الآثار السلبية للعنف الجسدي والنفسي على نمو الطفل
يرتبط سوء معاملة الطفل بظهور مشكلات جسدية ونفسية خطيرة، وقد تسبب هذه المشكلات إعاقة الطفل عن النمو الجسدي والعقلي
يرتبط سوء معاملة الطفل بظهور مشكلات جسدية ونفسية خطيرة، وقد تسبب هذه المشكلات إعاقة الطفل عن النمو الجسدي والعقلي
add تابِعني remove_red_eye 24,871
آثار العنف الجسدي والنفسي على الطفل لا تتمثل في الآثار التي تحدث على المدى القصير فقط، وإنما أخطرها يتمثل في الآثار التي تحدث على المدى البعيد، حيث يمكن لبعض الآثار أن تستمر مدى الحياة! ولا تتمثل الآثار السيئة لسوء معاملة الطفل جسديًّا ولفظيًّا على الجسد والنفسية والسلوك فقط، بل ربط العلماء والباحثون سوء معاملة الأطفال والإساءة لهم بتوقف النمو البدني وتوقف النمو العقلي، هذا بالطبع بجانب الآثار النفسية مثل عدم احترام الذات، أو الاندماج في نشاطات سلوكية خطيرة في المستقبل كالمخدرات والانتحار وارتكاب الجرائم وغيرها، ناهيك عن الإصابات الجسدية التي يمكن أن تكون نتيجة للعنف الجسدي والتي قد تؤدي للوفاة.
على الرغم من الاهتمام المتزايد بحقوق الطفل على مستوى العالم، وتسليط الضوء على المعاملة السيئة التي قد يتعرض لها الأطفال في الدول الفقيرة، أو الأطفال الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية، فإن الطريق ما زال طويلًا في هذا الشأن، حيث لا تزال العديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل تعاني من هذه المشكلة بنسبة كبيرة، وتتطلب المزيد من الجهود من أجل تعزيز حقوق الأطفال ورفاهيتهم.
وقد حذرت العديد من المؤسسات مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال من خطورة العقاب البدني على الطفل، وتأثيره السلبي على نموه، لا سيما في البلدان التي ما زالت تؤيد وتعتمد العقاب البدني في التربية، مثل دول أفريقيا ودول الكاريبي، حيث اكتشف الباحثون في العديد من الدراسات التي قاموا بها في هذه الدول، أن هناك علاقة قوية بين العنف الجسدي والاعتداء على الطفل بالضرب أو السب والكلام الجارح والصراخ، وبين انخفاض المهارات الاجتماعية للأطفال قبل سن المدرسة، وانخفاض القدرة على القراءة والكتابة والصعوبات السلوكية للأطفال في سن المدرسة.
وبعد تحليل قام به الباحثون اعتمدوا فيه على استطلاعات دقيقة من اليونيسيف على (32,817) امرأة وأطفالهن، في (25) دولة أفريقية من بينهم: الجزائر، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، التشاد، كوت ديفوار، الكونغو، غامبيا، غانا، غينيا، مدغشقر، مالي، موريتانيا، نيجيريا، السنغال، الصومال، تونس، زيمبابوي وغيرهم، اكتشفوا أن معظم هؤلاء الأمهات أيّدوا استخدام العقوبات الجسدية في هذه البلدان.
واكتشف الباحثون بعد التحليل والدراسة أن استخدام العنف الجسدي والنفسي يرتبط بزيادة مخاطر ظهور الصعوبات السلوكية، مثل عض الطفل وضربه لأطفال آخرين أو للكبار، ووجدوا أن التوبيخ له نفس التأثير السلبي الذي يحدثه العقاب الجسدي على الطفل، ووجدوا أيضًا أن العقوبات الجسدية ارتبطت بالتأثير السلبي على المهارات الاجتماعية للطفل، وعلى العكس من هذا، فإن عدم استخدام العقوبات الجسدية، واستخدام طرق المناقشة في حل المشكلات مع الطفل، كان له الأثر الإيجابي على القراءة والكتابة وغيرها من المهارات.
هناك ارتباط مباشر بين العنف الجسدي والتأثير السلبي على الصحة البدنية، حيث إن العنف البدني يمكن أن يظهر معه عواقب جسدية طويلة المدى وربما دائمة، وأشهر التأثيرات الجسدية التي يمكن أن تحدث للطفل الذي يتعرض للعنف هي حدوث تلف في الدماغ، وقد يستغرق علاج هذا الأمر شهورًا أو سنوات، كما ربط الباحثون سوء معاملة الطفل بدنيًّا ونفسيًّا بمخاطر الإصابة بمجموعة من المشاكل والأمراض مثل:
كما ربط الباحثون بين سوء معاملة الطفل جسديًّا ونفسيًّا وبين فشل تكوين مناطق معينة في الدماغ بحيث تعيقها عن النمو، ووجدوا علاقة قوية بين سوء المعاملة للأطفال وبين انخفاض الحجم الكلي لمناطق معينة في الدماغ، مثل:
يمكن أن تتسبب سوء معاملة الأطفال في ظهور العديد من المشاكل النفسية، مثل الشعور بالعزلة والخوف وقلة الثقة وعدم احترام الذات والاكتئاب، وعدم القدرة على تكوين العلاقات أو الحفاظ عليها، وظهور الصعوبات التعليمية، وقد ربط العديد من الباحثين بين سوء معاملة الطفل وبين المشاكل التالية:
تتضمن أنواع سوء معاملة الأطفال العديد من الفرعيات، إلا أن الخمس أنواع الأساسية هي: الإساءة الجسدية، الإساءة العاطفية، الإهمال، الاعتداء الجنسي، ومشاهدة العنف الأسري، ولا يتأثر كل الأطفال بنفس القدر بسبب التعرض لسوء المعاملة، حيث إن البعض قد تظهر لديه آثار سلبية مزمنة جراء سوء المعاملة التي يتعرض لها، بينما يعاني البعض من آثار سلبية أقل.
في نتائج (31) دراسة من أصل (34)، اكتشف الباحثون أن (91) بالمائة من الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة والإهمال، أظهروا ضعفًا في التحصيل الدراسي، كما أشارت (36) دراسة من أصل (42) إلى أن (86) بالمائة من الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة أظهروا تأخرًا في تطور اللغة، وقد اكتشفت دراسة حديثة في الولايات المتحدة أن الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة المزمنة تأثرت لديهم نتائج التحصيل الدراسي في الرياضيات والقراءة بصورة سلبية.
مشاهدة الطفل للعنف المنزلي سواء تجاه أشقائه أو أحد والديه يُعدّ من أنواع سوء معاملة الأطفال، ويظهر نفس النتائج السلبية التي سبق وأن تطرقنا لها، وتقول بعض الدراسات إن الأطفال الذين يشاهدون العنف المنزلي يتطور لديهم مفهوم أن هذا السلوك هو السلوك الطبيعي والمناسب في حل المشكلات، ويتطور لديهم إيمان بأن العنف هو جزء ضروري من أي علاقة.
وبالتالي فإنّ تعرض الأطفال للعنف والإساءة من أي نوع يكون له أثره النفسي والعاطفي والجسدي والعقلي السلبي على الطفل، ويزيد من احتمالية ظهور صعوبات في التعلم، ومشاكل فترة المراهقة كتعاطي المخدرات أو الكحول، وزيادة فرص التصرف بعدوانية، والتعرض للاكتئاب أو غيرها من الأمراض العقلية، وعلى العكس من هذا، فإن الأبحاث تؤكد أن وقف العنف وتحسين العلاقة بين الوالدين يرتبط بصورة إيجابية بالتقليل من الآثار الضارة التي تظهر على الطفل، وتساهم في تحسين عملية النمو.
اقرأ أيضًا:
add تابِعني remove_red_eye 24,871
زد
زد
اختيارات
معلومات
تواصل
الإبلاغ عن مشكلة جميع الحقوق محفوظة لزد 2014 - 2025 ©
أهلاً ومهلاً!
10 مقالات ستكون كافية لإدهاشك، وبعدها ستحتاج للتسجيل للاستمتاع بتجربة فريدة مع زد مجاناً!
المنزل والأسرة
المال والأعمال
الصحة واللياقة
العلوم والتعليم
الفنون والترفيه
أعمال الإنترنت
السفر والسياحة
الحاسوب والاتصالات
مملكة المطبخ
التسوق والمتاجر
العمل الخيري
الموضة والأزياء
التفضيل
لا تكن مجرد قارئ! close
كن قارئ زد واحصل على محتوى مخصص لك ولاهتماماتك عبر التسجيل مجاناً.
رسالة تحذير لكل أب وأم عن سوء معاملة الأطفال وما قد تسببه من مشكلات جسدية ونفسية خطيرة
link https://ziid.net/?p=73556