لماذا أسعُل: الأسباب،العلاج والتشخيص

لا يُمْكِنُك التخلص من هذا السُّعال الشرير؟ السُّعال هو عمل منعكس شائع ناتج عن تحفيز الأعصاب الحسية في بطانة الممرات التنفسية.

لماذا يسعل الناس؟

السُّعال جزء حيويّ من آليات الدفاع عن الجسم. عادة تكون الرئتان والممرات التنفسية السفلية معقمة، إذا دخل الغبار أو الأوساخ إلى الرئتين، فقد تصبح أرضًا خصبة للبكتيريا وتسبب الالتهاب الرئوي أو العدوى في أنابيب التنفس.

آلية السعال

عندما يسعل الشخص، هناك فترة قصيرة من التنفس وتغلق الحنجرة (صندوق الصوت) للحظات. تُستخدم عضلات البطن والصدر للتنفس، مما يزيد بدوره من الضغط اللازم لطرد الهواء من الرئتين عند إعادة فتح الحنجرة.

ما الذي يسبب السُّعال؟

عادة ما يعني السُّعال أن هناك شيئًا في الممرات التنفسية لا يجب أن يكون هناك. يمكن أن يحدث هذا عن طريق استنشاق جزيئات الغبار في الهواء أو عندما تنخفض قطعة الطعام بطريقة خاطئة. قد يكون أيضًا علامة على أن العدوى في الرئتين تجعل الممرات التنفسية تنتج البَلْغم.

تشمل الأسباب الشائعة للسعال ما يلي:

– نزلات البرد، وهو سبب شائع للسُّعال الحادّ الذي يستقر عادة في أقلّ من ثلاثة أسابيع.

– الأمراض الأكثر شِدّة، مثل الالتهاب الرئوي أو قصور القلب الحاد أو الانسداد الرئوي (جلطة في الأوعية الدموية في الرئة).

– التدخين، الذي غالبًا ما يسبب السُّعال المزمن (رئة المدخن).

– الرَّبْو، خاصة عند الأطفال الذين قد يسعُلون ولا يصفرون.

– حمض المعدة، يعود مرة أخرى إلى المريء وينسكب في القصبة الهوائية (الجذر المعدي المريئي).

– الأدوية، المستخدمة في أمراض القلب تسمى مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

– الإلتهابات البكتيرية أو الفيروسية في الرئتين، على سبيل المثال: الحادة، والتهاب الشعب الهوائية، والالتهاب الرئوي، والسعال الديكي، الخناق في الأطفال.

– نادرًا ما يمكن أن يسبب السعال المرض النفسي.

يمكن أن يحدث تلف للأعصاب التي تغذي الحبال الصوتية (المعروفة باسم شلل الحبال الصوتية). السعال يكون أكثر فعالية عندما يسبقه تناول كامل للهواء؛ لهذا السبب، فإن المرضى الذين يعانون من ضعف العضلات، وسوء التنسيق لإغلاق مجرى الهواء وإعادة فتحه، أو الذين يعانون من انسداد في تدفق الهواء (كما هو الحال في مرض الانسداد الرئوي المزمن) سيكون لديهم سُعال ضعيف ويكونون عُرضة للمضاعفات بما في ذلك العدوى في الجهاز التنفسي السفلي والالتهاب الرئوي.

• كيف غيرت كورونا قناعاتي؟ 
• فيروس كورونا: كل ما تحتاج لمعرفته عن الأعراض والمخاطر
• أعراض الإصابة بمرض فقدان الشهية واضطراب الأكل

علاجُ السعال

السُّعال عَرَض وليس مَرَض، إن السبب الكامن وراء السعال هو الذي يحتاج للعلاج، يجب عليك استشارة طبيبك إذا كان أيّ من الأعراض التالية مصحوبًا بالسُّعال، بحيث يمكن التحقيق في الأسباب الكامنة المحتملة وعلاجها عند الضرورة:

– سعال البلغم ذي اللون الأخضر أو ​​البنيّ الصَّدِئ أو الأصفر أو الملطخ بالدم أو الرائحة الكريهة.

– ألَم في الصدر.

– ضِيقٌ في التنفس أو صفير.

– ألم وتورم في العضل.

– السعال الليلي المتكرر.

– السعال الديكي أو الخانق (صوت مميَّز).

– تفاقم سعال المدخن.

– فقدان غير متوقع للوزن.

– الحمى والتعرق.

– بَحَّة في الصوت مع سعال مزمن لا يزول تلقائيًّا.

إذا كنت لا تستطيع السعال ولكنك بحاجة إلى ذلك، فستظهر المشاكل قريبًا. وبالمثل، عندما يكون السعال مؤلمًا (على سبيل المثال، بسبب كسر في ضلع)، يحاول المرضى عدم السعال ويمكن أن يكون ذلك خطيرًا، يمكن أن يؤدي إزالة المجاري الهوائية غير الفعّالة إلى عدوى في الصدر واحتمال حدوث الالتهاب الرئوي. في هذه الظروف، يمكن أن يكون الدواء المسكن مفيدًا للسماح بالسعال الفعّال.

اختبارات تشخيص السعال المزمن عند البالغين:

إذا كنت تعاني من سعال مزمن، فقد يلزم إجراء اختبارات لتحديد السبب. بعد التقييم الأوَّلي، يتم إجراء أشعة سينية للصدر للتأكد من عدم احتمال حدوث أمراض خطيرة مثل سرطان الرئة أو السل (TB). لا تساعد اختبارات الدم والجلد كثيرًا، على الرغم من أنها قد تكشف عن وجود حساسية.

يمكن تحديد ما إذا كان هناك عامل معيَّن مسؤول عن السُّعال المزمن عندما يحقق العلاج لسبب معيَّن بعض الفوائد للمريض، ولكن غالبًا ما يكون هناك أكثر من سبب للسعال، وفي هذه الحالة لن ينجح علاجُ عامِل واحد في تخفيف الأعراض تمامًا.

أما إذا كانت هناك استجابة جزئية ولكن غير مكتملة، فسيتم تجربة علاجات أخرى بدورها. في نهاية المطاف، يمكن معالجة الغالبية العظمى من السعال بنجاحٍ بهذه الطريقة. إذا كان العلاج غير مُثمِر ولا توجد فرصة واقعية للعمل- على سبيل المثال. في حالة سرطان الرئة المتقدم، فقد يكون هناك ما يبرر استخدام مثبطات السعال القوية.