نشأت على شرب المياه الغازية منذ الصغر واستمر الحال طويلًا. والحقيقة لم أفكر أبدًا في التوقف أثناء ذلك ولكن مع الحملات التوعوية عن أخطار المشروبات الغازية بدأت أعرف وأفهم، ولكن لم أصل لمرحلة الإدراك بحيث أبدأ في التوقف أو حتى في المحاولة فالأمر كان أكبر من قدرتي، خاصةً وأني كنت أشرب ما لا يقل عن 3 عبوات لذلك كان الأمر بالنسبة لي أشبه بالإدمان!
هذا ما تأكدت منه أثناء المحاولات المبدئية فلم يكن الأمر بسيطًا. وحتى أتخلص من هذا الإدمان أو التعود كان لا بد من خلق عادات جديدة مقدور عليها، وفي علوم التنمية الذاتية هنالك من يذكر بأن (66) يومًا بلا انقطاع كفيلة أن تجعل الفعل الجديد عادة وهنالك من قال (5) سنوات حسب نظرية التغيير.
الخلاصة أن التكرار والاستمرارية يجعل الفعل الجديد تلقائيًّا وأمرًا روتينيًّا، ولكن هذا يتطلب الانضباط الشخصي على هذا الالتزام، وكان هذا التعافي من خلال تطبيق مستويات الفعل السبعة للتغيير وهي التالي:
مستويات الفعل السبعة وتجربتي
1- لا أعرف ما أحتاج معرفته
في هذه المرحلة كنت أعلم بخطورة هذه المشروبات ولكن كنت أحتاج أن أعرف أكثر عن المخاطر وعن كيفية الإقلاع.
2- أعرف ما أحتاج معرفته ولكن لا أصدقه بمعنى لا أصدق قدراتي
هُنا كنت لا أصدق أني أستطيع أن أقلع عن شرب المياه الغازية معتقدة أن الأمر خارج عن سيطرتي وقدرتي.
3- أعرف ما أحتاج معرفته وأصدقه ولكن لا أعرف كيف أطبقه
في هذه المرحلة أخذت أقرأ عن الإدمان وكيفية التعافي منه، وجدت العلاج بالسلوك المعرفي وكان هذا الأنسب لي، وفي هذا النوع من العلاج المعتمد على تغيير الأفكار قررت أن أعمل على هذه الطريقة بحيث بدأت أتحدث عن رغبتي في الإقلاع وكيف أن هذه المشروبات من الثوابت أثناء تناولي للطعام فكنت أسمع أفكارًا مساعدة ممن حولي مثل الإكثار من شرب الماء والسوائل. أيضًا قمت بعمل تقييم لحالتي الصحية من خلال التحليل والفحص فكانت النتائج تشير إلى وجود خطورة على الكبد والسبب يرجح إلى استهلاك المياه الغازية بكثرة بالنسبة لي صدمة جعلتني أقرر بحزم إنهاء هذه المشكلة والتعافي ولكن كنت في مرحلة الكيف.
4- اعرف ما أحتاج معرفته وأعرف طيف أطبقه ولكن لا أفعله
هذه المرحلة هي مرحلة التسويف، وهي مرحلة استمرت لفترة طويلة، ففي كل أسبوع أخبر نفسي بأنه الأسبوع القادم، إلى أن ينتهي العام وهذا الشيء محبط جدًّا ولكن كنت أتذكر نتائج الفحص حتى بدأت أنظر للموضوع بخطورة أكبر تمر في خيالي صور لحالات المرضى والمستشفيات وبأن بقائي من غير فعل وتحرك خطوة نحو الإقلاع سيجعل هذا مصيري “لا سمح الله” وهُنا أنا متسببة وهذا الفرق بين من يمرض وهو متسبب ومن يمرض قضاء وقدر وابتلاء له.
5- أعرف ما أحتاج معرفته وأفعله بشكل متقطع
في هذه المرحلة كنت أشرب المشروبات الغازية بشكل متقطع أيْ: ليس يوميًّا بحيث أخبرت نفسي أنه “في أي وقت شرب المياه الغازية أستطيع” بحيث أكون أقلعت وفي نفس الوقت لا أعيش دور الحرمان، فكانت هذه الفكرة ناجحة جدًّا معي، استطعت أن أقلل من كمية الشرب بشكل ملحوظ وكأنها مصالحة مع النفس، كما أني استخدمت أساليب تُصعِّب عليّ الحصول على المشروبات الغازية فهي غير متوفرة في البيت، وفي كل مرة أريد أن أشرب احتاج أن أذهب للشراء.
6- أعرف ما أحتاج معرفته وأفعله بشكل مستمر
هذه المرحلة استطعت أن فيها أحقق الاستمرارية بسبب البدائل، لم تتناسب معي فكرة العصائر وكان الأنسب لي هو نوع واحد فقط “عصير الليمون” فكان البديل للمشروبات الغازية وحتى أشعر بأنه بديل مناسب كنت أستخدم مكعبات الثلج بكثرة، واستطعت بهذه الطريقة أن أستمر وحتى أساعد نفسي كنت أجهز الثلج يوميًّا وأوجد الليمون بشكل مستمر في البيت مستخدمة كوب زجاجي شفاف بحيث يصبح المنظر جذابًا بالنسبة لي، وفي هذه المرحلة والتي قَبْلُ كانت هنالك عودة غير مقصودة فحين أكون في مناسبة أنسى بأني أقلعت ولا أتذكر إلا بعد الانتهاء من الشرب أو أثناء ذلك.
7- أعرف ما أحتاج معرفته وأفعله بشكل متكرر إلى أن أصبح عادة راسخة تلقائية لا واعية
هذا تحقق معي في السنة الرابعة وهي الآن فقد استطعت أن أحقق استمرار مقاطعة المشروبات الغازية ومتمنية أن أستكمل حتى أصل للسنة الخامسة والتي حسب نظرية التغيير وهي آخر مرحلة حاليًا، أقلعت بشكل نهائي ولم يعد هنالك أيّ تفكير للعودة أو حتى رغبة لشرب هذه المشروبات ولم تعد تجذبني هذه العبوة بحيث أود العودة للشرب ولله الحمد.
في النهاية
أيّ تغيير يتطلب قرارًا ذاتيًّا ورغبة حقيقية في الإقلاع والاعتراف بالمشكلة مع الأخذ في الاعتبار الفوائد الحاصلة من الإقلاع عن الضرر سواء كان مشروبات غازية أو غيرها، كما أن بعض المشكلات تتطلب مساعدة خارجية. عنّي كنت أستشير وأسأل المتخصصين في التغذية والصحة عن أفضل الحلول وما اقتراحاتهم لحالتي.
إليك أيضًا:
تاريخ النشر: الخميس، 5 نوفمبر 2020
تجربة ملهمة للتخلص من إدمان المشروبات الغازية
link https://ziid.net/?p=73526