ما هي تحدياتها، ميزاتها، عيوبها فتصبح قادراً على المزج فيما بينهم.

3. أنت أكثر حرية في أن تقترح الأفكار وتغير في عمل المؤسسة

يشتكي الكثير من الموظفين في مؤسساتهم من سياسة شركتهم أو طريقة عملها أو من مدرائها أو ما تفعله مع الزبائن ولكنهم لا يستطيعون تعديل ذلك لأنهم موظفون ضمن منصب وظيفي محدد ويقومون بأدائه، هذا عادة يخفض الولاء للشركة، لأن قيم الموظف لا تتوافق مع قيم الشركة، عندها سيهتم الموظف أكثر بأداء مهمته على القدر المحدد لها لا يتعداها.

في التطوع أنت تخليت عن الأجر ولك كلمة ورغبة وتأثير، فأنت لست مضطراً لعمل شيء أنت غير راض عنه، وتتجه أكثر للقيام بعمل تحبه، ولأنك تحبه تقوم به على أفضل حال ولا يهمك كم سيستغرق من ساعات لذا كنا نستهلك كل هذا الكم من العمل الطويل، وعندما تتدخل سياسة المؤسسة التطوعية في عملك تعارض وتقترح الأفضل ونسبة قبول اقتراحاتك تكون أقوى.

في تجربتي كنت دائماً أشعر أن هذا الكيان يمثلني ولكي يعبر عني يجب أن يتغير في بعض الأمور، كنت أقترح وأناقش وأعارض وكانت اقتراحاتي تتلقى القبول بسرعة وتنفذ. الإبداع والتغيير نحو الأفضل بعيداً عن المعوقات والعجز والعقليات الصعبة والسياسات الهرمة واحتكار القطب الواحد للرأي كان أروع ما اختبرته في تجربتي.

4. قد تفقد الوقت فيما بعد لكي تتطوع

بعد التخرج من الجامعة والدخول في نطاق العمل للأسف قل الوقت كثيراً جداً لدي لأداء أي عمل تطوعي. وإذا كنت تريد التقديم إلى مؤسسة خارجية فبات يسأل عن الخبرة التطوعية لديك، كل ما أريد أن أقوله لك أنك في سنين العشرين الأولى ما زلت قد تجد وقتاً لذلك لكن فيما بعد للأسف لن تجده، فأنت تصبح منهمكاً ربما في تأمين وارد مالي لعائلة، أو لدعم نفسك في فتح منشأة خاصة لك، أو تأمين مصاريف سفر معين وغيرها الكثير من الأشياء.

5. تشعر أنك تأخذ كثيراً فلا تجد امتنان الناس وشكرهم مكافأة لك

تأخذ سعادة فعل الخير لله، سعادة الإنجاز، ترك الأثر، إحداث التغيير، تأخذ الخبرات المتوالية، تأخذ العلاقات الرائعة مع الرائعين، في حالتنا نأخذ علماً طبياً قوياً لأننا نقوم بكتابته وتجميعه من المصادر. قد يكون هناك مكافآت أيضاً حيث أن الفرق التطوعية عادة تعطي المتطوعين مكافئات، في حالتنا كنا نأخذ أموراً مفيدة جداً تعيينا في دراستنا عدا عن الفعليات المنظمة من قبل الفريق الخاصة بنا. فأنت فعلاً عندما يكون الناس ممتنين لك لا تشعر بذلك لأنك أنت أصلاً بالأساس سعيد.

سأظل أرى أن الآلام العربية اليوم تحتاج منا للعطاء الكثير ونعم بدون مقابل، يدخل المتطوعون للتطوع لغايات كثيرة، ورغم أن الغاية الذهبية للتطوع التي تدفع عجلته وتضخ شريانه هي حب الخير أحببت في مقالي هذا أن ألخص لك فوائد أخرى أنا ممتنة لها لليوم.