تجربتي -كفتاة- في تعلم قيادة الدراجة الهوائية
هل فكرت يومًا في تعلم قيادة الدراجة وشعرت ببعض الصعوبات؟ إليك تجربتي التي تثبت أن الأمر ليس مستحيلًا
add تابِعني remove_red_eye 165,925
منذ الطفولة وأنا أتمنى أن أقود الدراجة، عندما كنت طفلة كنت أقوم أحيانَا بتأجير دراجة مثل أقراني وأحاول قيادتها ولكني لا أستطيع أن أقوم بالتوازن المطلوب فالدراجة تتمايل يمينًا ويسارًا وكنت أقع على الأرض.
كبرت ونسيت أمر الدراجة تمامًا ففي بلداننا العربية ركوب الفتيات للدراجة ليس بالأمر الشائع، لكنني عندما سافرت إلى الهند وإندونيسيا وجدت الفتيات هناك يقدن الدراجات الهوائية أو البخارية بكل حرية ويذهبن بها إلى المدرسة أو الجامعة أو لشراء احتياجتهن، أعجبتني هذه الفكرة كثيرًا وتمنيت أن تكون موجودة في دولتي.
أثناء تصفحي لموقع الفيس بوك كنت أجد بعض الصفحات التي تنظم (رايد) لركوب الدراجات وهي عبارة عن نشاط رياضي لكل الأعمار تقريبًا للقيام بجولة بالدراجة صباحًا لمسافات معينة لتنشيط الجسم. كنت أجد دائما هذه الفعاليات وأتمنى الانضمام لها ولكن للأسف فأنا لا أستطيع قيادة الدراجة، وفي يوم فكرت هل يمكن أن أتعلم القيادة بعد أن كبرت؟ هل توجد أماكن للتدريب وتعليم قيادة الدراجة؟
وبالفعل بحثت على الإنترنت ووجدت صفحة على الفيس بوك اسمها She can ride وهي مبادرة تهدف لتعليم البنات والسيدات قيادة الدراجات على أيدي مدربات محترفات، فرحت جدًّا ولم أتردد وتواصلت معهم وأبديت رغبتي في تعلم قيادة الدراجة وتواصلت مع المدربة في نفس الوقت وحددنا موعد لبدء أول تدريب.
اليوم الأول
ذهبت إلى التدريب وأنا سعيدة أخيرًا سأحقق حلم الطفولة وأقود الدراجة، لأول مرة أركب الدراجة بعد أن كبرت، آخر مرة حاولت فيها قيادة الدراجة ربما كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري، لذلك شعرت إن الدراجة كبيرة وثقيلة لا أستطيع تحريكها إلا بصعوبة، الدراجة تتمايل دائما يمينا ويسارًا، سقطت على الأرض رغم أن الدراجة كانت متوقفة، وشعرت بالتعب بعد فترة قصيرة من التدريب، يبدو أن الأمر صعب جدًّا وليس بالسهولة التي اعتقدتها، ولكنني مصرة على التحدي، يبدو أنني أحتاج مزيدًا من التدريب.
اليوم الثاني
قبل مجيء اليوم الثاني للتدريب تدربت على عجلة لكى أتدرب على التحكم ولكي أكون على قدر من المرونة.
وعندما ذهبت للتدريب اختفى الشعور بثقل الدراجة وبدات أحرك قدمي على البدال، ولكنني لا استطيع تحقيق التوازن على العجلة، كانت المدربة تشجعني وأخبرتني أنني أفضل من المرة السابقة وبأنني سوف أستطيع القيادة في التدريب القادم.
اليوم الثالث
وهنا كانت المفاجأة السارة التي لم أكن أتوقعها، لقد حققت التوازن المطلوب وأصبحت قادرة أخيرًا على قيادة الدراجة، لم أكن أتوقع أنني سوف أستطيع قيادة الدراجة في اليوم الثالث، ظننت أني سوف أحتاج فترة أطول بكثير
وتعلمت من هذه التجربة أمور كثيرة أهمها: أن الإنسان إذا وضع هدفًا لنفسه وأصر على تحقيقه مهما واجه من صعوبات وتحديات فسوف يتمكن من تحقيقه ، لو تملكني اليأس في اليوم الأول للتدريب ما كنت تعلمت القيادة أبدًا.
هل يعني ذلك أنني لم أشعر بالإحباط؟
نعم كنت أشعر بالإحباط لبعض الوقت عندما أحاول التوازن على الدراجة ولا أستطيع ولكنني كنت أقاوم هذا الشعور ولا أستسلم له أبدًا ، وأعلم أن كل شئ في بدايته يكون صعبًا.
كيف كنت أحفز نفسي؟
كنت أقول لنفسي “إن لم تتعلمي الآن فمتى ستتعلمين؟” وكنت أفرح بإنجازاتي الصعيرة، لو حققت توازن على الدراجة ولو لدقيقة كنت أفرح واعتبره إنجازًا وبداية لتحقيق توازن أفضل، وبالفعل هذا ما يحدث الآن فكلما ركبت الدراجة أشعر بأنني أقود أفضل من المرة السابقة.
ما هي فوائد ركوب الدراجة؟
- ركوب الدراجة يعمل على حرق السعرات الحرارية وخفض مستويات الدهون في الجسم
- بناء العضلات وتقوية الساقين
- تنشط الجسم، إذا شعرت بالخمول ، فاركب دراجتك لمدة (10) دقائق على الأقل. تُطلق التمرينات الإندورفين والذي بدوره يساعدك على الشعور بالتحسن مع خفض مستويات التوتر.
- تقوية الدورة الدموية فعندما تبدأيومك ننشاط رياضي مثل ركوب الدراجات ، ستعمل على تقوية الدورة الدموية وستبدأ يومك بشعور بالإنجاز.
- تحسين التوازن أثناء ثبات جسدك والحفاظ على دراجتك في وضع مستقيم ، ستحسن من توازنك العام وتناسقك ووقفتك.
ومن وجهة نظري فالدراجة أفضل للفتيات والسيدات من ركوب المواصلات العامة حتى لا يتعرضن للمضايقات كما أنها وسيلة غير مكلفة للتنقل، كما أنها تحمي من انتقال عدوى فيروس كورونا فلا تضطر إلى ركوب الحافلة وسط مجموعة كبيرة من الناس فتزيد مخاطر الإصابة بالعدوى.
add تابِعني remove_red_eye 165,925
link https://ziid.net/?p=69508