اكتئاب ما بعد الولادة: الأسطورة والحقيقة  

بالنسبة للعديد من النساء الحوامل، تثير أفكار اكتئاب ما بعد الولادة مشاعر الخوف وفقدان السيطرة. يشعر الكثيرون أنه لا يوجد الكثير مما يمكنهم فعله للسيطرة على ما إذا كانوا سيصابون بالاكتئاب بعد إنجاب طفلهم أم لا.

الأسطورة العظيمة

على مدى السنوات العشرين الماضية، كان الكثير من التركيز على الصحة العاطفية في سنوات الإنجاب يَنْصَبُّ فقط على اكتئاب ما بعد الولادة، طُلِبَ من النساء وشركائهن أن يبحثوا عن علامات الاكتئاب بعد ولادة الطفل، قام بعض الأطباء والممرضات بتقييم النساء في فحص (6) أسابيع بعد الولادة، ولكن قِلَّة من الناس يعتقدون أنه قبل أن يولد الطفل. ما لا يعرفه الكثير من الناس هو أن النساء اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة عادةً ما يكون لديهن بعض علامات التحذير أثناء الحمل. العديد من الممرضات والأطباء الذين يعملون مع النساء الحوامل لا يعرفون هذا أيضًا. في الواقع، إن البحث عن الصحة العاطفية أثناء الحمل حديث جدًّا.

ما تحتاج إلى معرفته: خرق الأساطير

تحدت دراسة حديثة أجريت على أكثر من (1000) أم أسترالية لأول مرة وأطفالها العديد من الأساطير التي أعتقدناها حول الاكتئاب التالي للولادة. فحصت هذه الدراسة النساء الحوامل عن الاكتئاب في الحمل، ثم مرة أخرى في (3) و(6) و(12) شهرًا بعد إنجاب أطفالهن. عندما كان أطفالهم يبلغون من العمر (4) سنوات، تم فحص هؤلاء الأمهات مرة أخرى للاكتئاب، وتم تقييم أطفالهم من أجل الصعوبات العاطفية والسلوكية.

• ماذا تعرفين عن اكتئاب ما بعد الولادة؟
• اكتئاب الحمل والولادة وكيف تتغلبين عليه؟
• كيف تتعامل مع زوجتك بطريقة صحيحة بعد الولادة ؟

تناولت هذه الدراسة 3 أساطير رئيسية

الخرافة رقم 1: تغيرات المزاج في الحمل ليست سوى جزء من الحمل، سترحل من تلقاء نفسها.

ما أظهرت هذه الدراسة: تميل النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل إلى الاستمرار في الإصابة به خلال فترة ما بعد الولادة وحتى السنوات الأولى من الطفولة، الاكتئاب في الحمل لا يختفي من تلقاء نفسه لمعظم النساء، وأظهرت الدراسة أنه من بين (40٪) من النساء اللواتي لديهن أعراض الاكتئاب أثناء الحمل، فإن الغالبية (78٪) لديهن نفس مستوى الاكتئاب تقريبًا منذ الحمل وحتى بدء أطفالهن في الروضة، كانت لدى (22٪) الأخرى أعراضٌ كانت أكثر حِدَّةً في الحمل واستمرت في التدهور مع نموّ طِفْلهم.

الخرافة رقم 2: اكتئاب ما بعد الولادة سيئ لتنمية الطفل، الأمر كله يتعلق باكتئاب ما بعد الولادة.

ما أوضحته هذه الدراسة: يمكن أن يؤثر اكتئاب ما قبل الولادة على نمو الأطفال بعمر (4) سنوات بشكل سلبي. ليس الاكتئاب التالي للوضع هو المهم فقط، وأظهرت الدراسة أن الأطفال بعمر (4) سنوات الذين وُلِدُوا لأمهات مصابات بالاكتئاب بدأ في الحمل واستمروا عندما ذهبوا إلى المدرسة لديهم فرصة مضاعفة في مواجهة مشاكل سلوكية وعاطفية، في الواقع، من بين جميع عوامل الخطر المحتملة التي تمت دراستها في هذا البحث، كان الاكتئاب الأُمُومِيّ (الحمل حتى عمر 4 سنوات) أكبر عامل خطر لضعف نمو الطفل.

الخرافة رقم 3: النساء اللواتي يعانين من الاكتئاب أثناء الحمل وبعد أن ينجبن أطفالهن محرومات من الكثير من المشاكل الأخرى.

ماذا أظهرت هذه الدراسة: غالبية النساء اللواتي عانين من الاكتئاب من الحمل إلى (4) سنوات بعد إنجاب طفلهن حاصلات على تعليم جامعي ولديهن وظائف، أكثر من (96٪) كانوا متزوجين أو في علاقة مستقرة بين القانون العام.

رسالة جديدة

إذا كنتِ -أو صديقتك الحامل أو أحد أفراد الأسرة- تُعانِينَ من الشعور بأن صحتك العاطفية ليست صحيحةً تمامًا، فتحدثي إلى طبيبك أو ممرضتك قبل الولادة، هناك شيء مثل الاكتئاب والقلق قبل الولادة، وتبين هذه الدراسة أنه أكثر شيوعًا مما كنا نعتقد. لا تنتظري حتى الولادة لإثارة مخاوف.