لماذا عليك أن تذهب للطبيب النفسي لو مرة واحدة في حياتك؟
الصحة النفسية مثل الصحة الجسدية تحتاج لرعاية والكشف عليها بشكل دوري للاطمئنان من مدى صحتها والتأكد أنها تعمل لصالحنا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
الصحة النفسية مثل الصحة الجسدية تحتاج لرعاية والكشف عليها بشكل دوري للاطمئنان من مدى صحتها والتأكد أنها تعمل لصالحنا، والاطمئنان على النفس لا يحدث بمراقبتها، فنحن لسنا أهل التخصص، فعندما تقرر عمل فحص شامل تذهب للطبيب العضوي، وكذلك النفس تحتاج الطبيب والمعالج النفسي، وإذا كنت لا تؤمن بأهمية الطبيب النفسي سوف أحدثك سريعًا عن سيناريو تعرضنا له في حياتنا يستدعي أن تذهب للطبيب النفسي لو مرة واحدة في حياتك، وإيمانًا مني بأهميته قررت خوض التجربة، وسوف أشاركها معك لتشجعكم وفك الغموض لتقبل الأمر.
راجع هذا السيناريو
حياتنا بداية من الطفولة مرورًا بالمراهقة والشباب مهما كانت جميلة ومختلفة فالطريقة التي نشأنا بها توجد بها مشاهد مؤلمة لم ننسها، ومررنا بذكريات ما زالت حية من مراحل عمرية مختلفة، وأشخاص تركونا وألمهم ما زال حيًّا داخلنا، وأخطاء لم نسامح أنفسنا عليها بعد وعيوب وقد تكون لدينا صورة ذاتية تحتاج تعديل في نقاط محددة لتعمل لصالحنا.
وفي حياتنا الآن قد نواجه تحديات في القدرة على التأقلم والتعامل مع مشاعرنا تجاه تلك التجارب، كل هذا وغيره مما نقابله في حياتنا، يجعل حركتنا أبطأ وأثقل ونجد عقبات وتحديات نضنعها بأنفسنا نتيجة لعالمنا الداخلي، وبالفعل هناك حواجز نفسية تتغير بتغيير الأفكار وخوض التجارب فيمكننا التعامل معها بالفعل، وعلى الجانب الآخر هناك حواجز علاجها لا ينجح سوى بالغوص في أعماق، ونحاول أن نجد حلولًا خارجية ومع الوقت نكتشف أنها كالمسكنات، ومها طال أثرها فهو مؤقت.
وهذا العمق هو دور المعالج النفسي، ومن أدواره أيضًا أن يعلمنا مهارات مختلفة:
- كالكيفية التي تجعلنا نتعامل مع تحديات الحياة بنفس متوازنة أكثر وأقل قلقًا.
- ويساعدنا في تحسين طريقة تفكيرنا.
- ويعلمنا كيفية التعامل مع مشاعرنا وأفكارنا.
- ويعلمنا التصالح مع الماضي ومع النفس وغيرها من المهارات الهامة للعيش بصحة نفسية وسكينة.
- ﻷن دور المعالج والطبيب النفسي يهدف أن تكون شخصًا مستمتعًا بالحياة ومتناغمًا معها رغم التحديات، وتحفظ سلامك الداخلي وتكون أكثر وعيًا بنفسك وبعلاقاتك.
الآن سوف أسألك بوضوح، كم مرة واجهت صدمات لم تتوقعها تسببت لك في حاجز نفسي أو عقلي؟ وأصبحت تشعر أنك لم تعد نفس الشخص الذي تعرفه، تلك الصدمات لا تشفى بمرور الوقت بل تدفن في نفسك أو إذا كنت ما زلت تصر على أنك تشفى مع الوقت كما تزعم، فما المانع من خوض التجربة لوسيلة مساعدة تقلل الوقت وتهون عليك وتضمن تشافيك حقًّا؟
الأمراض النفس جسمانية
هل سمعت عن شخص يشعر بصداع مستمر دون تشخيص واضح من الأطباء أو ألم مزمن، ربما يكون هذا الشخص يواجه مرضًا نفس جسماني أي أنه مرض في النفس تظهر أعراضه في الجسد، مع العلم أن هناك أمراضًا نفسية تحدث دون أن يحدث شيء فارق في حياة الشخص، بمعنى أنه يكون عنده استعداد وراثي لمرض نفسي ما ومع وجود الظروف المناسبة لظهوره يحدث، وكذلك مرور الشخص بصدمات صغيرة ولكنها تراكمت داخله دون التشافي الصحيح يحصل المرض، بالطبع هذا يحتاج لتدخل الطبيب والمعالج النفسي.
تجربتي في زيارة المعالجة النفسية
بعد التعلم عن بناء الوعي الذاتي وبدأ محاولات الغوص في أعماقي، لفهمي والتحرك لبناء وعي جديد فاهتممت بالقراءة عن علم النفس والصحة النفسية، فرأيت أهمية الطبيب والمعالج النفسي، وبدأ ويعي ينفتح على الفكرة ويتقبلها، كاختيار ضمن الاختيارات عندما تخلط على الأمور، أو أريد أن أفهم نفسي أكثر، بعد فترة شعرت بحيرة وتخبط في مشاعري.
وبعد البحث تأكدت من أهمية دور المعالج النفسي، في قدرته على تقديم مساعدة متناسبة مع شخصيتي، طالما أنني مقتنعة أن الفضفضة تخفف عن النفس، ولكن لا تعطي حلولًا مضمونة لأفكاري الكثيرة، وإجابات حول رحلة البحث عن الذات التي كانت تشغلني حينها.
فأخذت القرار وتواصلت مع معالجة نفسية لاستشارتها عن كيفية التحرك من تلك المرحلة بوعي؟ والتقليل من التفكير التحليلي الذي يغرقني في مشاعر مختلطة، عندما أكدت لي أن كثرة التفكير تصل بالشخص للغرق وعلى العكس تضر صحته النفسية، وأن رحلة البحث عن الذات ليست واقعية لأن الذات ليست شيئًا لنجده في أعماقنا، بل أننا ما نحن عليه، ونتغير كليًّا مع مرور الوقت، الأفكار، والمعتقدات، والقيم، فطلبت مني أن أسترخي وأقلل من الضغط على نفسي وأرهقها في التفكير في كل جوانب حياتي في نفس الوقت، وأن كل شيء يأخذ وقته.
فعلمتني تمارين الاسترخاء العضلي كطريقة مساعدة لعيش اللحظة وإيقاف التفكير المفرط وبالفعل بالتدريج تمكنت من أن أعيش اللحظة، وأستمتع وأكون حاضرة بوعي الكامل، وكذلك ساعدتني بتمرين الكتابة لمدة محددة في وقت محدد تكون مخصصة للتفكير عن أي شيء يشغلني، وطوال اليوم أوجه نفسي لتأجيل أي فكرة للوقت المحدد، وبحمد الله وصلت بالتدريج لفهم وتطبيق التوازن في حياتي، وحدود التفكير التحليلي من أجل تطور نفسي، كذلك وصلت لشعور مع التناغم مع صوتي الداخلي بدرجة ملحوظة ساعدتني في شعوري بالسلام الداخلي، بجانب قراءتي في كتب علم النفس والتعلم في مجال التطوير الشخصي، والتي شاركتكم بها خلال مقال: رحلتي للسلام الداخلي.. كيف عالجت جروح نفسي؟ ومقال: رحلتي للسلام الداخلي.. لماذا حاولت أن أعالج جروح نفسي؟
وفي النهاية أريد أن أؤكد لك بعد علمك بما سبق هي نبذة صغيرة عن دور الطبيب والمعالج النفس، والآن أصبح دورك أن تثقف نفسك حول دورهم ومدى انتفاعك به، وكذلك فتح مداركك حول الصحة النفسية لتكون خير معين لنفسك وتسهل عليك حياتك، وتسمح لنفسك بالانفتاح على التجربة وتجربتها حتى لو أون لاين لكسر الحاجز.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
لماذا عليك أن تزور الطبيب النفسي؟
link https://ziid.net/?p=95061