لماذا يغضب الآباء من العلاج الجماعي للكثير من المراهقين؟
مرحلة المراهقة هي فترة انتقالية بين الطفولة والشباب، يواجه المارّون بها الكثير من التغيرات التي قد لا يستطيعون مواجهتها وحدهم.
add تابِعني remove_red_eye 13,485
- العلاج الجماعي للمراهقين
- يعتقد الكثير من الآباء أنّ أبناءهم لا يستجيبون للعلاج سواء الفردي أو الجماعي
- يحتاج المتخصص إلى تدريب قبل العمل مع المراهقين:
- يفتقر المراهقون إلى النضج الذي يتمتع به البالغون:
- كثيرًا ما يجد المراهقون إحباطًا من المتخصصين:
- علامات تدل على اختيار المتخصص غير المناسب للعلاج
- بعض الصفات التي يحتاجها المعالجون للعمل مع المراهقين
- إليك أيضًا
يحتاج الشباب في سن المراهقة للرعاية النفسية والاهتمام أكثر من والديهم، نظرًا لمرحلة التغيرات الجسدية والنفسية التي تُشكل شخصياتهم في هذه الفترة. يتعرض الكثير منهم لحالات نفسية غير جيدة، ويلجؤون إلى الطبيب النفسي. يعتقد الأطباء النفسيين أنّ العلاج الجماعي هو الطريقة المُثلى لحل مشاكل هؤلاء الشباب الصغار، بينما يستاء الآباء من ذلك كثيرًا. تُرى ما السبب وراء ذلك؟ قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب أن أوضح بعض من مميزات العلاج الجماعي للمراهقين.
العلاج الجماعي للمراهقين
يُعد العلاج الجماعي للمراهقين واحدًا من أكثر الأدوات فاعلية، فهو يساعدهم على تطوير تعاملهم الاجتماعي مع أقرانهم. كما يستطيعون الدفاع عن أنفسهم فيما بَعدُ. بعض من مميزات العلاج الجماعي للمراهقين:
- تطوير الثقة الاجتماعية: تساعد جلسات العلاج الجماعي المراهقين في تطوير الثقة بالنفس والتحدث بأريحية في البيئات الاجتماعية المختلفة.
- تحسين مهارات الاتصال: من أكثر المهارات التي ينبغي الاهتمام بها وتطويرها لدى المراهقين، إذ يجد العديد من المراهقين مشكلة في التعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح، لذا من المهم الاهتمام بها.
- التأثيرات الإيجابية للأقران: عندما يكون المراهق بصحبة أقرانه في نفس الجلسات، يشعر بتحسن بالغ، كما تزداد درجة التأثير الإيجابي ويحتفلون سويًا بالانتصارات التي حققوها.
- تحسين العلاقات: هناك العديد من المراهقين الذين يفضلون الانسحاب والانعزال عن الأقران، وهذا يزيد خطر إصابتهم بالقلق والاكتئاب، لذلك من الضروري حضورهم لمثل هذه الجلسات من أجل مساعدتهم على تحسين علاقاتهم تلك.
- تقليل الإحساس بالإجهاد: في كثير من الأحيان يشعر المراهقون بالإجهاد نتيجة الضغوطات النفسية التي يتعرضون لها.
يعتقد الكثير من الآباء أنّ أبناءهم لا يستجيبون للعلاج سواء الفردي أو الجماعي
هناك عدة أسباب تدعم فكرة الآباء عن عدم استجابة أبنائهم للعلاج الجماعي، منها:
يحتاج المتخصص إلى تدريب قبل العمل مع المراهقين:
كثيرًا ما يُخطئ المتخصصون ويستخدمون تقنيات وأدوات سريرية لا تُناسب المراهقين، وإنما هي مخصصة للبالغين فقط. لكنهم لا يكونون على دراية كافية بهذا الأمر. ويطبقون هذه التقنيات على المراهقين وهذا يؤدي إلى فشل العلاج بالتأكيد، فالمراهقون يحتاجون إلى رعاية وتقنيات خاصة.
يفتقر المراهقون إلى النضج الذي يتمتع به البالغون:
من أكثر الأمور التي لا ينتبه إليها المتخصصون، إذ إنّ معظمهم يلجأ إلى علاج المراهقين بنفس الطرق التي يُعالَج بها البالغون، وهذا خطأ كبير. فالمراهقون لا يملكون بصيرة ويعانون من ضعف الانتباه في الغالب ولا يستطيعون التحكم في انفعالاتهم جيدًا، بالإضافة إلى الشعور غير المستقر بالهوية. كل هذه الصفات يعيش فيها المراهقون أثناء فترة المراهقة. لذلك، لا عجب في عدم قدرتهم على المشاركة في التفكير التأملي أو العمل المُوجه بالبصيرة وهو أنسب علاج للبالغين، لكنه لا يُناسب المراهقين إلا في حالات قليلة للغاية، أما عن الغالبية العظمى من المراهقين، فهم لا يستجيبون لمثل هذا النوع من العلاج، حيث إنّ استخدام مثل هذه الطرق معهم بمثابة إجبارهم على التحدث بلغة لا يعرفونها.
كثيرًا ما يجد المراهقون إحباطًا من المتخصصين:
من أهم الأشياء التي يجب على المتخصص الحرص عليها هي كسب ثقة المريض سواء كان بالغًا أو مراهقًا أو حتى طفلًا. لكن مع الأسف، لا يدرك الكثير من الأطباء النفسيين هذا الأمر، ويتفوهون بعبارات لا يصح قولها مثل: عدم حديثك إليّ يُهدر أموال والديك، أو سلوكك هذا يؤذي عائلتك، عليك التغيير. هذه العبارات تُخجل المراهق، بل وتُحبطه أيضًا. قد يتطور الأمر بالمراهق إلى الشعور بالذنب، وهذا يُدمر الثقة بين المتخصص والمراهق، حتى إنّ المراهق قد يمتنع عن الذهاب إلى الطبيب النفسي طوال حياته في المستقبل، بسبب الانطباع السيء والتجربة غير الحميدة هذه.
علامات تدل على اختيار المتخصص غير المناسب للعلاج
إنّ العمل مع المراهقين صعب -كما ذكرت- ويحتاج إلى خبرة ومهارات جيدة. من الممكن أن يفشل المتخصص إذا لم يمتلك هذه الصفات. ليس ذلك فقط، بل إنه يُكابر حتى وهو مخطئ. ويعطون مبررات تدل على فشلهم، من ضمن هذه المبررات ما يلي:
- لا يمكن إجبار المراهقين على العلاج، إلا عندما يريدون ذلك: في أغلب الأحيان أو كلها، لا يذهب المراهقون إلى المتخصصين من تلقاء أنفسهم، فهم ليسوا ناضجين بما يكفي لإدراك مشاكلهم النفسية، ولكن يُجبرون على العلاج من قِبل والديهم أو مسؤولي المدرسة الذين يلاحظون الحالة النفسية لهم. فمُهمّة العلاج النفسي هي اكتشاف مشاكل المراهق وحلها.
- إنهم لا يتحدثون أثناء جلسات العلاج: في كثير من الأحيان لا يتعاون المراهقون مع المعالجين، فهم لا يستطيعون إعطاء ثقة للمعالج بسهولة، وبالتالي لا يتعاونون معهم. لذا، من المهم أن يتفهم المعالج النفسي ذلك جيدًا ويتحلى ببعض الإبداع والمرونة أثناء التواص مع المراهق.
بعض الصفات التي يحتاجها المعالجون للعمل مع المراهقين
- الأصالة: يستطيع المراهق كشف الزيف بسهولة كبيرة، لذلك يجب الحذر عن التعامل معه، وعدم استخدام عاطفة باردة أو مصطنعة، إنهم يقلقون من الأشخاص البعيدين بسهولة، ومن الممكن أن تتفاقم أعراض الاكتئاب لديهم إذا لم يكن المعالج صريحًا معهم.
- روح الدعابة: عادةً ما ينسجم المراهقون أكثر مع الأشخاص الذين يتمتعون بروح الدعابة مقارنة بغيرهم، لذا، من الضروري أن يتحلى المعالج بروح الدعابة حتى يستطيع كسب ثقة أولئك الشباب الصغير. إذا استطاع فعل ذلك، سيوفر عليه الكثير من العناء، وسيقطع نصف المشوار تقريبًا، فأول وأهم خطوة في العلاج هي كسب ثقة المريض.
- إعطاء أهمية لاهتماماتهم: يهتم المراهقون كثيرًا بالأفلام وألعاب الفيديو وكرة القدم…إلخ، وعندما يجدون أحدهم يهتم بمثل هذه الأشياء سريعًا ما ينجذبون إليه ويتحدثون بأريحية. لذلك، من الضروري أن يُظهر المعالج اهتمامه بهذه الأشياء، وأن يُحيط بها علمًا، فهذا سيساعده كثيرًا في لفت انتباههم إليه، فهذا سيسهل عليه مهمته معهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 13,485
مقال يناقش فكرة العلاج النفسي الجماعي للمراهقين
link https://ziid.net/?p=79252