ظاهرة بادر ماينهوف .. هل قابلت شخصًا وتشعر أنك تراه في كل مكان؟
بمجرد أن نفهم كيف يعمل هذا التأثير يمكننا أن نسأل أنفسنا عن علاقة تلك الظاهرة بحياة الإنسان، خاصة بعد التأكد من أنها شيء طبيعي
add تابِعني remove_red_eye 38,075
إذا قابلت شخصًا ما وتشعر الآن أنك تراه في كل مكان هذا يعني أن تتعرض لظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد، فهي التفسير لهذا النوع من الأحداث، تخيل أنه في يوم من الأيام أثناء محادثة مع صديق، تسمع شيئًا عن منتج أو خدمة لم تسمعه من قبل. ثم تعود إلى المنزل ولكن فجأة تبدأ في رؤية المنتج الذي أوصى به صديقك في كل مكان، وتظن أن الشركات تستمع لمحادثاتنا وتمطرنا بالإعلانات، في حين أن الأمر يبدو مثيرًا للفضول وتريد الحصور على التفسير، الإجابة هو أنك تختبر ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التردد، وفي السطور القادمة سوف تتعرف عليها أكثر، وكيف لها آثار في مجال البحث العلمي والطب وحتى التسويق.
مكونات ظاهرة بادر ماينهوف
لقد اختبرنا جميعًا تأثير Baader-Meinhof في مرحلة ما يحدث ذلك أحيانًا مع منتج أو خدمة، وفي حالات أخرى يكون كلمة أو صورة، إنه يعطينا الانطباع بأن ما نكتشفه فجأة موجود في كل مكان، مثال شائع يحدث عندما نلتقي بشخص جديد يعيش في نفس المدينة أو الحي، وكان قبل اليوم الذي قابلناها فيه كنا غير مدركين تمامًا لوجوده، لكننا بعد تلك المقابلة نرى وجه في أي مكان، هذا لا يعني أن جارك يلاحقك ولكن ما يحدث هو أنك تعيش ظاهرة بادر ماينهوف، فغالبًا ما يتفاجأ الناس بمدى سرعة حدوث ذلك، من لحظة إلى أخرى تغير العالم والآن نرى ما تعلمناه للتو في كل مكان، لهذا السبب تم إجراء بحث لفهم هذا التأثير بشكل أفضل.
سبب تسمية الظاهرة
في عام 1986 أرسل تيري مولين رسالة إلى صحيفة تسمى St. Paul Pioner Press ، يسرد فيها تجربة شخصية وبحسب روايته، فقد قرأ أولًا اسم الجماعة الإرهابية بادر ماينهوف في مقال صحفي، بمجرد أن علم بوجودها بدأ يرى اسم المنظمة في كل مكان، وبعد نشره تلقى مولن العديد من الرسائل من أشخاص آخرين يروون تجارب مماثلة من هذا الحدث، فصاغ مولين المصطلح لوصف تلك الظاهرة الإدراكية الغريبة التي تسبب الفضول لدى الناس.
أسباب حدوث الظاهرة
يتعلق شعورنا بمثل هذه الظاهرة للعمليات المختلفة التي تحدث في دماغنا، بمجرد أن تعرفهم ستدرك أن العالم لم يتغير وكل شيء حدث في ذهنك، ففي اليوم العادي تتعرض حواسنا لكمية كبيرة من المعلومات التي يستحيل معالجتها بالكامل، لهذا السبب يستخدم الدماغ الانتباه الانتقائي للتمييز بين المنبهات، وبهذه الطريقة يمكننا التركيز فقط على ما يهمنا.
كيف يرتبط هذا بظاهرة بادر ماينهوف؟
تلك المعلومات الجديدة التي تراها فجأة في كل مكان لم تظهر من العدم وكانت دائمًا موجودة بالفعل، وما يحدث هو أنه من قبل لم يكن الأمر مهمًا بالنسبة لك، لذلك تجاهلها عقلك. ومع ذلك الآن بعد أن أصبحت مدركًا لها يبدأ عقلك في اعتبارها ظاهرة “ذات صلة” ويمكنك رؤيتها، وسوف نجد أنها متصلة بأمور كثيرة حولنا والتعامل معها سوف يكون أسهل دون الدخول في سيل الأسئلة والحيرة.
تفسير الظاهرة عن طريق الاحتمال الرياضي:
على الرغم من أننا لا نولي دائمًا أهمية كبيرة للاحتمالات، إلا أنها تؤثر على حياتنا فالمصادفات تحدث ولا علاقة لها بالسحر بل بالرياضيات البحتة، على سبيل المثال في فصل دراسي يضم 25 طالبًا من المحتمل جدًّا أن يشترك اثنان في نفس الاسم أو تاريخ الميلاد، هذا أيضًا يساهم في حدوث الظاهرة لأننا نعتقد أنه من المستحيل مقابلة الجار الجديد في الشارع، ولكن إذا قمنا بتحليلها باستخدام الرياضيات فسوف ندرك أن الاحتمال في الواقع مرتفع للغاية، الإضافة إلى التمييز بين المعلومات ذات الصلة وغير ذات الصلة.
تفسير الدراسات للظاهرة
في عام 2012 نشر بيتر و تونج دراسة أوضحا فيها أنه من الممكن فك العديد من العمليات النفسية من خلال تحليل الأنماط العصبية باستخدام التصوير العصبي، يمكنك معرفة ما يراه الشخص أو أين يتم توجيه انتباهه، وبهذا المعنى تكون النتيجة تشير لوجود هذه الأنماط يكون من الضروري تكرار المعلومات الجديدة عدة مرات، والذي يترتب عليه أنه سوف يتمكن العقل من تفسير حقيقة اكتشاف شيء ما ثم رؤيته مرارًا وتكرارًا بفضل هذه الآلية، وبعبارة أخرى فإن ظاهرة بادر ماينهوف لها علاقة بميل الدماغ لخلق الأنماط.
تداعيات ظاهرة بادر ماينهوف في الحياة
بمجرد أن نفهم كيف يعمل هذا التأثير يمكننا أن نسأل أنفسنا عن علاقة تلك الظاهرة بحياة الإنسان، خاصة بعد التأكد من أنها شيء يعيشه الناس يوميًّا، وبالتالي فإن له آثارًا مختلفة، وعندما يتم التقليل من شأن قوة هذه الظاهرة يمكن أن تحدث مشاكل في مناطق مختلفة سنراها أدناه.
التشخيصات الطبية والظاهرة
يحتاج المهنيون الصحيون إلى التحديث باستمرار من خلال المقالات العلمية، بمعنى آخر يكتسبون دائمًا معلومات جديدة يمكن استخدامها لتقديم علاجات أفضل، وللوهلة الأولى لا يبدو أن هناك مشكلة، لكنها قد تكون خطيرة إلى حد ما بسبب تأثير بادر ماينهوف.
على سبيل المثال: ذكر مقال نُشر في المجلة الأوروبية للجهاز التنفسي مخاطر إنشاء أنماط ظاهرية قبل الأوان لتشخيص COVID-19، فوفقًا للمؤلفين قد يؤدي ذلك إلى حدوث مشكلات عند الكشف عن المرض بدقة، ففي هذه الحالة يمكن لظاهرة بادر ماينهوف أن تؤثر على الحكم الطبي بسبب هذه التصنيفات الجديدة غير المدعومة جيدًا (Bos، Sinha and Dickson، 2020).
البحث العلمي والظاهرة
في مجال البحث يمكن أن يؤدي وهم التردد إلى التحيز عند تحليل الأدلة إذا حصل أحد المؤلفين على وظيفة تدعم بعض الفرضيات، فربما يمكنهم لاحقًا العثور على العديد من الدراسات الأخرى التي تقول نفس الشيء. وعلى الرغم من أنه عن غير قصد يمكنك تجاهل العديد من المقالات التي تتعارض مع هذه الحجة، لذلك يجب على المشاركين في البحث أن يحرصوا على عدم الوقوع ضحية لهذا التحيز، وهو أيضًا سبب إجراء الدراسات المزدوجة التعمية والنماذج التجريبية الأخرى، بهذه الطريقة فقط يمكن ضمان أن تكون التحقيقات موضوعية قدر الإمكان.
التسويق والظاهرة
من ناحية أخرى يستفيد التسويق من التأثيرات النفسية ظاهرة بادر ماينهوف، كما هو مذكور في الأمثلة السابقة يحدث هذا غالبًا مع المنتجات أو الخدمات، والإعلان يستخدم هذه الظاهرة التي لديها نطاق وتوليد المبيعات.
في الختام.. يمكن التأكيد على أن ظاهرة بادر ماينهوف لها تأثير كبير عادة ما يتم التقليل من شأنه، مثل التحيزات المعرفية الأخرى فهي تشارك في كيفية إدراكنا للعالم من حولنا، على الرغم من أن هذا ليس سلبيًّا تمامًا، إلا أنه قد يكون في بعض الأحيان كذلك، لذلك من الضروري تثقيف أنفسنا حول هذا الوهم.
إليك أيضًا
add تابِعني remove_red_eye 38,075
ظاهرة غريبة تتكرر معنا بشكل متكرر فكيف نستغلها لصالحنا ونتجنب ضررها؟
link https://ziid.net/?p=94067